العنف يلاحق اللاجئين المثليين في برلين
٢٩ ديسمبر ٢٠١٨عاشت فيرونيكا، التي لا يزال جواز سفرها يحمل اسماً مذكراً، حتى سن الثلاثين في مدينة خيرسون، الواقعة جنوب أوكرانيا. وبعدها بدأت عملية تعديل الجنس عن طريق العلاج الهرموني في مدينة ميكولايف الأوكرانية، والتي تقع على ساحل البحر الأسود. في عام 2017، توجهت فيرونيكا إلى ألمانيا. لم يكن هناك فرض تأشيرة الدخول إلى ألمانيا في ذلك الوقت. نزلت بتلقائية من الحافلة في برلين وتوجهت إلى مقر إقامة خاص باللاجئين المثليين في برلين، حيث لا تزال تعيش في الوقت الحالي. في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر، تعرضت فيرونيكا للضرب من قبل نزلاء يساكنوها الغرفة، وكردة فعل عما أصاب صديقتهم، نظمت مجموعة من صديقات فيرونيكا في مركز إيواء اللاجئين مبادرة من أجل مكافحة التمييز العنصري بين المثليين.
ما الذي يحدث داخل مركز الإيواء؟
يعيش في مركز الإيواء الخاص باللاجئين المثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً (إل جي بي تي) في برلين، 125 شخصاً، ويعد هذا المركز، المؤسسة الوحيدة من نوعها في ألمانيا، باستثناء بعض المبادرات الخاصة. تم افتتاحه في عام 2016 لحماية هذه الفئة من اللاجئين من العنف، بما في ذلك مجموعات المهاجرين الأخرى. ووفقا لإدارة المركز، فإن حوالي ثلث سكان هذا المركز يتحدثون الروسية. هم لاجئون من دول الاتحاد السوفيتي السابق - من موسكو وكييف وشيزيناو ومدن أخرى. ومعظم النزاعات التي تحدث داخل مركز الإيواء، تصدر من هذه المجموعة.
أليك، نحيل الجسم، يرتدي ملابس سوداء وقصة شعر قصيرة. لا يعتقد أنه ينتمي إلى ثنائية الهوية الجنسية، بل إنه لا يعتبر نفسه ذكراً أصلاً. وبحسب رأيه، هناك أحكام مسبقة لدى سكان مركز الإيواء. ويشكو أليك من الرهاب، أي العداء تجاه الأشخاص الذين يعانون من هويات واضحة بين الجنسين، ومن العنصرية، وكذلك من العداء للنساء ولذوي الاحتياجات الخاصة. إن تجربة اللاجئين المثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً (L.G.B.T)، الذين يتعرضون للاضطهاد في وطنهم، لا توفر لهم دائماً التضامن والتعاطف فيما بينهم، بل على العكس من ذلك في بعض الأحيان. ويقول أليك أن بعض رفافه في مركز الإيواء في برلين تحولوا من ضحايا إلى مجرمين.
فرحة سرعان ما انطفئت
يتذكر ليو، الذي يعيش في مركز الإيواء أيضاً، النشوة والسرور التي انتابته عندما غادر بلده للمرة الأولى، ويقول مسترجعاً تلك اللحظة: "واو، المرء يحصل على طعام وسرير خاص، ولكن بعد ذلك تبدأ المشاكل المتعلقة بالوضع القانوني. عندما يستشعر المرء لأول مرة العداء للمهاجرين، يشعر بالعجز. معالجة قضايا اللاجئين المثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً (إل جي بي تي) غالباً ما تستغرق سنوات. وكقاعدة عامة، يكون القرار الأول بشأن طلب اللجوء سلبياً، وهو ما يدعو مقدمي الطلبات عادة إلى الاستئناف. وتمر أشهر قبل أن يحصل المعنيون بالأمر على وضع قانوني. وفي حالة الرفض، يتم ترحيلهم من قبل الشرطة مباشرة من أماكن إقامتهم. كل هذا يؤثر سلباً على نفسية الناس، على حد قول نزلاء مركز الإيواء الخاص باللاجئين المثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً. ويقول أليك: "بالطبع نحن حساسون. هذا مركز إيواء خاص للأشخاص الذين هم بحاجة إلى حماية خاصة. لدي قوة تحمل صلبة، لكن فيرونيكا كانت على وشك الانتحار".
البحث عن مخرج
تؤكد مديرة مركز الإيواء، أنتيي سانوغو، أن هناك حالات عنف داخل مركز إيواء المثليين. وتقول إن مركزها لا يختلف عن مراكز إيواء اللاجئين الأخرى، من حيث الوضع والتمويل. المشاكل أيضاً هي نفسها في أي مكان آخر، فغياب المساحة والخصوصية يؤدي إلى التوتر والصراع، بحسب المديرة، التي تضيف: "هناك تصادم في الاهتمامات المختلفة، لأنه على المرء العيش في غرفة مع أناس غرباء". وكمخرج من هذا كله، ترى سانوغو، أنه يكون في مغادرة اللاجئين مراكز الإيواء في أسرع وقت ممكن، والسكن في شقق خاصة، وتضيف مديرة المركز: "لكن هذا الأمر معقد أيضاً، لأنه من الصعب جداً العثور على شقة في برلين". بالإضافة إلى ذلك، فإن عملية مراجعة ملفات اللاجئين تستغرق فترة طويلة. مديرة المركز، تنظر إلى ما تعرضت له فيرونيكا على أنه نزاع داخلي يومي بسبب عوامل موضوعية مثل ضيق المساحة والظروف المعيشية الصعبة، غير أنها تعتقد أن المبادرة، التي نظمها أصدقاء فيرونيكا ضد التمييز، حولتها إلى ضحية للرهاب والتعصب. قمع الأضعف أصبح مشكلة داخل مراكز إيواء اللاجئين، تتطلب بشكل عاجل حلاً. ويرى أليك أنه "على المرء تنظيم دورة حول التواصل الخالي من العنف مرة واحدة في الأسبوع على الأقل".
ديمتري فاشدين، ماركيان أوستابتشوك/ إ.م