قوات روسية تعود إلى ثكناتها والناتو يخطط لنشر قوات قتالية
١٥ فبراير ٢٠٢٢في تطور لافت، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء (15 فبراير/ شباط 2022)، أن جزءا من القوات الروسية المنتشرة قرب الحدود مع أوكرانيا باشرت العودة إلى ثكناتها، في وقت تخشى فيه الدول الغربية من عملية عسكرية روسية وشيكة. وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف الذي أوردت تصريحه وكالات الأنباء الروسية إن "وحدات أقاليم الجنوب والغرب العسكرية أنجزت مهمتها وباشرت عمليات التحميل عبر وسائل النقل البرية وسكك الحديد والعودة إلى ثكناتها اليوم".
من جهته أكد الكرملين الثلاثاء بدء عملية سحب مقررة لجزء من القوات الروسية المنتشرة عند الحدود مع أوكرانيا لكنه شدد على أن روسيا ستواصل تحريك جنودها في أنحاء البلاد كما تراه مناسبا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "قلنا دائما إنه بعد انتهاء التدريبات... سيعود الجنود إلى قواعدهم الدائمة. ما من جديد هنا. إنها عملية عادية".
ويأتي ذلك وسط تحركات ديبلوماسية حثيثة في سبيل نزع فتيل الأزمة، توازيها تحركات ميدانية في حال هاجمت روسيا أوكرانيا. وفي هذا الإطار نقلت وكالة رويترز للأنباء عن ثلاثة دبلوماسيين لم تكشف عن هويتهم، قولهم بأنه من المتوقع أن يدشن وزراء دفاع الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع خطة تفضي إلى نشر أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات في جنوب شرق أوروبا ردّاً على الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا.
ويشهد يوما الأربعاء والخميس اجتماعا لوزراء دفاع دول الحلف لاتخاذ قرار بشأن إصدار الأمر للقادة العسكريين بوضع خطط نشر مجموعات قتالية يبلغ قوام الواحدة منها نحو ألف جندي في بلغاريا ورومانيا، وربما في سلوفاكيا والمجر، في ظل أنباء حول عرضٍ تقدمت به فرنسا وبلغاريا لقيادة المجموعات القتالية في رومانيا وبلغاريا على الترتيب.
يذكر أن الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ سبق له في السابع من الشهر الجاري أن صرح بأن الحلف "يدرس إجراء تعديلات أطول أجلا على قوام ووجود (القوات) في الجزء الشرقي من الحلف"، وتابع أنه "لم يتخذ قرارا نهائيا بعد لكن هناك عملية جارية بالفعل داخل الحلف".
بينما أعلن مسؤول بالرئاسة الفرنسية إن القوات الفرنسية سوف تُنشر في رومانيا فقط بعد أن يتخذ الحلف قراره وأن تكوين وتسليح المجموعات القتالية قد يستغرق وقتا. لكن في ظل حرص المجر وسلوفاكيا على عدم إغضاب روسيا، قال دبلوماسيون إن الحلف قد يتجنب نشرا للقوات في الجنوب الشرقي بشكل يماثل تماما المجموعات القتالية في البلطيق.
وبدلا من ذلك قد يلجأ الحلف لتشكيل قوة متعددة الجنسيات تقودها فرنسا في رومانيا وتقوم بتنسيق تدريبات قوات الحلف في شرق أوروبا ويسمح ذلك بحركة للقوات من وإلى المنطقة دون وجود رسمي.
خطوة ستزيد من حفيظة روسيا
ومع تحذير الولايات المتحدة من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، لا يستبعد الدبلوماسيون حصول خطة تكوين مجموعات قتالية جديدة على موافقة القادة العسكريين مع وضع خطة مفصلة لنشر المجموعات القتالية الأربع على الأرض سواء اندلعت الحرب في أوكرانيا او لم تندلع.
يذكر أن أوكرانيا ليست عضوا داخل حلف الناتو ولا توجد معاهدة تلزمه بالدفاع عنها، وأي نشر للقوات مع مطالب موسكو الأمنية سيتعارض مع مطالب موسكو بسحب الحلف قواته من شرق أوروبا.
وتقول موسكو إن سعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي يمثل تهديدا. وليست لدى الحلف خططاً فورية لقبول أوكرانيا لكن دولا غربية تقول إنها لا يمكنها التفاوض بشأن حق دولة ذات سيادة في تشكيل تحالفات.
موسكو تتوعد
إلى ذلك ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيزوف قوله اليوم الثلاثاء إن روسيا "سترد" إذا قُتل مواطنون روس في أي مكان بما في ذلك منطقة دونباس المتمردة في شرق أوكرانيا.
وقال تشيزوف "لن نغزو أوكرانيا ما لم يتم استفزازنا لذلك. إذا شنّ الأوكرانيون هجوما على روسيا أو إذا بدأوا بقتل مواطنين روس بشكل سافر في أي مكان- دونباس أو أي مكان آخر، فلا ينبغي أن يتفاجأ أحد إذا قمنا بهجوم مضاد".
ويقول المتمردون الذين تدعمهم موسكو إن حكومة كييف تستعد لشنّ هجوم عليهم في حين تقول أوكرانيا إن روسيا، التي تحشد أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، تخطط لغزو جارتها.
وكان مسؤولون أمريكيون ومسؤولون آخرون قد قدموا تاريخ 16 فيبراير الموافق ليوم غد الأربعاء، كموعد لهجوم روسي على أوكرانيا، أو على الأقل موعد جهوزية القوات الروسية لشنّ هجوم على أوكرانيا. وكان ردّ الرئيس الأوكراني زيلينسكي في خطابه إلى الأمة أن دعا إلى تحويل هذا اليوم إلى يوم وحدة، قائلا: "يقولون لنا إن 16 فبراير (شباط) سيكون يوم الهجوم. سنجعله يوم وحدة".
و.ب/م.س (أ ف ب، د ب أ، رويترز)