الويس الزهايمر: مكتشف مرض خرف الشيخوخة
٢١ أغسطس ٢٠٠٦في عام 1906 وصف طبيب ألماني أعراض أحد الأمراض الدماغية بالكلمات التالية: " ... إنه مرض غريب يصيب قشرة الدماغ". في حينها، لم يعرف الطبيب الألماني الزهامير أنه يتحدث عن أحد أخطر الأمراض (الزهايمر أو مرض النسيان أو خرف الشيخوخة) التي عانت وما زالت البشرية تعاني منها. كما أنه لم يكن يعرف أن هذا المرض سيحمل اسمه في المستقبل. إننا نتحدث عن ألويس ألزهايمر (1864 ـ 1915)، الطبيب الألماني ومكتشف أحد أكثر الأمراض شيوعا. هذا وقد كان الطبيب الذي ولد في 14 يونيو / حزيران 1864 في ماركتبرايت البافارية منذ البداية مهتما ومختصا في الأمراض الدماغية، وذلك أثناء وبعد دراسة الطب في جامعات ألمانية معروفة آنذاك مثل أشافينبورغ وتوبينغن وبرلين وأخيرا في فورسبورغ، الجامعة التي قدم فيها أطروحة الدكتوراه. وأثناء مشواره المهني، تعرف ألزهايمر على أحد أشهر الأطباء النفسيين في حينها وهو إميل كرايبيلن (1856 ـ 1926). وفي عام 1903 التحق ألزهايمر بزميله كرايبيلن في جامعة ميونيخ وتسلم فيها رئاسة مختبر علم التشريح. أما سنواته الأخيرة فقد قضاها ألزهايمر كمدرس في جامعة بريسلاو وتوفي في 19 ديسمبر / كانون الأول عام 1915 عن عمر يناهز 51 عاما.
فقدان القدرة على التركيز والتعلم
هذا ويصيب مرض ألزهايمر أو (النسيان) المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز والتعلم. وقد يتطور المرض الخطير ليحدث ليحدث تغييرات على شخصية المصاب به فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو حالات من الجنون المؤقت. يشار إنه لا يوجد لغاية الآن علاج لهذا المرض، إلا أن الأبحاث الطبية في هذا المجال تتطور من عام إلى آخر. كما أكدت نتائج الأبحاث المجرية لغاية الآن أن الوقوف بجانب المريض والعناية به تعتبر وسيلة ناجحة لتخفيف المعاناة. ويثير المرض العضال القلق لدى الناس مع تقدم السن، خاصة إذا تذكرنا أنه لا يوجد لغاية آلآن عقار يشفي منه ويسيطر على التدمير المتواصل التي تصاب بها خلايا الذاكرة. وفي حين يعتبر العلماء أن التقدم في السن أحد أهم عوامل المرض، إلى أن الأسباب الفعلية له ما زالت مجهولة.
مرض لا يمكن الشفاء منه كليا
علاوة على ذلك، يتضاعف المرض كل خمس سنوات بين الأفراد الذين تعدوا سن الـ 65، فيما نجد نصف الأشخاص الذين تعدوا سن الـ 85 مصابين به. ويبدأ المرض بإصابة المريض بفقدان غامض للذاكرة ويتطور سريعا ولاحقا يفقد الشخص المصاب به قدرة التعرف على الأماكن وعلى الأشخاص الذين يعرفهم ولا يستطيع العناية بنفسه. كما أن المرض يستمر من ثمانية أو عشر سنوات على الرغم من أن بعض المصابين به قد يموتون في مرحلة مبكرة أو قد يعيشون لفترة 20 عاما. وفي حين يمكن للعلاج أن يساهم في إبطاء تطور المرض، ولكن لا يمكن الشفاء منه كليا.
صعوبة التعرف على أسباب المرض
صحيح أن الخبراء لم يتعرفوا لغاية الآن على الأسباب التي تؤدي إلى ظهور ألزهايمر، ولكن البحوث المستمرة ساعدت في التعرف على العوامل التي من شأنها أن تؤدي إلى الإصابة به. ومن أهم هذه العوامل هو عامل التقدم في السن، إذ أن معظم المصابين به تعددوا سن الخامسة والستين. كما لفت المختصون الأنظار إلى الأسباب الوراثية في ظهور المرض، فقد لاحظ المراقبون أن نسبة الإصابة بالمرض ترتفع إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف عند الأشخاص الذين أصيب أحد والديهم أو أجدادهم بهذا المرض مقارنة بالأشخاص الطبيعيين. وتعرف الأطباء كذلك على أمراض الأوعية الدموية التي تؤثر بدورها على الأوعية الدموية في المخ وتساعد على الإصابة بالمرض. وأخيرا، تشير الدلائل إلى أن إصابة الرأس بضربات أو رجات تزيد من إمكانيات الإصابة بألزهايمر.