الأمم المتحدة- مجزرة التريمسة امتداد لعملية للقوات الجوية
١٤ يوليو ٢٠١٢تواصلت عمليات القصف والاشتباكات السبت (14 تموز/ يوليو) في مختلف المناطق السورية متركزة في ريف دمشق وحمص وسط البلاد حيث قتل خمسة أشخاص، في حين تقوم قوات الأمن النظامية باقتحام بلدة خربة غزالة في درعا جنوبا بعد حصار وقصف عنيفين منذ الفجر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين.
وأشار المرصد في بيان إلى أن محافظة حمص شهدت مقتل خمسة أشخاص صباحا بينهم امرأة حامل جراء القصف على مدينة القصير في ريف حمص، بالإضافة إلى أربعة آخرين قتلوا في مدينة حمص.
وأضاف المرصد إلى أن خربة غزالة في درعا تعرضت لقصف بالطيران العامودي من القوات النظامية التي تطوق البلدة بآليات ثقيلة وعربات محملة بالجنود، كما شهدت بلدة الصنيمن حملة مداهمات واعتقالات فجرا طالت عددا من المواطنين.
وافاد الناشط بيان أحمد من لجان التنسيق المحلية لفرانس برس في اتصال هاتفي من خربة غزالة أن اقتحام البلدة يتم "بالدبابات والشاحنات الصغيرة التي تحمل مضادات للطيران، وحافلات محملة بالشبيحة والأمن"، موضحا أن "ليس بينها عناصر من الجيش بل هي قوات أمن وشبيحة". ولفت أحمد إلى أن "الجرحى بالعشرات ولا يوجد إلا مواد إسعافات أولية".
وفي ريف دمشق، قال المرصد إن "انفجارا شديدا" هز صباح السبت بلدة المليحة "تبعه إطلاق نار كثيف"، بالإضافة إلى "سماع أصوات انفجارات في مدينة النبك فجرا، وأصوات إطلاق رصاص كثيف في منطقة كفربطنا".
وبلغت حصيلة العنف في سوريا أمس الجمعة 118 قتيلا بينهم 49 مدنيا و37 من القوات النظامية و32 من المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويصعب التأكد من عدد القتلى من مصدر مستقل ويتعذر تقصي الحقائق الميدانية بسبب القيود المفروضة على حركة الصحفيين الأجانب.
المراقبون يفشلون في إجلاء المدنيين
وقال تقرير لتقييم الوضع أعدته بعثة المراقبة الدولية في سوريا وحصلت عليه رويترز أمس الجمعة إن المراقبين وصفوا هجوما على قرية التريمسة في منطقة حماة قتل فيه 220 شخصا بأنه "امتداد لعملية للقوات الجوية السورية". وأضاف "القوات الجوية السورية تواصل استهداف المناطق الحضرية المأهولة شمالي مدينة حماة على نطاق واسع."
وقالت مصادر بالمعارضة إن نحو 220 شخصا معظمهم مدنيون قتلوا في مذبحة شهدتها قرية التريمسة في حماة حين قصفتها طائرات هليكوبتر ودبابات ثم اقتحمها أفراد ميليشيا قتلوا بعض العائلات أمس الخميس.
وطبقا لتقرير البعثة فإن مجموعة من مراقبي الأمم المتحدة العسكريين غير المسلحين تمكنوا فقط من الوصول إلى مسافة تبعد ستة كيلومترات عن التريمسة ومنعهم قادة من القوات الجوية السورية من الاقتراب بسبب "العمليات العسكرية".
وراقبت المجموعة الوضع من مواقع مختلفة قليلة حول التريمسة لنحو ثماني ساعات سمعت خلالها أكثر من 100 انفجار وصوت نيران أسلحة صغيرة متقطع وصوت نيران مدافع رشاشة وشاهدوا أعمدة من الدخان الأبيض والأسود.
وقال التقرير إن بعثة الأمم المتحدة قامت بمحاولات أخرى لترتيب وقف لإطلاق النار في المنطقة يسمح بإجلاء المدنيين من التريمسة عن طريق الاتصال بقائد شرطة محافظة حماة وبضابط الاتصال الكبير في القوات الجوية السورية لكنهم لم ينجحوا.
وقال عنان في رسالة إلى مجلس الأمن أمس الجمعة إن مذبحة التريمسة أظهرت أن قرارات الأمم المتحدة الخاصة بسوريا يتم تجاهلها مشيرا إلى حتمية أن تكون هناك إشارة إلى أنه ستكون هناك عواقب.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون المذبحة في رسالة بعث بها إلى مجلس الأمن بأنها "تصعيد صارخ للعنف."
(ع. ج/ د ب آ، رويترز، آ ف ب)
مراجعة: صلاح شرارة