الحكومة الألمانية تسعى إلى توافق مع المعارضة بشأن أفغانستان
١٩ يناير ٢٠١٠صرح وزير مكتب المستشارية رونالد بوفالا في حوار أجرته معه صحيفة "لايبزيجر فولكستسايتونج" نشر في عددها الصادر اليوم الثلاثاء (19 يناير/كانون الثاني) أن حكومة الائتلاف الحاكم في برلين بصدد "إعداد خطة بشأن أفغانستان، ستقوم بطرحها على أحزاب المعارضة عقب المؤتمر الدولي حول أفغانستان" المزمع عقده في العاصمة البريطانية لندن في 28 من الشهر الجاري. وتتزامن هذه التصريحات مع مساعي الحكومة الألمانية للتوصل إلى اتفاق مع الكتل البرلمانية لأحزاب المعارضة بشأن تفويض جديد لمهمة القوات الألمانية في أفغانستان.
وفي السياق نفسه، أكد بوفالا أن التصور الألماني النهائي بشأن التفويض الجديد للقوات الألمانية في أفغانستان ستتضح ملامحه على ضوء نتائج مؤتمر لندن القادم. في المقابل، نفى رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض زيجمار جابريل، معلومات حول توصل الحكومة الألمانية إلى اتفاق مع حزبه بشأن إستراتيجية حول أفغانستان. مضيفا، " رغم المحادثات التي أجريت بين المستشارة أنجيلا ميركل ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي فرانك فالتر شتاينماير بهذا الخصوص، إلا أنه لا يمكن الحديث عن اتفاق، خصوصا وأن الحكومة لم تقم إلى غاية اللحظة ببلورة إستراتيجية محددة بشأن أفغانستان".
هذا ومن المنتظر أن يجري الرئيس الأفغاني حامد كرزاي محادثات في برلين في 27 من الشهر الجاري، أي عشية عقد مؤتمر.
جوتنبارغ يطالب "بنهاية ناجحة"
من جهته، طالب وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسوجوتنبرج يوم أمس في العاصمة برلين المجتمع الدولي بالعمل على وضع نهاية "ناجحة" لمهمة القوات الدولية في أفغانستان. موضحا أنه يجب بذل كل الجهود "من أجل التوصل إلى نهاية معقولة ومقبولة لهذه المهمة" .
وأوضح الوزير الألماني أن أفغانستان تمثل في الوقت الراهن "واحدا من أهم وأصعب مهام المجتمع الدولي" وأنه من الضروري "إحراز نجاحات مقبولة في مجال البناء والتدريب في أفغانستان من أجل التمهيد لوضع منظور لانسحاب القوات الدولية من هناك". وأشار تسوجوتنبرج أنه ورغم قناعته بضرورة وضع مخطط لانسحاب القوات الدولية "إلا أن تحديد سقف زمني لهذا الانسحاب في الوقت الراهن، لن يكون قرارا حكيما".
"...لا يمكن كسب الصراع العسكري"
ومن ناحية أخرى اعترف قائد مركز قيادة مهمة الجيش الألماني راينر جلاتس، في الوقت نفسه بأن الأوضاع الأمنية تدهورت خلال العامين الماضيين.
الأمر الذي ذهب إليه أيضا إلمار بروك النائب في البرلمان الأوروبي والعضو في الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني، الذي انتقد بشدة في حوار نشرته صحيفة "نويه بريس الألمانية" في عددها الصادر صباح اليوم إستراتيجية الغرب في أفغانستان مؤكدا "أن 80% من الأراضي الأفغانية تخضع ليلا إلى سيطرة طالبان. بينما لا تستطيع قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) تحقيق الأمن عسكريا" ما يدفع إلى الاعتقاد حسب بروك إلى "أن الصراع في أفغانستان لا يمكن الانتصار فيه عسكريا".
وتأتي تصريحات النائب الأوروبي بعد الهجوم الذي شنه مقاتلو حركة طالبان ضد عدة أهداف من بينها بنوك ومتاجر ووزارات حكومية في العاصمة كابول.
(و.ب/آ.ف.ب/د.ب.آ)
مراجعة: حسن زنيند