القمح للتدفئة أم لسد الرمق الإنساني؟
لا يرى المزارع كارلفريد كوست أية مشكلة في حرق محصوله من الحبوب، فالسعر الذي قد يدفع له مقابل ذلك قد يكون منخفضاً جداً. ويشتكي المزارع من ان قيمة الطن الواحد قد لا تتعدى التسعين يورو. لذلك فأن كوست يحرق قمحه في وحدة اختبار تشيكية الصنع كي يدفئ بيته.
حاجز أخلاقي
ترى خبيرة حماية البيئة ريغينه غونتر أن الكتلة البيولوجية للحبوب تصلح كناقل للطاقة، شأنها في ذلك شأن الخشب والسلجم والبنجر السكري. ولكن الحبوب لم تستخدم قبل ألان في أغراض غير التغذية وأعلاف الحيوانات. ومن الصعب استخدامها في أغراض أخرى لأسباب تقنية وأخرى أخلاقية.
إن حرق المادة الغذائية الأهم منذ زمن طويل يسبب مشكلة لكثير من البشر. يطلق رجل اللاهوت الكاثوليكي "لا" مفعمة بالأحاسيس، ولكنه في النهاية قال انه لا توجد أدلة ضد زراعة القمح لأجل إنتاج الطاقة بشكل أساسي. ولكن هناك جانب اخلاقي يرتبط بالجياع من البشر في البلدان الفقيرة. فلا يكاد يمر عام من دون ان نسمع عن حدوث مجاعة في بلد ما، تأتي على حياة الكثيرمن البشر، كما هو الحال في بعض الدول الافريقية.
مشاكل التخلص من القمح الرديء
يُزرع 6.9 مليون هكتار بالحبوب سنوياً في ألمانيا. منها 3.7 مليون هكتار بالقمح والحنطة السوداء، اللذان يستعملان في صناعة الخبز. قد يكون السماح للمزارعين باستخدام الحبوب للتدفئة حلاً لجملة من المشاكل. فهم يحصلون اليوم على عشر سنتات للكيلوغرام الواحد من قمح الخبز، وفق بيانات جمعية الفلاحين في ولاية هسن الألمانية. ويقول المتحدث الصحفي باسم الجمعية بيرند فيبر إن الفلاحين يحصلون على سعر اقل مقابل بيع الحبوب المستخدمة كأعلاف للحيوانات. كما ان الفلاحين لا يعرفون ماذا يفعلون بالأنواع الأقل جودة. فقد تم منعهم من استخدام أماكن جمع النفايات منذ حزيران/يونيو السابق. فلا يبقى أمامهم سوى حرقها او استخدامها كسماد للتربة.
خلط الحبوب بالخشب
بحساب تقديري فان كمية 2.5 كيلوغرام من القمح تولد طاقة حرارية تعادل لتر من الزيت. ولكن توجد هنالك ثمة مشاكل تقنية. يري اوفه فريتشه من معهد دراسات البيئة في مدينة دارمشتات، أن من الممكن استخدام الحبوب مع الخشب كوقود للتدفئة. ولكن لا توجد حتى اليوم تقنيات لمعالجة مخلفات الاحتراق الناتجة عن الحبوب كالهيدروجين وأحادي أكسيد الكربون بشكل جيد. ولكن التجارب التي تقوم على حرق قطع من الخشب مخلوطة بالحبوب تعد بالكثير. ولكن قد يسأل سائل هل هنالك ثمة أمال في إيجاد تقنية ما تحد من المجاعات؟
عماد م. غانم