برلين تغلق بعض سفاراتها وتحذر من "صب الزيت على النار"
٢٠ سبتمبر ٢٠١٢تعتزم ألمانيا عدم فتح سفاراتها في الدول الإسلامية الجمعة (21 سبتمبر/ أيلول 2012) تحسباً للتعرض لاحتجاجات على خلفية الفيلم والرسوم المسيئة لنبي الإسلام. كما أن وزير الخارجية الألماني أعلن أنه يدرس أيضاً تعزيز حماية مؤسسات ألمانية أخرى بشكل إضافي وذلك بعد أن أضرمت جموع من المحتجين النيران في السفارة الألمانية بالخرطوم قبل نحو أسبوع.
وتزايد استياء المسلمين جراء نشر مجلة فرنسية رسوماً ساخرة من النبي محمد هذا الأسبوع. يُشار إلى أن الكثير من سفارات ألمانيا في الدول الإسلامية تظل مغلقة على أية حال يوم الجمعة، يوم العطلة الرسمية في هذه الدول، غير أن الدبلوماسيين الألمان في العديد من الدول تلقوا توجيهات من الخارجية الألمانية بالابتعاد عن السفارات. وقال وزير الخارجية الألماني إنه سيتخذ قرار غلق السفارات الألمانية مدداً أطول "حسبما يقتضيه الوضع" وأن ذلك يمكن أن يحدث "سريعاً جداً". وفي الوقت ذاته شدد فيسترفيله على أنه "ليس هناك رسم ساخر أو فيلم مسيء يمكن أن يبرر العنف ضد السفارات والمباني القنصلية للدول الأجنبية..".
يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه الشرطة الألمانية بعدد كبير من البلديات الألمانية أن تظاهرات احتجاج على فيلم "براءة المسلمين" ستنظم غداً الجمعة وفي نهاية الأسبوع في مختلف المدن. وأوضحت الشرطة أن هذه التظاهرات لن تكون عنيفة، لكنها مستعدة للتدخل إذا ما حصلت تجاوزات.
تحذير من "صب الزيت على النار"
وعلى ضوء عزم مجلة "تيتانك" الألمانية الساخرة نشر صور مثيرة للجدل حول الإسلام حذر وزير الخارجية الألماني من تقديم "وقود جديد" للاحتجاجات في العالم الإسلامي. وقال الوزير الألماني في برلين الخميس : "حرية التعبير لا تعني الحرية في إهانة معتنقي الديانات الأخرى أو الإساءة إليهم"، مضيفاً أن كل من يؤكدون على حرية التعبير، يجب أن يعرفوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم، "فالحرية والمسؤولية وجهان لعملة واحدة". وفي نفس الوقت أكد الوزير الألماني أنه لا يقصد بذلك رسما كاريكاتوريا معينا، وإنما من حيث المبدأ.
وتعتزم مجلة "تيتانك"الألمانية الساخرة في 28 سبتمبر/ أيلول الجاري نشر صورة على غلافها لمقاتل إسلامي يحتضن بيتينا فولف، عقيلة الرئيس الألماني السابق كرستيان فولف. وكُتب تحت الصورة، التي بات ممن الممكن مشاهدتها في شبكة الإنترنت: "الغرب في غليان: بيتينا فولف تخرج فيلم محمد".
وكانت مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية الساخرة قد نشرت أمس الأربعاء رسومات كاريكاتورية ساخرة للنبي محمد بعضها تصوره عارياً، مما يهدد بإشعال مزيد من غضب المسلمين حول العالم الذين أثار حفيظتهم بالفعل "براءة المسلمين". وتهدد الرسوم التي نشرتها مجلة "شارلي إبدو" الأسبوعية الساخرة بتفاقم الأزمة التي شهدت اقتحام سفارات أمريكية وغربية وقتل السفير الأمريكي في ليبيا وتفجير انتحاري في أفغانستان.
إلغاء مؤتمر اقتصادي لمساعدة السودان
من جانب آخر أعلنت الخرطوم الخميس (20 سبتمبر/ أيلول 2012) أنها تبلغت من الحكومة الألمانية إرجاء مؤتمر اقتصادي لمساعدة السودان، كان مقرراً أن تستضيفه ألمانيا في تشرين الأول/ أكتوبر وذلك بسبب إحراق متظاهرين إسلاميين السفارة الألمانية في الخرطوم وتلف كل الوثائق المتعلقة بالتحضيرات للمؤتمر.
وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد مروح في بيان إن وزير الخارجية السوداني علي كرتي "تسلم صباح اليوم الخميس رسالة خطية من نظيره الألماني (...) عبرت عن رفض الحكومة الألمانية لما تعرضت له سفارتها بالخرطوم". وأضاف أن الرسالة أكدت أن "المؤتمر الاقتصادي الخاص بالسودان والذي كان يجري الإعداد له لتستضيفه ألمانيا في تشرين الأول/ أكتوبر القادم أصبح من المتعذر انعقاده في موعده، نظراً للتلف الذي أصاب القسم القنصلي بالسفارة والأقسام المكلفة بمتابعة الإعداد له". وأكد المتحدث أن "الطرفين سيحددان موعداً جديداً" للمؤتمر.
وأضاف أن الوزير السوداني أكد "رفض وزارة الخارجية لما تعرضت له السفارة الألمانية في الخرطوم"، مؤكداً أن الحكومة السودانية "ملتزمة بالمساهمة في إصلاح الضرر الذي أصاب مبنى السفارة". وكانت ألمانيا قد عرضت استضافة مؤتمر اقتصادي لمساعدة السودان عقب انفصال جنوب السودان عنه في تموز/ يوليو 2011 وفقدان الخرطوم لعائدات النفط والتي كانت تمثل 40 بالمائة من مداخيل البلاد.