تحذير طبي للنساء من أخطار إهمال الساعة البيولوجية
٢٣ سبتمبر ٢٠٠٥الأطباء الأوربيون يدقون ناقوس الخطر بسبب ظاهرة الإنجاب المتأخر لدى النساء الأوربيات عامة. تلك الظاهرة التي يبدو أنها أصبحت من بديهيات الحياة المعاصرة في الوقت الراهن. ومن أجل تحذير النساء من أخطار متوقعة ينادون دوما بألا تهمل النساء "ساعتهن البيولوجية". الوقت الذي يكون بمقدور المرأة فيه الحمل والإنجاب. ومن منظور طبي فإن أفضل سن لإنجاب المرأة يقع ما بين 20-30 عاما. بعد ذلك تبدأ "الساعة البيولوجية " في التأخر مما يهدد بحدوث مضاعفات قد لا تحمد عواقبها، فعندما تولد المرأة يصل عدد البيوضات لديها إلى المليون وبمرور الوقت وبوصولها لسن الأربعين يتناقص عددها لتصل إلى بضعة آلاف فقط!
الطب الحديث وحده لا يكفي
بالرغم من التقدم العلمي الهائل في مجال الحمل والولادة، على سبيل المثال عن طريق التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب، إلا أن الأطباء الألمان يؤكدون أن بتقدم عمر المرأة تقل نسبة نجاح العمليات الطبية والتي قد لا تتعدى الـ20%. هذا بالإضافة إلى التكاليف الباهظة التي يتكبدها الأزواج والتي تصل أحيانا إلى حوالي 12000 يورو، لاسيما وأن التأمين الصحي في ألمانيا لا يتحمل كل النفقات لإتمام تلك العمليات التي لا تكلل في أحيان كثيرة بالنجاح. كما تزداد احتمالية الإجهاض بتقدم المرأة في السن فالنساء حتى سن الثلاثين تتراوح نسبة الإجهاض لديهن ما بين 15-20 % وفي سن الأربعين تصل حتى 43%.
الدولة وأمنية الإنجاب
بالرغم من وعي النخبة السياسية الألمانية بمشكلة الانخفاض المطرد في عدد السكان، إلا أنها لا تسهم بالشكل الكافي لحل المشكلة. ومنذ بداية العام الماضي لم يعد التأمين الصحي الألماني يتحمل جميع نفقات العلاج وإنما نصفه فقط، مما أدى إلى انخفاض نسبة المترددين على العيادات لحل مشكلة عدم الإنجاب إلى النصف تقريبا، وفقاً لبيانات البروفيسور توماس كاتزوركي من معهد إسن لطب الاستنساخ.
الجديد والمتطور في هذا المجال
قبل فترة وجيزة تمكن طبيب نيوزيلندي من تطوير اختبار "الساعة البيولوجية" للمرأة من خلال توقع الفترة التي تظل فيها متمتعة بالخصوبة. هذه التقنية الجديدة قد تكون مفيدة للمرأة العاملة حتى تعرف الفترة التي يمكنها أن تؤجل خلالها تكوين الأسرة. كما ستساعد هذه التقنية النساء اللواتي يخشين من أن تتأثر خصوبتهن سلبياً بجراحة أو بعلاج طبي. أما في أمريكا فتوصل الأطباء إلى حل آخر يتمثل في تجميد بيوضات المرأة في سن العشرين وإعادة استخدامها بعد ذلك إذا ما أرادت الإنجاب في سن متأخر. وذكر أن هذه التقنية الطبية تستخدم أيضا في حالات الإصابة بمرض السرطان.
هبة الله إسماعيل