تشكيك في انسحاب روسي من حدود أوكرانيا والناتو يعزز وجوده

 

أعلن الأمين العام  لحلف شمال الأطلسي (ناتو)  ينس ستولتنبرغ الأربعاء (16 فبراير/ شباط 2022) أنّ الحلف يعتزم تعزيز جناحه الشرقي، محذّراً من أنّ "التهديد الروسي" بات "الوضع الطبيعي الجديد في أوروبا".

وقال ستولتنبرغ بعدما التقى وزراء دفاع دول الحلف إنّ "الوزراء قرّروا اليوم تطوير خيارات لتعزيز قدرات حلف شمال الأطلسي للدفاع والردع بما يشمل التفكير في تأسيس مجموعات قتالية جديدة تابعة للناتو في وسط أوروبا وجنوب شرقها".

وأضاف أنّ "القادة العسكريين في حلف شمال الأطلسي سيعملون الآن على التفاصيل وسوف يقدّمون تقريراً في غضون أسابيع".

هل سحبت روسيا جزءا من قواتها فعلا؟

وجاءت تصريحات ستولتنبرغ في وقت تقول فيه موسكو إن  جزءا من جنودها موجودون هناك للمشاركة في تدريبات وقد سحب بعضهم  بعد استكمالها. وهو ما قوبل بشكوك غربية.

إذ قال ستولتنبرغ في مستهلّ اجتماع وزراء دفاع الحلف "لم نرَ أي خفض للتصعيد على الأرض. على العكس يبدو أنّ روسيا تواصل تعزيز وجودها العسكري (...) لا يزال بإمكان روسيا غزو أوكرانيا بدون سابق إنذار، الإمكانات جاهزة".

بدوره قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه لم يرَ أيّ دليل على انسحاب القوات الروسية من حدود بلاده، موضحاً أنّ موسكو تقوم ببساطة بعملية تبديل للقوات. وأضاف زيلينسكي في تصريحات متلفزة "نشهد عمليات تناوب صغيرة. لن أسمّي ذلك سحب روسيا لقواتها. لا يمكننا قول ذلك"، وتابع "لا نرى تغييراً".

وتبنى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الموقف نفسه قائلا إن الولايات المتحدة لم تر أي مؤشر على انسحاب القوات الروسية من مواقعها قرب حدود أوكرانيا بل أن موسكو تحرك وحدات مهمة لتكون أقرب من المنطقة.

وأشار بلينكين إلى أنّ "هناك فرقا بين ما تقوله روسيا وبين ما تفعله. لم نر أي انسحاب لقواتها... ما زلنا نرى وحدات مهمة تتحرك نحو الحدود وليس بعيدا عنها". وأضاف "ما نحتاج لرؤيته هو العكس تماما. نريد أن نرى هذه القوات تتحرك بعيدا".

وفي موقف مشابه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان أنّ روسيا لا تزال تنشر على الحدود الأوكرانية "نفس عدد القوات" وأنّ ما أعلنته بشأن سحبها قسماً من هذه القوات هو معلومات لا تزال بحاجة لأن يتم "التحقّق" منها.

ويشار إلى أن العديد من الدول الأعضاء في الناتو سارعت إلى تعزيز الجناح الشرقي للحلف بالآلاف القوات والمعدات فيما تصاعدت المخاوف من أن موسكو قد تكون على وشك غزو جارتها الموالية للغرب.

وأعلنت الولايات المتحدة أنها تنشر موقتا حوالي 4700 جندي إضافي في بولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ردا على نشر قوات روسية حول أوكرانيا.

ع.ج.م/ أ.ح (ا ف ب، رويترز)