210509 Dialog Mawazine Festival
٢١ مايو ٢٠٠٩تعيش المملكة المغربية هذه الأيام موسم المهرجانات الموسيقية والفعاليات الثقافية، التي يشارك فيها عدد من كبار النجوم والشخصيات المشهورة في عالم الفنون، وتجتذب عشاق الفن والثقافة والمرح من مختلف أنحاء العالم. ويشكل مهرجان "الموازين" الفني والثقافي الذي تقام دورته الثامنة في الفترة من 15 إلى 23 مايو/أيار في العاصمة المغربية الرباط، محور هذه الفعاليات، وبه دُشن موسم المهرجانات المغربي أو ما يمكن وصفه بـ "الصيف المغربي".
في هذا المهرجان، الذي سارع لحضوره المهتمون من مختلف أنحاء العالم متجشمين عناء السفر وتكاليفه، لا يقتصر على الفنانين المغاربة، بل تشارك في إحيائه كوكبة من الفنانين المشهورين من مختلف أنحاء العالم مثل كيلي مينوغ، أليشا كيس، ستيفي وندر، أمادو مريم، نيفيلا بروثرز. ومن النجوم العرب كاظم الساهر وجورج وسوف، وردة الجزائرية، نجوى كرم، شيرين، ملحم بركات وكثيرون من دول عربية وأجنبية.
ولا تقتصر أجواء الاحتفالات على العاصمة المغربية، بل تشارك كبرى المدن الأخرى في معايشة هذه الأجواء؛ مثل الدار البيضاء وفاس ومراكش. تستمر الاحتفالات تسع أيام بلياليها على تسع مسارح وبحضور عشرات الآلاف من نحو أربعين بلدا من القارات الخمس.
أكثر من مجرد موسيقى
ويسعى المغرب، من خلال هذا المهرجان الذي يحظى برعاية ملكية، إلى الترويج لنفسها كبلد منفتح على مختلف الثقافات والفنون. فالأمر لا يقف عند الموسيقى، بل يتعداه إلى ما هو أبعد من ذلك.
في هذا السياق يقول أحد المغاربة، الذين التقاهم ميكروفون دويتشه فيله، إن المهرجان يثبت أن هناك قواسم مشتركة بين مختلف الشعوب والثقافات والأديان وأنه ينبغي أن يكون هناك انفتاحا على الآخر لكي يتحقق الفهم المشترك، والموسيقى في رأيه إحدى الوسائل لتحقيق ذلك. لكن مهرجان "موازين" ـ في نظر المغربي المتحمس ـ يثبت أيضا أن المغرب عالم منفتح ومتسامح وبلد الموسيقى أيضا، كما أنه يمثل إشارة إيجابية من جانب الملك، الذي يرعى هذه الفعالية العالمية للمرة الثامنة.
وعما إذا كان الملك يسعى من خلال هذه الفعالية، ولا سيما من خلال استضافة كبار النجوم العالميين، أن يلمع صورته، يعتقد عزيز داكي، المدير الفني للمهرجان، في هذا السياق أن ذلك ليس عيباً، حيث يقول: "الملك هو صاحب هذه المبادرة ونحن نستفيد من تشجيعه للتنوع الثقافي والديني وهو بذلك يدعمنا في مهرجان "موازين".
كلما ارتفع صوت الموسيقى انخفض صوت الإسلاميين
الحديث عن التنوع الديني والثقافي، يخفي وراءه هدفاً آخر وهو مواجهة الإسلاميين، الذين يعارضون التوجه الغربي لبلادهم. فما لاشك فيه أن المغرب ليس محصنا ضد التشدد الإسلامي، خاصة بعد التفجيرات التي حدثت قبل ست سنوات في الدار البيضاء وراح ضحيتها أكثر من 40 شخصاً، وذلك رغم أن الملك ذا التوجه الغربي هو القائد الروحي، الذي يشكل ضمانة ضد التفسير المتطرف للقرآن. صحيح أن الحكومة تضرب بيد من حديد، لكن مع ذلك يعرف الملك جيدا أن عليه أيضا كسب قلوب الناس. وهذه الفعالية "موازين" هي الرد على الإسلاميين بما تتضمنه من "مسيرة" ضخمة لكبار النجوم.
وبطبيعة الحال، لم يعلن هذا الهدف رسميا، لكن المعنى يمكن قراءته بين السطور. وفي هذا السياق، يقول داكي "لا توجد ثقافة بدون سياسة، ونحن ندرك هذا الأمر. إن الثقافة التي لا تدافع عن التنوع ولا تكافح من أجل تعايش الأديان والفلسفات جنبا إلى جنب، ولا تخدم التسامح، ليست ثقافة".
من جانبه يجد "ملك الـ هيب هوب المغربي، بيج" دعم الملك لمهرجان "موازين" أمرا ايجابيا يخدم الموسيقى والشباب في البلد والـ "هيب هوب" التي هي ـ على حد قوله ـ "جزء من ثقافتنا". ويتابع بيج بالقول إن "عندما يدعم الملك ذلك، فإن هذا يعني أنه ليست هناك فرصة لهؤلاء المحرضين على الكراهية".
ألكسندر جوبل/ عبده جميل المخلافي
تحرير: سمر كرم