تأهب أمني تحسبا لتظاهرات احتجاجية على الإساءة للإسلام
٢١ سبتمبر ٢٠١٢تم تشديد الإجراءات الأمنية حول مقار البعثات الدبلوماسية الغربية في الدول الإسلامية اليوم الجمعة (21 سبتمبر/ أيلول) قبيل مظاهرات متوقعة اليوم الجمعة احتجاجا على فيلم أعتبر مسيئا للنبي محمد أنتج في الولايات المتحدة ونشر رسوم تسخر من النبي في مجلة فرنسية. ففي مصر يخطط إسلاميون لمسيرة خارج مقر السفارة الفرنسية في القاهرة، التي شهدت اقتحام للسفارة الأمريكية ومواجهات في محيطها الأسبوع الماضي. وقالت فرنسا إن سفاراتها ومدارسها ستغلق في 20 دولة إسلامية من بينها مصر يوم الجمعة.
وحث مفتي مصر أمس الخميس المسلمين الذين أغضبتهم الرسوم التي تسخر من النبي محمد أن يقتدوا بالمثل الذي ضربه النبي بالرد على الإساءات دون انتقام، وعليهم بالتالي ألا يردوا على الإساءات والهجمات الشخصية بالانتقام، مذكرا أن "النبي والصحابة تحملوا أسوأ الإساءات".
وعززت السفارات الغربية في صنعاء من إجراءات الأمن خشية أن تؤدي الرسوم التي نشرتها مجلة فرنسية يوم الأربعاء إلى إثارة المزيد من الاحتجاجات في العاصمة اليمنية التي هاجمت حشود فيها السفارة الأمريكية الأسبوع الماضي ردا على فيلم "براءة الإسلام" الذي أنتج في الولايات المتحدة. وقالت تونس إنها حظرت الاحتجاجات المقرر تنظيمها اليوم تجنبا للخسائر البشرية والمادية. وحذرت من أن حالة الطوارئ لا تزال قائمة في البلاد وأن الرد على أي مخالفة للحظر ستطبق السلطات القانون بشأنها بحزم.
وفي باكستان يتوقع أن يشارك عشرات ألاف الباكستانيين في تظاهرات احتجاجية. وأعلنت الأحزاب السياسية والدينية الباكستانية عن تظاهرات وكذلك عدة منظمات تجارية. وأعلنت الحكومة الباكستانية الجمعة يوم عطلة وحثت المواطنين على التظاهر سلميا. وقامت الولايات المتحدة بشراء فترات بث في عدد من المحطات التليفزيونية الباكستانية لتعلن عن موقفها إزاء الفيلم. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ، فيكتوريا نولاند، أمس الخميس (التوقيت المحلي) في واشنطن إنه سيتم بث إعلان للحكومة الأمريكية على سبع محطات تليفزيونية باكستانية تعلن فيه واشنطن أنها بعيدة عن فيلم "براءة المسلمين". وفي الإعلان القصير والمزود بترجمة كتابية للغة الأردية يقول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولايات المتحدة دولة تقبل منذ تأسيسها جميع التوجهات العقائدية.
وفي ألمانيا قالت الشرطة في عدد كبير من البلديات الألمانية إن تظاهرات احتجاجية ستنظم الجمعة وفي نهاية الأسبوع في مختلف المدن. وتنطلق الشرطة من مبدأ أن هذه التظاهرات لن تكون عنيفة، لكنها مستعدة للتدخل إذا ما حصلت تجاوزات. وكانت ألمانيا قد أعلنت أمس الخميس أن سفاراتها في الدول الإسلامية ستظل مغلقة تحسبا للتعرض لها من قبل المحتجين، وتلقى الدبلوماسيون الألمان في العديد من الدول توجيهات من الخارجية الألمانية بالابتعاد عن السفارات. وقال وزير الخارجية الألماني إنه يدرس أيضا تعزيز حماية مؤسسات ألمانية أخرى بشكل إضافي وذلك بعد أن أضرمت جموع من المحتجين النيران في السفارة الألمانية بالخرطوم قبل نحو أسبوع.
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع أصدر الاتحاد الأوروبي من خلال مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد بيانا مشتركا مع جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي من أجل "السلام والتسامح." وجاء في البيان "ندين إثارة الكراهية الدينية التي تمثل تحريضا على العداء والعنف... في حين أننا نقر تماما بحرية التعبير نؤمن بأهمية احترام جميع الأنبياء بغض النظر عن الديانة التي ينتمون إليها". وقتل 30 شخصا، من بينهم السفير الأمريكي في ليبيا، في احتجاجات منذ الأسبوع الماضي في عدة دول إسلامية.
ع.ج.م/ط.أ (أ ف ب، د ب أ، رويترز)