بايدن يعترف مجددا بالإبادة الجماعية للأرمن وتركيا ترد
٢٤ أبريل ٢٠٢٢وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن مذابح الأرمن في الحرب العالمية الأولى إبان حقبة الامبراطورية العثمانية بأنها إبادة جماعية الأمر الذي أثار سخطا في تركيا.
وقالت الخارجية التركية في أنقرة اليوم الأحد (24 أبريل/ نيسان 2022):" نحن نرفض مثل هذه البيانات والقرارات لتشويه الحقائق التاريخية لدوافع سياسية وندين هؤلاء الذين يصرون على هذا الخطأ". وأضافت الخارجية التركية أن بايدن كرر بذلك خطأ ارتكبه في العام الماضي.
وردت تركيا بذلك على بيان لبايدن اليوم كتب فيه أن "المذبحة بحق الأرمن" كانت واحدة من أسوأ الفظائع التي تم ارتكابها في القرن العشرين " واليوم نتذكر المليون ونصف المليون أرمني الذين تم اختطافهم أو ذبحهم أو تم تسييرهم إلى حتفهم في إطار حملة إبادة، ونحن نشعر بالحزن حيال الموت المأساوي لمثل هذا العدد الكبير من الناس".
وكانبايدن اعترف في العام الماضي بالمذابح بحق الأرمن باعتبارها إبادة جماعية ليكسر بذلك محرما استمر على مدار عقود، وفي أعقاب ذلك طالبت أنقرة واشنطن بسحب هذا "الخطأ الفادح".
يذكر أن مؤرخين يرون أن نحو 1.5 مليون أرمني راحوا ضحية لقتل ممنهج إبان عهد الامبراطورية العثمانية، وقد اعترفت تركيا باعتبارها الخليفة القانونية للإمبراطورية العثمانية بقتل ما يتراوح بين 300 و500 ألف شخص لكنها ترفض وصف ذلك بالإبادة الجماعية.
في ذات السياق، ألغيت نشاطات لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن الأحد في تركيا بسبب الحظر الذي أصدرته السلطات، فيما تحاول أنقرة ويريفان تطبيع العلاقات.
ولم يكن من الممكن تنظيم تجمعين في الهواء الطلق، الأول في أنقرة والآخر في إسطنبول، وفقًا للمنظمتين غير الحكوميتين التركيتين اللتين دعتا إلى اقامتهما ومراسل لوكالة فرانس برس كان موجودًا في المكان.
إلا أن احتفالين أقيما في اسطنبول في الهواء الطلق خلال عطلة نهاية الأسبوع - بعد توقف دام عامين بسبب الوباء - نظم أحدهما أعضاء في "حزب الشعوب الديموقراطي" المعارض.
ويتم إحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن التي ارتكبتها القوات العثمانية عام 1915، في 24 نيسان/أبريل وهو التاريخ الذي بدأت فيه عمليات توقيف المثقفين الأرمن والذي يعتبر بداية الإبادة الجماعية.
وبدأ مثقفون أتراك إحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن منذ عام 2005، وهو موضوع بقي محظورا لعقود في تركيا التي ترفض مصطلح إبادة جماعية وتشير إلى حرب أهلية فاقمتها المجاعة.
ويعتبر الناشطون أن عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا التي بدأت في كانون الثاني/يناير، لم تغير شيئا.
ولم يدرج الاعتراف بالإبادة الجماعية على قائمة المناقشات بين أرمينيا وتركيا اللتين لم تربطهما مطلقا علاقات دبلوماسية رسمية واللتين أغلقت الحدود المشتركة بينهما منذ العام 1993.
ويعتبر مراقبون أن غياب هذه المسألة عن قائمة المحادثات قد يسهل تقدمها لأنه رغم تحقيق تقدم في المجتمع ورسائل التعزية التي تقدمها الرئاسة التركية منذ العام 2014 لأحفاد الأرمن الذين قتلوا عام 1915، فإن موقف أنقرة لم يتغير فعليا.
ع.أ.ج / ع ش (أ ف ب، د ب ا)