صحف ألمانية: "غاوك لا يخشى أنقرة وإبادة الأرمن حقيقة"
٢٤ أبريل ٢٠١٥قرر البرلمان الألماني (بوندستاغ) بأغلبية ساحقة الجمعة 24 / 04 / 2014 وصف مقتل نحو 1.5 مليون أرمني - وفق قول الأرمن- على أيدي القوات التركية إبان انهيار الامبراطورية العثمانية قبل قرن من الزمان، بأنها "إبادة جماعية". وبذلك يخاطر البرلمان الألماني بإمكانية التسبب في توتر العلاقات بين برلين وأنقرة. ورحبت أرمينيا بوصف الرئيس الألماني يوآخيم غاوك الفظائع التي ارتكبت قبل مئة عام في حق الأرمن بـ"الإبادة الجماعية".
و أشادت الصحف الألمانية بخطاب الرئيس الألماني، وترى صحيفة "أولدينبورغيشيه فولكستسايتونغ" أن الخطاب جاء صريحا وكتبت تقول: "لقد كان صحيحا ومهما أن غاوك تكلم بوضوح عن إبادة جماعية للأرمن من قبل الإمبراطورية العثمانية، وأي وصف آخر كان سيكون إنكارا للحقائق التاريخية. والديمقراطية والحقيقة مرتبطتان معا بشكل وثيق".
أما صحيفة "باديشه تسايتونغ" فترى أن تركيا باتت اليوم شريكا صعبا للاتحاد الأوروبي وأن: "تركيا إذا أصبحت شريكا أكثر صعوبة لأنه في ظل حكم رجب طيب إردوغان ينظر إلى أخطاء الماضي على أنها تهديد للوطن؛ فإنه في هذه الحالة ستكون المشكلة مشكلة المستشارة ميركل وليست مشكلة الرئيس غاوك. ورغم ذلك فمن المأمول أحيانا أن يكون للرئيس غاوك بعض الحضور في المستشارية وفي وزارة الخارجية الألمانية. فلولا تلفظ الرئيس بتعبير "الإبادة الجماعية" لما انتقل هذا التعبير إلى النقاش في البرلمان الألماني ".
وأشادت صحيفة "فولكسشتِمه" بالرئيس الألماني وقالت:"قبل اعتبار البوندستاغ اليوم المجزرة الأرمنية - التي وقعت قبل 100 عام في الإمبراطورية العثمانية - بأنها إبادة جماعية، قام الرئيس الألماني يوآخيم غاوك باعتبارها "إبادة جماعية" في قداس تأبين الضحايا. وقد طال انتظار ذلك. كما أن غاوك لم يغفل المسؤولية الجزئية لألمانيا (القيصرية) عما حدث (من فظائع) في ذلك الوقت".
وتنتقد صحيفة "نورنبرغر تسايتونغ" الحكومة الألمانية، قائلةً: "بينما كانت الحكومة الألمانية حتى اليوم تتململ وتتردد عند الحديث عن مقتل الأرمن، لم يجعل الرئيس يوآخيم غاوك في خطابه في كاتدرائية برلين نفسه عرضة للتخويف... ولذلك فقد ردد عدة مرات تعبير "الإبادة الجماعية" بملء فمه، بل إنه كذلك تحدث بشكل لا لبس فيه حول المسؤولية الألمانية (عن تلك الفظائع). فقد قام المراقبون العسكريون الألمان في ذلك الوقت بتوثيق المذبحة وقبولها دون أي انتقاد".
وبشيء من الاستنكار تساءلت صحيفة "مونشينَر ميركور" عما إذا كان "يجوز للعالم وصف مقتل 1.5 مليون شخص بالإبادة الجماعية"، وتابعت: "وهل يجوز ذلك لألمانيا أيضا، التي يعيش فيها ثلاثة ملايين تركي بإمكان الرئيس التركي الغاضب إردوغان حشدهم بضغطة زر واحدة؟ الرئيس الألماني غاوك وأعضاء الأحزاب السياسية في البرلمان الألماني باتوا لا يحتملون ذلك: فهم لا يجعلون أنفسهم عرضة للتخويف من قبل تهديدات أنقرة، على عكس حكومة ميركل الخَوّافة... أما الجمعيات التركية في ألمانيا التي تصر عادةً على المشاركة الاجتماعية فإن قيامها بإجراءات احتجاجية ضد قرار "الإبادة الجماعية" للبرلمان الألماني يُظهِر وبوضوح أن ولاء غالبية الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا ليس للمستشارة في برلين، وإنما للسلطان في أنقرة".
وفيما أشادت الصحف الألمانية بخطاب غاوك وصفته وسائل الإعلام التركية بأنه يدعو للصدمة. ووجه الإعلام التركي لخطاب الرئيس الألماني انتقادات حادة لاذعة، مثلما فعلت صحيفة "حريات" التركية اليوم الجمعة 24 / 04 / 2015. واعتبرت صحيفة "يني شفق" الموالية للحكومة التركية أن الرئيس الألماني غاوك "قد تجاوز سلطاته في خطابه". أما مجلة "ستار" فعلقت بأن الرئيس الألماني "أوشك على وصف العثمانيين بـالإرهابيين." واتهمت صحيفة "الصباح" الموالية للحكومة التركية الرئيس الألماني غاوك بأنه وصف الدولة العثمانية بـ "كلمات قبيحة".