ضبط ضغط الدم يبدأ بالتنفس السليم
٥ يوليو ٢٠٢١يعتبر ارتفاع ضغط الدم عاملا شديد الخطورة يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التي طالما تنتهي بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية. ومن تمّ لا بد من معالجة السبب ليبطل المرض. انكبت دراسة حديثة على تطوير طرق جديدة لخفض ضغط الدم المرتفع بشكل فعّال ودون الحاجة إلى أدوية.
النتيجة أن الخبراء طوّروا برنامجا لتدريب عضلات الجهاز التنفسي، أطلق عليه "تدريب قوة العضلات الملهمة عالية المقاومة"، أو ما يصطلح عليه باللغة الإنجليزية (High-Resistance Inspiratory Muscle Strength Training; IMST).
نتائج الدراسة التقييمية لهذا البرنامج، نشرت في مجلة "جمعية القلب الأمريكية". وقد اكتشف الخبراء أن مفعول هذا التمرين المكثّف يعادل نتائج الأدوية المركزة. وقال كبير الباحثين دانيال كريغيد من جامعة كولورادو بولدر، حيث أجريت الدراسة: "وجدنا أنه ليس فقط أكثر كفاءة من حيث الوقت، ولكن الفوائد تدوم لفترة أطول". ويضيف: "هناك العديد من استراتيجيات نمط الحياة التي نعرف أنها يمكن أن تساعد الأشخاص في سن الشيخوخة في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. لكن الحقيقة، أنها تستغرق الكثير من الوقت والجهد، ويمكن أن تكون باهظة الثمن ويصعب الوصول إليها بالنسبة لبعض الأشخاص".
كيف يتم التمرين؟
يمكن إجراء IMST في منزلك في غضون خمس دقائق أثناء مشاهدة التلفزيون على سبيل المثال. لكن يفضل أن تقوم به في الهواء الطلق، كما يؤكد على ذلك معدّوا الدراسة. في حقيقة الأمر إنها تقنية تستخدم منذ ثمانينات القرن الماضي، كعلاج لأمراض الجهاز التنفسي الحرجة وذلك لتقوية الحجاب الحاجز والعضلات التنفسية الأخرى.
يعتمد التمرين على جهاز خاص به خرطوم يتم التنفس بداخله، فيما يحدث الجهاز مقاومة، تجعل الاستنشاق صعبا ما يقوي عضلات الجهاز التنفسي. ويصف الباحثون العملية بأنها شفط قوي من خلال خرطوم يمتص أيضًا للخلف.
فاعلية التمرين
قام فريق الأطباء باختبار 36 بالغًا سليمًا تتراوح أعمارهم بين 50 و79 عامًا. وتمّ تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: إحداهما بدأت تناوب على تمارين IMST. بينما قامت الأخرى بتدريبات وهمية منخفضة المقاومة. النتيجة أن "بعد ستة أسابيع، انخفض ضغط الدم الانقباضي في مجموعة IMST بمتوسط تسع نقاط، وهو انخفاض يتجاوز عمومًا ما يتحقق بالمشي لمدة 30 دقيقة خمسة أيام في الأسبوع"، يقول دانيال كريغيد في التقرير المنشور.
بالإضافة إلى ذلك، حققت المجموعة العلاجية تحسنًا بنسبة 45 في المائة ف في وظيفة بطانة الأوعية الدموية وزيادة كبيرة في مستويات أكسيد النيتريك، وهو جزيء مهم لتوسيع الشرايين ومنع تراكم الترسبات، علما أن مستويات أكسيد النيتريك تنخفض بشكل طبيعي مع تقدم العمر. كما أفاد فريق البحث أن علامات الالتهاب والإجهاد التأكسدي، والتي تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية، كانت أقل بشكل ملحوظ بعد أن أجرى المشاركون تمرين IMST.
غير أن الخبراء عجزوا عن توضيح العلاقة بين تقوية عضلات الجهاز التنفسي وخفض ضغط الدم، لكنهم يعتقدون أن IMST يجعل الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية تنتج المزيد من أكسيد النيتريك، مما يسمح لها بالاسترخاء.
و.ب/ ا.ف