إجراءات القبول في كليات الطب الألمانية
٧ أغسطس ٢٠١٠ترسل ملفات طلبات الانتساب إلى المكتب المركزي الخاص بمنح المقاعد الدراسية في الجامعات الألمانية. ويوجد هذا المكتب في مدينة دورتموند، ويتولى إدارة كل المقاعد الدراسية في ألمانيا، ويفوق عدد المتقدمين عدد المقاعد المتوفرة. وفي بداية كل فصل دراسي يواجه عمال المكتب المركزي تحديا جديدا: وهو توزيع المقاعد المتعلقة بفروع الطب. ويعود الإقبال الكبير على هذا التخصص إلى أسباب تتعلق بمهنة الطبيب، كما يوضح بيرنهارد شير، المتحدث باسم المكتب المركزي لمنح المقاعد الدراسية في حديث لموقع دويتشه فيله. فحسب قوله يُعد الطب من بين التخصصات الأكثر جاذبية بالنسبة للطلاب، لهذا يفوق عدد الراغبين في دراسة الطب القدرة الإستيعابية للجامعات في كل الدول تقريبا." يتمتع الأطباء بمكانة اجتماعية عالية في كل المجتمعات، كما أن مهنة الطبيب تعد في العادة بمداخيل عالية، لذا يرغب الكثير من الشباب في ممارستها."
أربعة طلاب على مقعد واحد
قلة الأماكن الدراسية في كليات الطب الألمانية تدفع العديدين إلى الانتظار لمدة طويلة، تصل في المعدل إلى خمس سنوات، كما يقول برنهارد شير. ويرجع هذا الوضع بالأساس إلى البنية التحتية للجامعات التي تحدد عدد المقاعد التي تمنحها وفق قواعد حسابية، آخذة بالاعتبار معايير محددة كعدد "المدرسين الموجودين في الجامعة مثلا، وعدد المرضى المتوفرين الذين يمكن للطلاب التدرب على معالجتهم، بطريقة لا تعرض سلامتهم إلى الخطر." فخلال الفصل الدراسي الشتوي الماضي بلغ عدد المقاعد الدراسية المتوفرة في كل أنحاء ألمانيا 8512 مقعدا، في حين فاق عدد الطلبات التي تلقاها زملاء بيرنهارد شير من المكتب المركزي لمنح المقاعد الدراسية في الجامعات الألمانية 37300 طلبا، ما يشكل نسبة تعادل 4،5 طلاب على المقعد الواحد.
ويوزع المكتب المركزي المقاعد المتوفرة حسب معدل شهادة الثانوية العامة، والمدة التي قضاها الطلاب في انتظار حصولهم على مقعد دراسي، كما يوضح برنهارد شير. إضافة إلى ذلك يمكن للجامعات المختلفة وضع شروط قبول أخرى، كالتركيز على معدلات مواد معينة أو إجراء اختبارات خاصة.
إجراءات مختلفة بالنسبة للطلاب الأجانب
لكن هذه الإجراءات تنـطبق فقط على الطلاب الألمان والمنحدرين من دول الإتحاد الأوروبي، كما يقول الدكتور فولفرام فيكل، مدير المكتب الاستشاري للطلاب في جامعة بون الألمانية. أما الطلاب الذين لا ينتمون إلى دول الإتحاد الأوروبي، فيمكنهم تقديم طلباتهم إلى الجامعات مباشرة، دون إرسال الملفات إلى المكتب المركزي لمنح المقاعد الدراسية في الجامعات الألمانية. "في حالة الطلاب غير الأوروبيين تقوم الجامعات باختيار الطلاب حسب المعايير التي تضعها بنفسها. وفي الغالب تلعب معدلات الثانوية العامة التي حصلوا عليها في بلدانهم الأصلية الدور الأهم."
وحسب الدكتور فولفرام فيكل يحدد قانون التعليم الجامعي الذي تصدره الولايات الاتحادية، نسبة الطلاب الأجانب الذين يتعين على كليات الطب قبولهم كل فصل دراسي. ففي ولاية رينانيا الشمالية ووستفاليا مثلا، تبلغ هذه النسبة حاليا خمسة بالمائة، "ما يعادل ثلاثة عشر مقعدا في السنة في جامعة بون"، حسب قول فولفرام فيكل.
ويجب أن تتضمن ملفات القبول كل الشهادات الدراسية، بما في ذلك المعدلات التي حصل عليها صاحب الملف في بلده الأصلي. وقد تزيد شهادات حول الخبرات الميدانية في مجال الطب من فرص القبول أيضا. لكن هناك شرطا ضروريا آخر للقبول، كما يقول فولفرام فيكل: "كل المحاضرات تلقى باللغة الألمانية، لذا يجب على من يرغب في دراسة الطب في ألمانيا أن يثبت إتقانه للغة الألمانية كي يتم قبول ملفه."
خالد الكوطيط
مراجعة: منى صالح