"توسيع الإتحاد الأوروبي لن يكون على حساب الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط"
٢ فبراير ٢٠٠٧DW-WORLD.DE: ماذا تتوقعون من زيارة المستشارة ميركل لمنطقة الشرق الأوسط والخليج؟
جوفبريش: نتوقع أن يرافق السيدة المستشارة فريق عمل رفيع المستوى. وأن يلعب هذا الفريق دوراً فعالاً في الدخول في شراكات اقتصادية جديدة ألمانية - عربية مع منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي وأن يساهم في تحسين تبادل ألمانيا التجاري مع دول هذه المنطقة. كما نأمل بأن تفضي الجهود الدبلوماسية إلى وضع حد للنزاع في منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد مستجدات سياسية أكثر من أي مكان آخر في العالم.
هل تعتقدون أن القضايا السياسية سيكون لها الجانب الأكبر في مباحثات المستشارة مما سيأتي على حساب مناقشة سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية؟
يمكننا القول بأن الجهود التي تبذل لتحسين العلاقات التجارية أكثر من تلك التي تبذل من أجل حل المشاكل السياسية. والأزمات السياسية تلعب دوراً مهماً في الشرق الأوسط، الأمر الذي لا يشكل بالضرورة مصدر قلق للشركات الألمانية العاملة في دول المنطقة.
تتزامن زيارة المستشارة ميركل مع تولي ألمانيا الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي. كيف يمكن أن تساهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول منطقة الشرق الأوسط والخليج؟
كثير من العرب يطالب بتفعيل الدور الأوروبي في المنطقة خصوصاً وأن بعضهم ينظر بعين الريبة والشك للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. ونجد أن لجمهورية ألمانيا الاتحادية مساعي عديدة لتسوية قضايا المنطقة، مثل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي. أعتقد أن الجميع على علم بأهمية هذه المنطقة، إلا إن حجم التبادلات التجارية والناتج الإجمالي المحلي للعالم العربي كله يوازي فقط الناتج الإجمالي المحلي الاسباني، وذلك رغم امتلاك عدد من الدول العربية للنفط. غير أن ما تملكه هذه الدول من موارد استراتيجية، كالنفط والغاز، لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي. فضلاً عن السيولة النقدية الهائلة المتواجدة حاليا في الدول العربية بفضل عائدات البترول، مما يؤدي إلى تقوية الشعور بأن منطقة الشرق الأوسط جذابة للغاية بالنسبة لأوروبا.
ساهم المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر في تمهيد الطريق للدخول في شراكات جديدة مع العالم العربي كان معظمها اقتصادي. هل تتوقعون أن تستمر المستشارة ميركل في هذا النهج؟
بصفتها الرئيسة الدورية للإتحاد الأوروبي من المتوقع أن تحاول ألمانيا إحراز تقدم فيما يتعلق بإدماج منطقة الخليج في الشراكة الأورومتوسطية. هنا يمكن توقع إحراز تقدم خاصة وأن مثل هذه المساعي عانت العام الماضي من الجمود. وفي هذا الإطار هناك اهتمام سواء على الجانب الأوروبي أو في دول الخليج بضرورة تحقيق تقدم، خاصة بعدما تم توضيح بعض نقاط الخلاف. بالإضافة إلى ذلك نتوقع أن تستطيع السيدة ميركل تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، وهنا تلعب مصر كوسيط وكبلد مضيف لجهود الوساطة فيما يتعلق بالشؤون الداخلية الفلسطينية دوراً هاماً.
كيف يمكن توطيد العلاقات الاقتصادية مع الشركاء العرب الجدد دون إهمال الشركاء التجاريين التقليدين لألمانيا؟
أعتقد أن التجارة مع دول الشرق الأوسط تحتل مكانة ثانوية في إطار التجارة الخارجية الألمانية، لذا هناك امكانيات عديدة. وإنطلاقا من ذلك أيضاً أعتقد أن الطريق مازال طويلاً حتى يمكن التحدث عن خطر إهمال الشركاء الاقتصاديين الآخرين. غير أنه على نقيض ذلك في الوقت الراهن ينظر بعض العرب بقلق إلى عملية توسيع الإتحاد الأوروبي وضم شركاء جدد، خاصة إذا أخذنا مصر على سيبل المثال بعين الاعتبار كمنطقة استثمار، حيث يمكن الاستفادة من العمالة الرخيصة والأجور المتدنية، كما أن ثمة تخوف يسود المنطقة من أن يتم إهمال الشرق الأوسط في ظل انشغال الإتحاد الأوروبي بأعضائه الجدد مثل رومانيا. وهنا يكمن دور السيدة ميركل في طمأنة شعوب المنطقة من خلال توضيحها بأن توسيع الإتحاد الأوروبي باتجاه شرق أوروبا أو جنوبها الشرقي لن يكون على حساب منطقة الشرق الأوسط.