المتاحف الألمانية تتجه نحو التعاون مع دولة الإمارات
٢٨ أكتوبر ٢٠٠٧اتفقت الحكومة الفرنسية مؤخرا مع إمارة أبو ظبي على مشروع متحف "لوفر أبو ظبي"، كما وقعت الحكومة الفرنسية كذلك "اتفاق شراكة ثقافية" بين فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة. وأيدت المشروع كتلتا الأغلبية في البرلمان الفرنسي (الاتحاد من أجل حركة شعبية والوسط الجديد)، بينما ووجه باعتراضات الاشتراكيين والشيوعيين والعديد من الشخصيات الفنية الفرنسية. وفي خطوة يمكن وصفها برد فعل على ذلك دعا خبير المتاحف الألماني المرموق مارتين روت، الذي يشغل منصب رئاسة المتاحف الفنية في مدينة دريسدن الألمانية، إلى التعاون بين المتاحف الألمانية والعربية على غرار ما حدث بين متحف اللوفر وأبو ظبي.
خبير ألماني: "المنتقدون تنقصهم الثقة بالذات"
,تعليقاً على موجة الانتقادات التي واجهها الاتفاق الفرنسي الإماراتي يقول روت في مقابلة مع صحيفة دي تسايت الألمانية الرصينة: "هناك حاجة لتعاون واسع بين المتاحف الألمانية وشركاء ذوي قدرة مالية في الخارج".
وردا على الانتقادات التي ووجهت بها صفقة متحف اللوفر مع أبو ظبي يضيف روت: "من يعتقد أن مثل هذا التعاون يؤدي إلى بيع الهوية الذاتية هو شخص تنقصه الثقة بالذات". وكان المنتقدون في صفوف بعض الأوساط الفنية والسياسية اليسارية بشكل خاص قد انتقدوا التعاون الفني والثقافي مع دول الخليج، خوفا من أن يؤثر الدعم القادم من دول يصفونها بـ "الرجعية"، على حرية الفن.
وفد من المتاحف الألمانية يتوجه إلى دولة الإمارات
وسيتوجه روت برفقة وفد يمثل مجموعة من المتاحف الألمانية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني إلى الإمارات لبحث سبل التعاون بين الجانبين. كما يرى روت كذلك أن التعاون مع العالم العربي في هذا المجال يشكل دفعة نحو التعاون بين الحضارات بدلا من الصراع بينها، مطالبا بأن لا يقتصر التعاون على المجال الاقتصادي، بل يمتد إلى المجالات الثقافية ودعم قوى التسامح والاعتدال، هناك بدلا من التحفظات التي تبديها ألمانيا إزاء الإسلام، حسب قوله.
"عالمية سكان الإمارات تتطلب تقديم فن بمستوى عالمي لهم"
وقال روت في هذا السياق للصحيفة المذكورة: "إن الأمر المثير للاهتمام حقا في دبي وأبو ظبي وبعض الإمارات الأخرى هو حقيقة أن سكان تلك المدن يمثلون كل سكان العالم، لذا يستحق هؤلاء السكان أن يقدم لهم فن وثقافة بمستوى عالمي، فضلا عن السياح اللذين سيتوافدون على هذه المدن لمشاهدة ما يخطط له من متاحف ضخمة". وتخطط إمارة أبو ظبي لبناء جزيرة للمتاحف في البحر تضم متحف اللوفر وكذلك متحف غوغينهايم سيكون الأكبر من نوعه في العالم.