EU-Reaktionen: Bodenoffensive
٤ يناير ٢٠٠٩أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن قلق بلاده الشديد إزاء تصاعد حدة المعارك القتالية في أعقاب الهجوم البري للقوات الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال الوزير الألماني، في بيان صدر عن وزارة الخارجية اليوم الأحد (4 كنون الثاني/ يناير 2009) في برلين، إن الوضع الحالي يبدد الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار على المدى القصير.
وأكد الوزير أن الوضع يفرض ضرورة البحث مع الشركاء وبشكل عاجل كيفية مساهمة المجتمع الدولي في خلق الظروف المناسبة لوقف إطلاق النار وناشد في الوقت نفسه جميع الأطراف بتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية لسكان القطاع. وأشار الوزير إلى ضرورة ضمان أمن إسرائيل بشكل دائم ليس فقط من خلال إيقاف إطلاق صواريخ حركة حماس وإنما أيضا عن طريق منع عمليات تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.
وأوضح الوزير أن عمليات التنسيق مستمرة مع جمهورية التشيك التي ترأس في الوقت الحالي دورة الإتحاد الأوروبي، كما أنه أشار إلى إجراء اتصالات هاتفية أمس السبت مع نظيريه في بريطانيا والنرويج. ومن المنتظر أن يتصل شتاينماير اليوم بوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، وفقا لبيان الخارجية الألمانية.
استعداد أوروبي للمساهمة في مراقبة وقف إطلاق النار
من جانبه دعا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا اليوم كل من الفلسطينيين والإسرائيليين إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً استعداد الاتحاد الأوروبي للإسهام في مهمة مراقبين دوليين لحفظ السلام. وقال سولانا، ردا على سؤال لمحطة "بي بي سي نيوز" التلفزيونية ونقلته وكالة الأنباء الفرنسية: "إن وقف إطلاق النار يجب أن يكون محترما من الجميع كما يجب أن يكون دائما".
وأضاف سولانا، قائلا" "لذلك نحن مستعدون للتعاون مع الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي من اجل رؤية كيف يمكننا مراقبة وقف إطلاق النار". وأوضح المسؤول الأوروبي: "إن كان ذلك ضروريا" فإن بإمكان الاتحاد الأوروبي المشاركة في نشر بعثة مراقبين دوليين، لكن "هذا لا يمكن أن يتم في أربع وعشرين ساعة"، مؤكدا أن ذلك يفترض وقفا مسبقا لإطلاق النار.
مساعدات أوروبية عاجلة للفلسطينيين
ومن جانبها تعهدت المفوضية الأوروبية اليوم الأحد بتقديم ثلاثة ملايين يورو إضافية، كمساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين في قطاع غزة، وفقا لما جاء في بيان صادر في بروكسل، نقلته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ). وقال البيان إن هذه المساعدات سوف توزع بأقصى سرعة ممكنة لتفي بالاحتياجات الأساسية للسكان الذين تأثروا بالهجمات الجوية الإسرائيلية والحصار المستمر. ودعت المفوضية الأوروبية في الوقت نفسه إسرائيل إلى احترام القوانين الدولية والسماح بالوصول إلى "الذين يعانون ويموتون" في قطاع غزة، وحثت الدولة العبرية على السماح بـ"مجال إنساني" لتوزيع المساعدات الضرورية، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وتعهدت إسرائيل من جانبها، على لسان رئيس وزرائها إيهود أولمرت، بعدم حدوث أزمة إنسانية في غزة، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بداية اجتماع الحكومة الأسبوعي اليوم، إن "إسرائيل لا تقاتل الشعب الفلسطيني في غزة".، وفقا لما نقلته عنه وكالة الأنباء الفرنسية.
دعوات إلى وقف إطلاق النار
وتوالت الدعوات إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد أن شنت إسرائيل هجوماً برياً على القطاع، إذ أدانت فرنسا هذا الهجوم البري، واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أن "هذا التصعيد العسكري الخطر يعرقل المساعي التي تبذلها الأسرة الدولية، لاسيما الاتحاد الأوروبي وفرنسا وأعضاء اللجنة الرباعية ودول المنطقة، لوقف المعارك وتقديم المساعدة مباشرة للمدنيين والتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم". من جهتها دعت اسبانيا "حماس إلى وقف إطلاق الصواريخ وإسرائيل إلى وقف هجومها البري"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
من ناحيتها اعتبرت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي أن "حتى حق الدولة في الدفاع عن نفسها لا يسمح بعمليات تطال المدنيين بشكل كثيف" ودعت إلى وقف إطلاق النار. وبذلك راجعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي الموقف الذي أعلنته ليلاً في أولى تصريحات رئيس الوزراء ميريك توبولانيك الذي اعتبر العملية الإسرائيلية "دفاعية أكثر منها هجومية".
"لحظة خطيرة للغاية" و "تصعيد خطير"
وفي لندن قال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون اليوم إن الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة "لحظة خطيرة للغاية" في النزاع، داعيا المجتمع الدولي، في مقابلة تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى تكثيف المساعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال إنه يجب تقديم التطمينات لكل من الإسرائيليين وحماس. وتابع بالقول: "نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار ويشتمل ذلك على وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. ثانيا نحتاج إلى حل ما لمشكلة تهريب الأسلحة إلى غزة، ثالثا نحتاج إلى فتح الحدود والمعابر وهذا يحتاج إلى حل دولي".
وفي ستوكهولم، صرح وزير الخارجية السويدي كارل بيلت، الذي يتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط في مهمة أوروبية اليوم، أن الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة عقد الجهود الرامية إلى إيجاد حل للصراع . وقال بيلت في بيان في وقت متأخر أمس السبت إن الهجوم البري أشار إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي لم تحقق ما كان يأمله الإسرائيليون. وأضاف: "بدلا من البحث عن حل سياسي لهذا الإخفاق تم اتخاذ اختيار تصعيد الصراع بشكل خطير من خلال هجوم بري".
في غضون ذلك دعت النرويج في ساعة متأخرة أمس إسرائيل إلى وقف هجومها البري بشكل فوري. ووصف وزير الخارجية النرويجي، يوناس جاهر ستور الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه "تصعيد خطير للصراع"، معربا عن القلق على السكان المدنيين في غزة وإسرائيل. وقال ستور في بيان، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية: "يتعين على حماس وقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل فوراً. السكان المدنيون في الجانبين هم ضحية الحرب. لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع". كما دعا مجلس الأمن الدولي والأطراف الإقليمية إلى التدخل والسعي لإيجاد حل يحقق السلام الدائم.
كما أعلنت موسكو من جانبها أنها "قلقة للغاية" نتيجة الهجوم البري الإسرائيلي على غزة، وقالت إنها سترسل مبعوثا خاصة إلى المنطقة للمساعدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار من الجانبين.