بايدن يتوعّد السعودية بعد قرار خفض إنتاج النفط
١٢ أكتوبر ٢٠٢٢أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الثلاثاء (11 تشرين الأول/أكتوبر 2022) أنّه "ستكون هناك عواقب" على السعودية بسبب قرارها في إطار تحالف أوبك بلاس النفطي الأسبوع الماضي خفض حصص الإنتاج.
ولم يحدّد بايدن ماهية الإجراءات التي يمكن أن تتّخذها إدارته للردّ على القرار السعودي، لكنّ المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال في وقت سابق الثلاثاء إنّ الرئيس يريد إجراء "إعادة تقييم" للعلاقة بين واشنطن والرياض بعد هذه الصفعة الدبلوماسية السعودية للولايات المتّحدة.
وقال كيربي لشبكة "سي إن إن" إنّه "على ضوء التطورات الأخيرة ومقرّرات أوبك بلاس، يعتقد الرئيس أنه يتعين علينا أن نجري إعادة تقييم للعلاقات الثنائية مع السعودية". وأشار إلى انّ الهدف من هذه المراجعة هو "التأكّد من أنّ (العلاقة) تخدم مصالح أمننا القومي".
وأوضح أنّ بايدن "مستعد للعمل مع الكونغرس للتفكير فيما يجب أن تكون عليه هذه العلاقة في المستقبل"، مشيراً إلى أنّ الرئيس "يريد أن يبدأ هذه المشاورات الآن". ولفت المتحدث إلى أنّ هذه النقاشات لم تبدأ بعد وستجرى بادئ الأمر في إطار غير رسمي. وقال "لسنا بصدد الإعلان عن مراجعة رسمية لسياستنا مع فريق مكلّف ذلك".
وكان تحالف أوبك بلاس الذي يضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية وعشر دول أخرى منتجة للنفط تقودها روسيا قرّر الأسبوع الماضي خفض حصص الإنتاج، ما يهدد بارتفاع الأسعار.
وشكّل قرار الكارتيل النفطي إخفاقاً دبلوماسياً لبايدن الذي كان يطالب بزيادة الإنتاج، كما رأى فيها محللون انتصاراً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يحتاج إلى إبقاء أسعار النفط مرتفعة لتمويل الحرب في أوكرانيا.
وفي تصريح لقناة العربية مساء الثلاثاء، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إنّ "قرار أوبك بلاس اقتصادي بحت وتمّ اتخاذه بإجماع الدول الأعضاء". وأضاف أنّ "دول أوبك بلاس تصرفت بمسؤولية واتّخذت القرار المناسب".
وإذ أكّد الوزير السعودي أنّ "دول أوبك بلاس تسعى لاستقرار السوق وتحقيق مصالح المنتجين والمستهلكين" في آن معاً، شدّد على أنّ "العلاقة مع واشنطن استراتيجية وداعمة لأمن المنطقة واستقرارها".
بدورها قالت السفارة السعودية في واشنطن إنّ العلاقة بين المملكة والولايات المتّحدة "استراتيجية" و"عزّزت الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط". وأضافت أنّ التعاون العسكري الثنائي "يخدم مصالح البلدين".
بايدن: بوتين "أساء تقدير" قدرة قواته
وفي نفس المقابلة ولكن في سياق منفصل، شدّد بايدن الثلاثاء على أنّ نظيره الروسي فلايديمر بوتين "أساء تقدير" قدرة قواته على احتلال أوكرانيا، و"حساباته أخطأت تماماً" بالنسبة للمقاومة التي كان يتوقّع أن يواجهها. وقال بايدن في المقابلة "أعتقد أنّه شخص عقلاني أساء التقدير بشكل كبير". وأضاف أنّ بوتين "كان يعتقد أنّه سيُستقبل بالأحضان (...) وأعتقد أنّ حسابته أخطأت تماماً".
وأعلنت روسيا الثلاثاء شنّ ضربات "كثيفة" على منشآت أوكرانية فيما تعهدت مجموعة السبع التي عقدت اجتماعا طارئاً "محاسبة" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذه الهجمات. وتعرّضت روسيا مؤخراً لنكسات عسكرية كثيرة في شمال شرق أوكرانيا وشرقها وجنوبها.
من جهة ثانية، أكّد الرئيس الأميركي أنّ ليست لديه "أيّ نيّة" للقاء نظيره الروسي خلال قمة مجموعة العشرين المقرّرة في أندونيسيا في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، لكن من دون أن يستبعد تماماً هذه الإمكانية إذ قال إنّ "الأمر مرهون" بالظروف. وقال بايدن "أنظر، ليست لديّ أيّ نيّة للقائه".
وأضاف "لكن على سبيل المثال، إذا جاء إليّ في قمّة العشرين وقال إنّه يريد أن يتحدّث بشأن إطلاق سراح (نجمة كرة السلة الأميركية المحتجزة في روسيا) بريتني غرينر، فسألتقي به. أقصد أنّ الأمر مرهون" بالظروف.
لكنّ الرئيس الأميركي أكّد أنّه يرفض "التفاوض مع روسيا على أيّ شيء يتعلّق ببقائهم (الروس) في أوكرانيا أو احتفاظهم بجزء من أوكرانيا". وردّاً على سؤال بشأن تلويح بوتين بإمكانية استخدام السلاح النووي ضدّ أوكرانيا، أجاب بايدن "لا أعتقد أنّه سيفعل ذلك. لكنّني أعتقد أنّه أمر غير مسؤول من جهته أن يتحدّث عن ذلك".
خ.س/ع.ش (أ ف ب)