جامعة فرايبورغ - من مطعم الطلبة إلى جائزة نوبل
٧ أكتوبر ٢٠١٠عندما ينظم "النادي العالمي ″Internationale Club″ في فرايبورغ حفلاته المعروفة في البار التابع لمطعم الطلبة، يمكن بالفعل سماع خليط من اللغات. حينها يلتقي مثلا طلاب من اسبانيا والصين وروسيا وبلدان عربية والكاميرون مع زملائهم من ألمانيا والسويد ونيوزيلندا وفرنسا وبولندا من أجل تعلم لغة الآخر، وفي نفس الوقت التعرف بشكل أفضل على بعضهم بعضا.
هذه الحفلات ليست سوى جزء من النشاط الجامعي الذي ينظمه "النادي العالمي" من أجل الطلاب. إذ يمكن القول إن النادي مسؤول عن تنظيم وملئ وقت فراغ جميع الدارسين الأجانب في فرايبورغ. وقد بادر إلى تأسيس هذا النادي في عام 2004 كل من جامعة ألبرت لودفيغ والكليات والمعاهد الأربعة الأخرى، إضافة إلى الجمعية الطلابية وممثلي الكنيستين البروتستانتية والكاثوليكية. ويهدف النادي بالدرجة الأولى إلى خلق فرص لإقامة علاقات وصلات بين الطلاب الألمان والأجانب. ولا يتحقق ذلك عبر حفلات النادي فقط، وإنما أيضا من خلال الفعاليات الأخرى، مثل تنظيم أمسيات خاصة بالبلدان أو الرحلات المشتركة إلى ضواحي المدينة أو بعض المناطق البعيدة عنها والتي يمكن القيام بها في كل فصل دراسي، وتحظى بشعبية كبيرة في الأوساط الطلابية.
رعاية الطلبة الأجانب
في الوقت الذي يتحمل فيه "النادي العالمي" مسؤولية تنظيم وقت فراغ الطلاب، يتولى مكتب العلاقات الخارجية الموجود في مبنى إدارة جامعة ألبرت لودفيغ مهمة تقديم الرعاية للطلاب الأجانب قبل وأثناء الدراسة. ويعتبر هذا المكتب المكان المناسب لطرح الأسئلة حول السكن والقضايا المالية والمنح الدراسية أو التخصصات الدراسية. ومنذ خريف عام 2008 تُقدم خدمة إضافية، وذلك من قبل ما يعرف بمكتب الاستعلامات، والذي يعمل على تجنيب الطلاب متاعب البحث الطويل في الدهاليز الإدارية أو الانتظار أمام المكاتب المزدحمة. ويعمل موظفو مكتب الاستعلامات في أوقات محددة، ويمكنهم تقديم إجابات سريعة وغير بيروقراطية حول الجهات المسؤولة في الجامعة واختصاص كل منها وكذلك الأماكن التي يجب على الطلاب تقديم الطلبات إليها.
مستوى ممتاز على كافة الأصعدة
يمكن حاليا لكثير من الدارسين الأجانب البالغ عددهم 3 آلاف طالب متابعة الحصص الدراسية باللغة الانجليزية. وتحرص أقسام العلوم الاجتماعية بشكل خاص ، ومنها الفلسفة وعلم الاجتماع واللغة الألمانية وكذلك قسم تقنية الأنظمة الدقيقة وقسم الغابات، على تعزيز السمعة الجيدة للجامعة العريقة وجاذبيتها. وتعتبر جامعة ألبرت لودفيغ أحدى "جامعات النخبة" التسعة في ألمانيا والتي كرمتها الحكومة الألمانية بمنحها لقب "جامعة ممتازة". ويرتبط تاريخ الجامعة بالسماء تسعة من العلماء الذين نالوا في القرن العشرين جائزة نوبل مقابل أبحاثهم. كما تفتخر الجامعة بأسماء أساتذة وشخصيات لامعة درّسوا فيها، من أمثال عالم اللغات واللاهوت "إيراسموس فون روتردام" والفيلسوف الشهير "مارتين هايديغر".
علاقات عبر الحدود
هؤلاء العلماء جميعا قدموا انجازاتهم في هذه المدينة الواقعة في المثلث الحدودي بين ألمانيا وفرنسا وسويسرا، الأمر الذي أتاح ويتيح لها ممارسة تأثير بارز على الأبحاث والعلوم. وقد شكلت فرايبورغ بالتعاون مع جامعات أخرى محاذية لحوض نهر الراين الأعلى، (ومنها مثلا جامعتا بازل وستراسبورغ) ما يسمى بالاتحاد الأوروبي لجامعات حوض الراين الأعلى (EUCOR) . وتتيح هذا الرابطة للدارسين عبر الحدود المشاركة في المحاضرات باللغة الألمانية والانجليزية والفرنسية.
بيا غرام
مراجعة: عبده جميل المخلافي