برلين تستعد لمشاركة نشطة في مؤتمري اليمن وأفغانستان في لندن
٢٥ يناير ٢٠١٠قبل ثلاثة أيام من انعقاد مؤتمر دولي حول اليمن وآخر حول أفغانستان في لندن في 27 و28 الشهر الجاري تضع الحكومة الألمانية اللمسات الأخيرة على تحضيراتها السياسية والعملية للمؤتمرين، إن من خلال إعداد اقتراحات خاصة لطرحها على المشاركين فيهما أو من خلال تطبيق الخطوات العملية التي ستتخذ على أرض الواقع بهدف إعادة الاستقرار والإعمار فيهما. وعقدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مع وزراء الخارجية والدفاع والتعاون الإنمائي والداخلية اجتماعا مطولا بمشاركة خبراء ومستشارين سياسيين وأمنيين لبلورة الاقتراحات الألمانية ومناقشة استراتيجيات التنفيذ. وقال ناطق حكومي رسمي إن ميركل ستعلن نتائج الاجتماع الموسع لاحقا.
وكانت صحف عدة ذكرت أن الحكومة ستتخذ قرارا برفع عدد الجنود الألمان العاملين في أفغانستان بمقدار 500 جندي ليصل العدد إلى نحو خمسة آلاف، فيما قالت صحف آخرى إن الزيادة ستصل إلى ألف جندي. ورفض ناطق باسم وزارة الدفاع الألمانية التعليق على ذلك، طالبا انتظار نتائج الاجتماع الموسع بين الوزراء المعنيين والمستشارة. وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية أن ألمانيا ستربط دعم حكومة اليمن بقيام الأخيرة بممارسة الحكم الرشيد ومكافحة الفساد وإيجاد حلول سياسية للنزاعات الداخلية.
"هدف مؤتمر أفغانستان تسليم الأمن إلى الأفغان"
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة شتيغمانس ردا على سؤال لـ "دويتشه فيله" إن لمؤتمر لندن حول أفغانستان هدف رئيس هو تسليم الأمن إلى السلطات الحكومية الأفغانية. وأضاف أن بلاده ستذهب إلى العاصمة البريطانية ضمن إطار منسَّق، لكنها ستتخذ القرارات اللازمة مثل زيادة عدد قواتها في أفغانستان بعد الإعلان عن نتائج المؤتمر.
وردا على سؤال آخر أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية أندرياس بيشكه إلى أن المجتمع الدولي سيبحث في المؤتمر في كيفية مساعدة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على تحقيق اقتراحاته الخاصة بعقد صلح مع مجموعات من حركة "طالبان" وتنفيذ برنامج جذب المقاتلين فيها إلى الصف الحكومي وإعادة دمجهم في المجتمع. وأضاف أن فلسفة الاقتراح الذي قدَّمه وزير الخارجية غيدو فيسترفيله "تتمثل في تشجيع مقاتلين في طالبان لم يحملوا السلاح لأسباب متعصبة أو إيديولوجية على الرجوع إلى خط الصواب من خلال إعطائهم أفقا اقتصاديا ومعيشيا وبديلا عمليا لإخراجهم عن خطهم الخاطئ". ولفت إلى أن الاقتراح هذا يلبي رغبة عبَّرت عنها الحكومة الأفغانية قبل فترة، ملاحظا أن المجتمع الدولي سيدعم ذلك.
وسيزور الرئيس الأفغاني حميد كرزاي برلين عشية مؤتمر لندن بدعوة من ميركل للبحث معه الوضع في بلده وما تحتاج إليه من دعم في حضور رؤساء الكتل النيابية الخمس في البوندستاغ. وعن اقتراح الوزير فيسترفيله بتأمين بديل اقتصادي ومعيشي لمقاتلي طالبان الراغبين بالاندماج في المجتمع قال المتحدث بيشكه إن ألمانيا لا تسير لوحدها في هذا الموضوع، وإنما تنسق مع شركائها ومع حكومة أفغانستان. وأضاف أن كل الجهود ستبذل لانجاح حظوظ هذه المبادرة والإستراتيجية التي ستُقر في لندن.
"على اليمن اتخاذ التزامات محدَّدة لإعادة الاستقرار"
وسيعالج مؤتمر لندن الخاص باليمن الذي سيسبق مؤتمر أفغانستان بيوم الأوضاع المتوترة فيه على أكثر من جبهة، خصوصا نشاط تنظيم "القاعدة"، إضافة إلى الحرب الدائرة بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثيين والخلاف المتجدد بين الحكومة المركزية في صنعاء و"الحراك الجنوبي". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بيشكه إن هدف المؤتمر هو مساعد ة اليمن على إعادة الاستقرار إلى البلاد وإعمار ما تهدَّم. وأضاف: "ما ننتظره مع غيرنا من الشركاء هو أن يتخذ اليمن التزامات محدَّدة حول كيفية إعادة الاستقرار، وإيجاد حلول سياسية للأزمات الداخلية، وتحسين الحكم الرشيد ومكافحة الفساد". وأضاف أن المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي الذي هو أكبر المانحين لليمن "على استعداد لدعم جهود إعادة الاستقرار وزيادة المساعدات في حال اتخذت الحكومة اليمنية الخطوات الصحيحة، الأمر الذي سيبحثه أيضا مؤتمر لندن".
منظمة العفو الدولية: دولة القانون شرط للأمن
وبمناسبة انعقاد مؤتمر لندن حول أفغانستان رفعت منظمة العفو الدولية بيانا طالبت فيه المجتمع الدولي بالعمل على حماية المدنيين الأفغان، والكشف الكامل عن الأحداث التي تؤدي إلى مقتلهم، وممارسة الشفافية الكاملة في عمليات دفع التعويضات إلي عائلاتهم. وحضَّت الأمينة العامة لفرع المنظمة في ألمانيا مونيكا لوكه على أن تكون حماية المدنيين والالتزام باحترام حقوق الإنسان على رأس أولويات جدول أعمال المؤتمر، مشيرة إلى أن إقامة دولة القانون شرط ضروري لاستتباب الأمن في البلاد. وقالت لوكه إنها تأمل في أن يلتزم وزير الخارجية الألماني بوعده في هذا الشأن. وطالبت المنظمة الرئيس كرزاي أيضا بعدم تسليم الذين ينتهكون حقوق الإنسان مناصب حكومية.
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: عبده جميل المخلافي