خبير ألماني: "التوصل إلى هدنة يستوجب التزاما ثنائيا بوقف إطلاق النار"
٥ يناير ٢٠٠٩في إطار تكثيف الجهود والمساعي بهدف التوصّل إلى تهدئة في قطاع غزّة يقوم وفد أوروبي بجولة تشمل القاهرة وتل أبيب والضفّة الغربية. ,يضمّ الوفد الذي يرأسه وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ كل من وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير ونظيره السّويدي كارل بيندت والمنسّق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافير سولانا ومفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي بينيتا فيريرو فالدنر. وأوردت وكالات الأنباء أن الاتحاد الأوروبي يسعى من خلال هذا الوفد إلى التوصّل إلى هدنة فورية وغير مشروطة وتوفير ممرّ لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتكثيف جهود السلام.
جهود أوروبية لتهدئة الوضع في قطاع غزة
وتزامنا مع جولة الوفد الأوروبي يقوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بجولة شرق أوسطية تشمل القاهرة ورام الله والقدس ودمشق بهدف التوصّل إلى سُبل تهدئة بين طرفي النزاع في غزة. وحول الجهود الأوروبية ومدى نجاحها في التوصّل إلى التهدئة في المنطقة أجرى موقعنا لقاء مع الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط لدى مؤسسة العلوم والسياسة في برلين غيدو شتاينبيرغ الذي أكد على أن التهدئة بين الطرفين والاتفاق على هدنة يستوجب وقف إطلاق النار من قبل طرفي النزاع وأن الوقف الأحادي لإطلاق النّار ليس من شأنه أن يؤدى إلى الهدف المنشود.
لكن شتيانبيرغ شكّك في الوقت نفسه في إمكانية التوصّل إلى هُدنة في الوقت الراهن، معربا عن شكوكه في استعداد إسرائيلي حاليا تقبل الهدنة. وأضاف أن "الإسرائيليين لن يوافقوا على هُدنة إلا بعد الوصول إلى أهدافهم، أو إذا اتضّح لهم عجزهم عن الوصول إليها"وشدّد على أن معرفة هذا الأمر ستستغرق "على الأقلّ بعض الأيّام" على حدّ قوله.
دعوة لتحريك دمشق للتأثير على حركة حماس لوقف أعمال العنف
وفي ضوء ذلك أكد وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ، قُبيل بدء الجولة الأوروبية في الشرق الأوسط، على أن التوصّل إلى هُدنة في غزة يستوجب التزام حماس بوقف إطلاق الصواريخ والقذائف على الأراضي الإسرائيلية.
وفي سياق مُتّصل يرى شتاينبيرغ أنه قد يكون بإمكان الحكومة المصرية التأثير على "حماس" ودفعها إلى الالتزام بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، مُشيرا في الوقت نفسه إلى أن اتصالات جارية في هذا الإطار بين الحكومة المصرية وقيادة الحركة في دمشق. بيد أن الخبير الألماني لفت في هذا الإطار إلى أن العلاقات بين مصر وحماس قد شابها نوع من التوتّر في السنوات الأخيرة. واستبعد الخبير الألماني أن تكون حماس، التي أصبح من الصّعب عليها التّواصل مع الخارج، هي الأولى التي ستوافق على الهدنة. كما يرى أنه "يتعيّن على الإسرائيليين أن يكونوا أهم ركائز هذه الهدنة"، بحسب قوله. وأضاف الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط أنه "إذا وافق الإسرائيليون على الهُدنة، فإن هناك إمكانية للتأثير على حركة حماس".
وفي سياق متصل أشار شتاينبيرغ إلى أنه من شأن الحكومة السّورية التأثير فعليّا على حركة حماس ودفعها لوقف إطلاق الصواريخ والاتّفاق على هُدنة، مشيرا إلى تواجد عدد من قيادي الحركة في دمشق. وأشار إلى أن إمكانية تحريك الحكومة السورية للتأثير على الحركة من شأنها أن تؤدّي إلى تقدّم في عمليّة الوساطة من أجل الاتفاق على هُدنة.