مرسيدس ومواطنتها بي م دبليو عنوان الجاه والثروة في العالم العربي
يُعتبر العرب من الشعوب المغرمة بالمنتج الألماني عموماً وبسيارات مرسيدس وبي م دبليو خصوصاً. فعندما يقول المرء في عالمنا العربي أنه يملك إحدى هاتين السيارتين يتم وضعه بشكل أوتوماتيكي في مرتبة اجتماعية أعلى من شخص آخر يملك سيارة كورية أو إيطالية. وتنتج مرسيدس وبي م دبليو سيارات يتباهى أغنياء العرب في امتلاكها. ويأتي في مقدمتها مرسيدس مايباخ ( Maybach) وبي م دبليو من الفئة السابعة ( BMW 7er). وتتحدث وسائل الإعلام عن امتلاك كل من كبار شيوخ النفط للعشرات من هاذين النموذجين.
اهتمام ألماني بالأسواق العربية
حتى أوائل سبعينات القرن الماضي كانت السيارة الألمانية هي الطاغية في شوارع بيروت ودمشق والقاهرة وغيرها من العواصم العربية. غير أن الوضع تغيّر اليوم وأصبحت السيارات اليابانية والكورية أكثر تواجداً هناك. ويعود السبب في ذلك إلى تناسب أسعارها مع دخل المواطن العربي بشكل أفضل من نظيرتها الألمانية. غير أن الألمان استفاقوا على الزحف الياباني والكوري إلى أسواقهم التقليدية في المنطقة العربية ولو بشكك متأخر. وهكذا بدأت شركات السيارات الألمانية خلال السنوات القليلة الماضية بحملة ترويجية للعودة إلى هذه الأسواق انطلاقاً من دبي وبيروت والقاهرة ومدن أخرى. كما بدأت شركتي مرسيدس وبي م دبليو بإنتاج عدد محدود من سيارتها في مصر. وفي تونس تقوم عدة شركات ألمانية بإنتاج بعض قطع التبديل هناك ولو بشكل محدود حتى الآن. ويجري الحديث هذه الأيام عن عزم شركة فولكسفاغن على الاستثمار في الإمارات العربية المتحدة من أجل إنتاج قطع تبديل متنوعة لسياراتها.
من شار إلى مالِك في مرسيدس
رغم تراجع موقع سيارة مرسيدس في الأسواق العربية فإن هذه الأسواق ما تزال مهمة لها. ويعود السبب إلى بقاء نجمها محبوب لدى العرب أكثر من جميع السيارات الأخرى. غير أن علاقة العرب بصناعة بمرسيدس تغيرت عن أيام زمان. فهم لم يعودوا مستهلكين لها فقط وإنما من ملاكي حزمة هامة من أسهمها. فبعد شراء الكويتيين لنحو 7.2 بالمئة من هذه الأسهم قبل نحو أربعة عقود (عام 1974) اشترت إمارة دبي قبل بضعة أشهر ما يعادل 2 بالمئة منها. وقد دفعوا من أجل ذلك مليار دولار أمريكي. ومما يعنيه ذلك أن العرب أصبحوا يملكون أكثر من 9 بالمئة من أسهم دايملر كرايسلر التي يتنبأ المراقبون بنمو كبير لها خلال السنوات العشر القادمة.
إمكانية إنتاج سيارة ألمانية عربياً
يرى المراقبون في ملكية العرب لقسم هام من أسهم شركة مثل دايملر كرايسلر من جهة، واهتمام الصناعة الألمانية المتزايد بالأسواق العربية من جهة أخرى فرصة لإنتاج سيارة ألمانية في المنطقة العربية. غير أن مدراء دايملر كرايسلر يربطون ذلك بإقامة سوق إقليمية أوسع قادرة على جذب رؤوس أموال كافية من أجل إنتاج كهذا. ولعل الأمر الأهم في سوق كهذه توفر قوة شرائية عالية كالتي يتمتع بها أغنياء العرب.