مسلمو ألمانيا مختلفون حول منع عرض فيلم "براءة المسلمين"
١٨ سبتمبر ٢٠١٢اختلفت مواقف مسلمي ألمانيا فيما يتعلق بفرض حظر من عدمه على فيلم "براءة المسلمين" المسيء للرسول والذي أثار موجة عارمة من الغضب اجتاحت عددا من الدول العربية والإسلامية. وتباينت مواقف المنظمات الإسلامية بشأن فرض حظر على نشر هذا الفيلم بيم مؤيد ومعارض. وفيما يؤيد المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا ومجلس التنسيق للمسلمين فرض حظر على عرض هذا الفيلم ونشره، فإن اتحاد المسلمين الليبراليين يرفض مثل هذه الإجراءات.
ويخشى السياسيون الألمان من حدوث أعمال عنف مماثلة لما حصل في بعض العواصم العربية والإسلامية ويسعون إلى منعه، خاصة وأن أحد الأحزاب اليمنية المتطرفة الصغيرة "برو دويتشلاند – من أجل المانيا" يعتزم عرض الفيلم المسيء للرسول علنا في برلين. وكان وزير الداخلية الألمانية هانتز بيتر فريدريش أعلن أمس الاثنين أنه يحاول منع عرض الفيلم بكل الوسائل القانونية. وكذلك دعت المستشارة الألمانية إلى فحص كل السبل القانونية لمنع عرض الفيلم المسيء للإسلام.
من جهتها، نصحت وزيرة العدل الألمانية الحزب اليمني المتطرف "برو دويتشلاند" بعدم نشر الفيلم على صفحته الالكترونية والاستغناء عن خطط عرض الفيلم علنا.
ولكن بعض السياسيين يرون أن الفيلم ليس بتلك القيمة والأهمية التي تدفع بالسلطات الألمانية إلى منعه، حيث تقول في هذا السياق كاترين غورينغ-إيكهارت من حزب الخضر: "هذا الشريط ليس بتلك القيمة التي تجعلنا ننتهك حق حرية التعبير". وتشدد نائبة رئيس البرلمان الألماني على أن الفيلم "غبي جدا" و"قاذف".
لكن المتحدث باسم المجلس الأعلى للمسلمين علي كيزيلكايا يرى في حديث مع الصحيفة الألمانية "تاتس-Taz" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن الفيلم "عبارة عن إساءة وإهانة عميقة" للإسلام والمسلمين. كما طالب رئيس المجلس أيمن مزيك أيضا بفرض حظر على الفيلم، مشيرا في حديث مع القناة التلفزيونية الألمانية الأولى إلى ما يمكن أن يشكله هذا الفيلم من "خطر على الأمن العام والسلم الاجتماعي."
من جهتها، رفضت لمياء قدور رئيسة اتحاد المسلمين الليبراليين فرض حظر على فيلم "براءة المسلمين" وقالت في حديث مع صحيفة ذاتها: "كلما تحدثنا عن فرض حظر على هذا الفيلم وكلما فرضت محرمات على مثل هذه المحتويات كلما حدثت أضرار." وأكدت قدور على أن النقاشات بشأن فرض محرمات ومحاذير وإجراءات استثنائية لصالح المسلمين من شأنها أن تخلق كراهية للإسلام."
ويؤيدها الرأي رؤوف جيلان، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة أوسنابروك الألمانية، الذي يرى أن فرض حظر على الفيلم أمر "مبالغ فيه". ويقول جيلان في حديث مع صحيفة زاربروكر تسايتونغ: "إن ذلك من شأنه أن يضفى على الفيلم أهمية لا يستحقها."
ش.ع / ع. ج (د.ب.أ، أ.ف.ب)