أبو ظبي أضحت قبلة للمتاحف الأوروبية ولأسواق الفن العالمية
٩ مارس ٢٠٠٧يجزم المراقبون بأن تحوّل منطقة الخليج العربي وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى إحدى أهم عواصم الفنون العالمية وأسواقها هو مسألة وقت لا أكثر. فالمنطقة التي تشهد طفرة اقتصادية غير عادية إثر ارتفاع مدخولها النفطي تسعى لاستقطاب أشهر المراكز الثقافية والتعليمية العالمية، حيث لم تعد ملايين الدولارات تصرف على السيارات الفاخرة والطائرات الخاصة والمجوهرات الثمينة فحسب، بل على التحف والمقتنيات الفنية أيضا. وتأتي الفعاليات الفنية الكثيرة التي تشهدها المنطقة في مستهل هذا العام والخطط الرامية إلى تشييد متحف غوغنهايم ـ أبو ظبي بالمنطقة الثقافية لجزيرة السعديات وخطط مماثلة أعلن عنها متحف اللوفر الباريسي، تأتي لترشح أبو ظبي في غضون السنوات القليلة المقبلة إلى تبوء مركز قيادي في عالم الثقافة والفنون.
غوغنهايم ولوفر إلى أبو ظبي
ومن أبرز المتاحف التي ستباشر بافتتاح فروع لها في أبو ظبي هو متحف اللوفر الباريسي. وجاءت الاتفاقية التي وقعتها أبو ظبي في مستهل الأسبوع الجاري مع فرنسا وتنص على إنشاء فرع لمتحف اللوفر في الإمارة لتثير ردود فعل متباينة في الأوساط الفنية والثقافية الأوروبية. وستدفع أبو ظبي 400 مليون يورو مقابل السماح لها بإطلاق اسم اللوفر على متحفها لمدة 30 عاما، وذلك في إطار اتفاقية ثقافية تتضمن نقل أعمال فنية من المتحف الشهير في باريس لعرضها في متحف اللوفر ـ أبو ظبي. وسيتولى متحف اللوفر في باريس تشغيل وإدارة المتحف في أبو ظبي وسيعيره أعمالا فنية، إلى أن تستطيع الإمارات الحصول على مقتنياتها الخاصة.
ولا يعتبر مشروع افتتاح فرع لمتحف اللوفر الباريسي في أبو ظبي هو المشروع الأول من نوعه، فالمتاحف الفرنسية تسعى منذ فترة طويلة إلى عولمة مقتنياتها وعرضها في متاحف عالمية بغرض الربح. فمن خلال أحد المشاريع، سيحصل متحف اللوفر على عائدات مالية كبيرة مقابل عرض 185 لوحة فنية في متحف "High of Art in Atlanta" وذلك لغاية 2009. وبهذا يكون اللوفر قد سار على خطى متحف غوغنهايم الذي افتتح فروعا له في كل من بيلباو وبرلين ولاس فيغاس والبندقية.
بينالي الشارقة الدولية للفن التشكيلي
ومن بين الفعاليات الثقافية المهمة التي ستشهدها أبو ظبي قريبا فعالية "Gulf Art Fair" التي ستضم مقتنيات فنية سيتم جلبها إلى الإمارات من أكثر من 40 غاليري عالمية ومن بينها غاليري "توماس وتانيت" من ميونيخ و"آديان" من موسكو و"كرينسينغر" من فيينا و"فورسبلوم" من هيلسنكي و"أتاسي" من دمشق. وأما بينالي الشارقة للفن التشكيلي الدولي، فإنها تعتبر تظاهرة ثقافية تشكيلية تهدف إلى تأطير وتوجيه الحركة التشكيلية العربية. وتقام التظاهرة الثقافية كل سنتين في إمارة الشارقة بمساهمة الدول العربية والأجنبية والهدف منها هو إبراز الدور الحضاري والثقافي للفنان العربي وتحقيق الحوار الفاعل والجاد مع الفنون العالمية وخلق علاقات طيبة مع الأفراد والمؤسسات والهيئات الفنية . يشار إلى أن أول بينالي افتتح في الرابع من ابريل عام 1993 ويستمر متتبعا أهم الاتجاهات الفنية الدولية ويشرف عليه لجنة عليا منظمة ولجان فرعية منبثقة عنها تصوغ كل دورة من دوراته حسب التوجيهات والضرورات الفنية اللازمة.
ومعارض أخرى
يضاف إلى ذلك معارض وتظاهرات ثقافية نذكر منها "المعارض الفردية والجماعية" التي يتم إعدادها والتخطيط لإقامتها مسبقاً وفق خطط إدارة الفنون سواء من خلال الدعوات التي توجه إلى الفنانين أو عبر الطلبات المقدمة للإدارة، إضافة إلى معارض الأسابيع الثقافية الدولية وكذلك "المعرض السنوي لفناني الدولة" الذي يقام سنوياً بالتعاون والتنسيق فيما بين جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وإدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام ويضم تجارب الفنانين التشكيليين المحليين والمقيمين على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، ناهيك عن معارض كثيرة مثل "معرض فناني رواق الشارقة للفنون" و"معرض خريجي طلبة معهد الشارقة للفنون" و"معرض عيون عربية" و"معرض التصوير الفوتوغرافي" و"المعرض الكاريكاتيري" ( بصمات السخرية ).