بريق أمل لمرضى ألزهايمر
٢٦ سبتمبر ٢٠٠٧يعتبر مرض "ألزهايمر" أو مرض النسيان الذي يسميه البعض "خرف الشيخوخة" من الأمراض مستعصية العلاج حتى يومنا هذا. وتزيد نسبة الإصابة بهذا المرض مع التقدم في السن، إذ تبدأ بـ2 بالمائة في سن 65 لتصل إلى ربع الأشخاص الذين بلغوا الـ85 من عمرهم. ويبدو أن هذا المرض يتزايد مع تزايد متوسط الأعمار على المستوى العالمي ومع تزايد الضغوط العصبية، حتى وصفه البعض بأنه مرض العصر الذي ينتشر على مستوى العالم كانتشار النار في الهشيم، ففي ألمانيا وحدها يعاني أكثر من 800 ألف شخص من هذا المرض. وقد خصص يوم عالمي لمرض ألزهايمر هو الحادي والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول من كل عام لتذكر هؤلاء الذين يعانون نتيجة هذا المرض.
صعوبات في تشخيص المرض لكن الأمل موجود
وبسبب هذا المرض تصبح الاضطرابات في الذاكرة حادة جداً كما يؤكد فرانك جيسن نائب رئيس الأطباء في المستشفى الجامعي في مدينة بون حتى يصبح لدى المريض صعوبات كبيرة في أن يتذكر أحداثاً من الماضي. وبعد استفحال الوضع، يصبح المرء غير قادر حتى على العثور على مقر سكناه، إلى أن يصبح عاجزاً تماماً ويحتاج للمساعدة بل يجد في بعض الأحيان صعوبة حتى في التواصل.
ويضيف جيسن أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر سلبياً على المخ مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وزيادة الدهون في الدم أو السمنة. وبالرغم من أن هذا المرض يؤدي في الكثير من الأحيان إلى موت مرضاه، إلا أن الطبيب يحاول من خلال أبحاثه التعرف مبكراً على أعراض هذا المرض، كما أنه مؤمن بأنه سيتم علاجه قريباً.
دواء محتمل لمرض النسيان
في الماضي، عرف العالم ألواز ألزهايمر- الذي أطلق اسمه على المرض- أن ترسبات البروتينات في الدماغ هي التي تسبب هذا المرض، إذ أنها تعمل على تدمير الخلايا العصبية المسؤولة عن عمل الذاكرة. وفي العصر الحالي، يحاول ديتر لوتيوهان الصيدلي وعالم الفيزياء الحيوية في المستشفى الجامعي ببون تتبع مسببات هذا المرض لإيجاد سبل لعلاجه، ويقول في هذا الإطار: "بإجراء التجارب على الحيوانات، يمكننا أن نرى أن هذه المظاهر المرضية التي نجدها لدى مرضى ألزهايمر، يمكن التقليل منها إذا ما تم التقليل من نسبة الكوليسترول في بعض الأماكن من الخلايا عبر استخدام عقار (الستاتين) الذي يقلل من نسبة الكوليسترول".
هذه المعلومات الجديدة التي توصل إليها الأطباء والتي تؤكد وجود علاقة بين الكوليسترول وتراكم البروتينات الضارة في الدماغ تعتبر تطورا هاما في البحث في علاج مرض النسيان. لكن الإشكالية تكمن في أن المخ يحتاج للكوليسترين لإفراز خلايا عصبية قوية ونشيطة كما يؤكد لوتيوهان.
" بعض الحالات قابلة للتحسن لكن ليس كلها"
من ناحية أخرى يؤكد الدكتور سعدي فتحي زغرد الفلسطيني الأصل أن أسباب هذا المرض متعددة جداً، ترجع بعها مثلاً لأمراض الأوعية الدموية وأمراض الكبد والكلى، وإن كان السبب الرئيسي غير معروف. ويضيف الدكتور فتحي المتخصص في جراحة الأعصاب أن هناك أسباب متعلقة بالوراثة، وأن إمكانية الشفاء من المرض تختلف حسب أسبابه، وإن كان الشفاء التام غير ممكن حتى الآن لأن الأسباب مازالت غير معروفة، ويضيف: "إذا كان سبب المرض مثلا أمراض في الكلية أو في الكبد أو الالتهابات وعالجها الإنسان فسيكون هناك تحسن. لكن في بعض الإصابات و الحوادث لاسيما حين يصطدم الدماغ الأمامي المسؤول عن التفكير والإحساس والذاكرة، فالشفاء من هذا المرض حتى هذه اللحظة، ومع الأسف الشديد غير موجود أما الحالات التي لها علاقة بالعوامل الوراثية فلا يعقبها تحسن".