أنباء عن اشتباكات عنيفة في دمشق وسيدا يطالب أوباما بالتدخل
١٥ يوليو ٢٠١٢قال ناشط سوري لوكالة رويترز إن مقاتلي المعارضة خاضوا قتالاضاريا مع القوات الحكومية في بعض أحياء جنوب العاصمة السورية دمشق اليومالأحد(15 تموز/ يوليو 2012) في بعض من أعنف المعارك أثناء النهار داخل حدودالمدينة حتى الآن. وقال الناشط سمير الشامي، الذي تحدث الى رويترز من دمشق عن طريقموقع سكايب،إن القتال ما زال دائرا في حي التضامن الفقير بعد معاركمتواصلة طوال الليل في حي الحجر الأسود. وقال الناشط إن أصوات إطلاق النار تتردد بكثافة والدخان يتصاعد منالمنطقة، مضيفا بأن هناك بالفعل عدد من الجرحى وأن السكان يحاولونالفرار من المنطقة.
وعرض الناشط لقطات حية للدخان يتصاعد فوق مبانيالحي، متابعا أن عربات مدرعة تتوجه نحو جنوب الحي. وبدورهأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إلى أن حي التضامن الدمشقي "يتعرض لقصف من قبل القوات النظامية"، مضيفا أن عددا من القذائف "سقطت على منطقة القرشي في دمشق". بدورها نقلت قناة الجزيرة الفضائية القطرية عن ناشطين قولهم إن المعارك امتدت إلى حي الميدان الدمشقي وإلى أحياء الزاهرة والقزاز والصناعة، بينما تحدث المجلس الوطني المعارض عن "رعب في مخيم اليرموك" الذي تقطنه غالبية فلسطينية، دون التطرق إلى تفاصيل.
ميدانيا أيضا قالت لجان التنسيق المحلية، إحدى أبرز قوى المعارضة التي توثق الأحداث في سوريا، إن 61 شخصا قتلوا اليوم على أيدي القوات الحكومية أغلبهم في حمص وإدلب ودير الزور، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 51 شخصا غالبيتهم من المدنيين قتلوا اليوم الأحد. يشار إلى أنه يصعب التأكد من عدد القتلى من مصدر مستقل منذ أن توقفت الأمم المتحدة عن إحصاء الضحايا في أواخر العام 2011، بينما يتعذر تقصي الحقائق الميدانية والأمنية بسبب القيود المفروضة على تحركات الإعلاميين.
سيدا يطالب أوباما بالتدخل
وفي تطور جديد دعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يتحرك فورا لوضع حد لأعمال العنف التي يذهب ضحيتها آلافالأشخاص في سوريا وألا ينتظر حتى احتمال انتخابه لولاية جديدة في تشرين الثاني/نوفمبر.وقال سيدا في حديث لقناة سي إن إن الأمريكية "نود أن نقول للرئيس أوباما أن انتظار يوم الانتخابات لاتخاذ قرار بشأن سوريا ليس أمرا مقبولا بالنسبة للسوريين".وأضاف "لا نفهم لماذا تتجاهل قوى عظمى سقوط عشراتآلاف القتلى المدنيين السوريين بسبب انتخابات رئاسية يمكن للرئيس أن يفوز فيها أو يخسرها".
وكان الرئيس أوباما، الذي يركز على حملة الانتخابات الرئاسية الأميركيةلإعادة انتخابه في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، قد طلب من الرئيس السوري بشار الاسد التنحي وقدم دعما ماديا للمعارضة لكن إدارته رفضت فكرة تدخل عسكري مباشر.وفشلت جهود المجتمع الدولي لمحاولة عزل الحكومةالسورية حتى الآن بسبب رفض الصين وروسيا في مجلس الأمن الدولي.وردا على سؤال حول ماحصل في بلدة التريمسة في ريف حماه أكد سيدا أنه من الملح أن يتحرك قادة الدول العظمى.وقال "إذا استمر الوضع على ما هو عليه سيحصل انفجار في منطقة الشرق الأوسط برمتها. وهذا الأمر سيهدد الأمن والسلام في المنطقة والعالم. ولهذا السبب على الجميع التحرك قبل فوات الأوان".
دمشق تنفي وقوع مجزرة في قرية التريمسة
وفي موقف تناقض مع ما ذكره التلفزيون السوري الرسمي قبل ذلك نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي وقوع مجزرة في قرية التريمسة بريف حماة. وقال مقدسي في مؤتمر صحفي عقده الأحد في دمشق إن "ما جرى في التريمسة ليس مجزرة بل اشتباك بين الجيش النظامي ومسلحين خارجين عن القانون باستخدام سيارات ناقلة صغيرة وأسلحة خفيفة". وأضاف أن "قوات الجيش السوري خرجت من قرية التريمسة بعد أن أعادت الأمنوالأمانإليها"، مشيرا إلىأن الجيش تدخل بعد مناشدات من قبل الأهالي وأنه "لم تستخدم أي أسلحة ثقيلة في قرية التريمسة".
وكان مراقبو الأمم المتحدة قد تمكنوا من دخول قرية التريمسة بمحافظة حماة في أعقاب تقارير أعلنها نشطاء المعارضة عن سقوط نحو 200 قتيل، بعد اجتياح القوات الحكومية للقرية وقصفها. وذكرت المتحدثة باسم بعثة مراقبي الأمم المتحدة سوسن غوشة أن المراقبين رأوا "بركا وبقعا متفرقة من الدماء في غرف العديد من المنازل وكذا طلقات رصاص" وأن "الهجوم استهدف مجموعات ومنازل محددة على ما يبدو، للمنشقين وللنشطاء بشكل أساسي".
إيران مستعدة لاستضافة حوار النظام والمعارضة
وبينما تحدث الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن "نمط واضح من التطهير العرقي" يجري في سوريا، داعيا لخطوات جادة وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة كثف حلفاء سوريا جهودهم الدبلوماسية في الصراع. فقد أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي المبعوث الاممي كوفي عنان في موسكو بعد غد الثلاثاء لبحث تطورات الموقف. جاء الإعلان بعد يوم واحد من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للصين كي "تستخدم نفوذها لضمان التنفيذ الكامل والفوري لخطة عنان وبيان مجموعة التحرك".وتقاوم الصين وروسيا دعوات الدول العربية والغربية لدفع مجلس الأمن الدولي لاتخاذ خطوات أقوى ضد الحكومة السورية.
إيران أيضا أدلت بدلوها في الجهود الدبلوماسية إذ نقلت وكالة أنباء الطلبةالإيرانية عن وزير الخارجية علي أكبر صالحي قوله اليوم إنإيران مستعدة لاستضافة محادثات بين الحكومة السورية وجماعاتالمعارضة.ونقلت الوكالة عن صالحي استعداد بلاده "للجلوس مع المعارضة السورية" ودعوتها إلى إيران. كما قال صالحي إن طهران مستعدة "لتسهيل وتوفير الظروف اللازمة لإجراء محادثات بينالمعارضة والحكومة (السورية)".ولم يطل رد المعارضة السورية إذ رفض سمير نشار، عضو المكتب التنفيذي بالمجلس الوطني السوريالمعارض العرض الإيراني، مشددا على أنّ أكبر تجمع للمعارضة لن يشارك في أي محادثات طالما ظل الأسد في السلطة. يشار إلى أن إيران من أكبر حلفاء النظام السوري في المنطقة.
(أ ح/ د ب أ، ا ف ب، رويترز)
مراجعة: عارف جابو