عملاقان في عالم المال والأعمال (دبي وفرانكفورت) يوقعات اتفاقية صداقة وشراكة
أصبحت مدينة دبي المدينة الرابعة عشرة التي توقع مع مدينة فرانكفورت الواقعة على نهر الماين اتفاقية شراكة وصداقة. ففي شهر فبراير / شباط من هذا العام قام وفد اقتصادي تترأسه عمدة مدينة فرانكفورت بيترا روت بزيارة لمدينة دبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة الاقتصادية، حيث التقت هناك عمدة مدينة دبي قاسم سلطان البنا. واتفق الطرفان خلال اللقاء على ضرورة إقامة تعاون اقتصادي بين المدينتين. الآمال تبدو كبيرة، إذ تعتبر كل من فرانكفورت ودبي مقراً لكثير من الشركات والمؤسسات الرائدة والمتفوقة في قطاعات متعددة مثل المال والأعمال والخدمات والمعلوماتية والاتصالات والتقنيات العلمية والحيوية والبيئية والسياحية.
خطوة تاريخية
تم توقيع اتفاقية الشراكة بين المدينتين في 14 يونيو / حزيران 2005 في مدينة فرانكفورت من قبل عمدة مدينة فرانكفورت بيترا روت وعمدة مدينة دبي قاسم سلطان البنا والذي ترأس وفداً ضم 31 شخصاً من كبار رجال الأعمال من مدينة دبي. ووصفت عمدة مدينة فرانكفورت بيترا روت إقامة الشراكة والتوأمة مع مدينة دبي بأنها تاريخية وأكدت على أن دبي مدينة تتطور بشكل سريع بفضل تقدمها الاقتصادي والسياحي وانفتاحها على العالم. كما صرحت روت بأن خطة التوأمة بين المدينتين ستعمل على ترسيخ العلاقات بين فرانكفورت ودبي بشكل خاص وبين ألمانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي بشكل عام. وتهدف اتفاقية الشراكة إلى ترسيخ وتوطيد وتطوير العلاقات الاقتصادية بين المدينتين في قطاعات الاتصالات الحديثة والسياحة والطب وهندسة تخطيط المدن والتعليم والرياضة والثقافة
فرانكفورت تجني أولى ثمار الشراكة
قامت شركة "سوفتل" ومقرها دبي قبيل توقيع اتفاقية الشراكة بافتتاح فرع جديد لها في مدينة فرانكفورت، مستفيدة أيضاً من خبرات وعلاقات شركة "انتركسيون" الفاعلة في مجال تقديم إدارة المعلومات الرقمية. وقالت عمدة مدينة فرنكفورت في هذا السياق "نحن نرحب بشركة" سوفتل" كأول شركة من دبي تقوم بافتتاح فرع لها في مدينة فرانكفورت. أنا واثقة أن التعاون بين المدينتين في المستقبل سيكون على غرار هذا المشروع. وسيعمل التعاون المشترك في مجالات التطوير والاستثمار إلى زيادة أواصر التعاون بين المدينتين".
وتعتبر شركة "انتركسيون" الأكبر والأضخم على مستوى أوروبا في مجال تقديم وتبادل البيانات والمعلومات وتوفير الخدمات الإدارية فيما يتعلق بذلك. إذ تقوم الشركة بتقديم الدعم الفني اللازم لأكثر من 750 شركة أوروبية تشمل شركات الاتصالات ومزودي خدمات الموبايل والانترنت. كما تقوم أكثر من 200 شركة باستخدام مراكز "انتركسيون" للبيانات لما توفره من أمان وسرية في نقل وتبادل البيانات الرقمية وحفظها من الضياع تحت أقصى الظروف. وترى شركة "سوفتل" الإماراتية في مدنية فرانكفورت مدينة مثالية ذات بنية تحتية متطورة تقع في وسط أوروبا، كما انها ترى في شركة انتركسيون الشركة الأمثل في توفير خدمات البيانات المتطورة والمتميزة بخلوها من التعقيد وبأسعارها المعقولة مقارنة بغيرها.
وفي المقابل تعتبر مدينة دبي تربة خصبة لأصحاب الاستثمارات الضخمة والشركات الأجنبية. إذ تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة تسهيلات متميزة لأصحاب رؤوس الأموال الأجانب، ومن بينها عدم فرض ضرائب على أرباح الشركات وتوفير عناصر البنية التحتية بأسعار منخفضة إضافة إلى الإعفاءات الجمركية.
إهمال العامل الثقافي
لا شك أن الاتفاقية في شكلها وجوهرها اقتصادية مالية بحته. وأول ما يمكن أن يلفت الانتباه هو غياب العنصر الثقافي في الاتفاقية مثل العمل على دعم التبادل الثقافي على مستوى الطلبة والتلاميذ كما هو الحال في الاتفاقيات المبرمة بين عدد من الدول الألمانية ودول أجنبية مختلفة. وفي معرض رده على تساؤلنا حول غياب العنصر الثقافي وعدم الاهتمام بتقديم المنح للطلبة الألمان مثلا للدراسة في الإمارات وبالتالي بناء جسر بين الثقافتين العربية والألمانية، أجاب مسئول قسم الإعلام في مدينة فرانكفورت د. توماس شيبن بالقول."هذا صحيح، ولكن لا يمكننا أن نلقي باللوم فقط على بلدية المدينة أو الحكومة بشكل عام، وإنما على الشركات الألمانية. هذه الشركات اكتفت باللغة الإنجليزية وسيلة للتعامل ولا يهمها الاستثمار في تقديم المنح للطلبة الألمان ليكونوا نواة لهذه الشركات في المستقبل في علاقاتها مع هذه الدول والشركات الصاعدة."