دراسة تربط الميول الجنسية بمتغيرات جينية!
٢١ أكتوبر ٢٠١٨شغلت بحوث علاقة السلوك الجنسي للبشر بالجينات العلماء لربع قرن تقريباً، ورغم تقدم العلماء في هذا المجال إلا أن جانباً معقداً من السلوك الجنسي بقي عصياً عليهم. مجلة ساينس العلمية كتبت حول أوسع دراسة على الإطلاق في علم الوراثة وعلاقته بالميول الجنسية، البحث كشف عن أربعة اختلافات وراثية مرتبطة بما أطلق عليه العلماء، السلوك غير الجنسي.
وقال أندريا غانا الباحثة في معهد برود بجامعة كامبردج وفي كلية الطب بجامعة بوسطن إنه وفريق العمل العلمي درسوا جينا لمئات آلاف من الناس، طرح عليهم في نفس الوقت سؤلاً: إن كانوا قد مارسوا الجنس مع شخص ينتمي إلى الجنس نفسه؟ فجاءت الإجابات أن نحو 451 ألف أجابوا بلا، فيما أجاب نحو 25 ألفا بنعم.
فريق العمل وجدوا متغيرات في الكروموسومات رقم 7,11,12, و15. وتبين لهم أن هناك نوعان مختلفان من الرجال الذين أبلغوا عن تجربة جنسية مع نفس الجنس. في النوع الأول لوحظ تغير في مجموعة من الحمض النووي على الكروموسوم 15، وعثر هناك على بيانات ترتبط بالصلع الذكوري. وفي الحالة الثانية في الكروموسوم 11، حيث يرتبط بمستقبلات شمية غنية. كما لاحظ الباحث أن الحاسة السمعية تلعب دورًا كبيرًا في الجذب الجنسي.
أما التغير الرابع فقد كانت له علاقة بالمزاج واضطرابات الصحة العقلية. وكان الرجال والنساء الذين لديهم متغيرات في هذه الكروموسومات أكثر عرضة للإصابة باضطراب اكتئابي رئيسي وانفصام الشخصية، وكانت النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب ثنائي القطب.
وكانت دراسة أصغر أُجريت في عام 1993 قد بحثت عن العلاقة بين الكروموسوم x والمثلية الجنسية، لكنها لم تتوصل إلى النتائج التي وصل إليها فريق عمل أندريا غانا. وقال غانا لمجلة ساينس إنه رغم نتائج البحث، لكنه لا يمكن القول إن هناك جينا مسؤولا عن المثلية الجنسية عند البشر. وأوضح أن النتائج التي ظهرت جديرة بالاهتمام "لأننا لا نعلم شيئا حقاً عن علم الوراثة في السلوك الجنسي، ويبدو أننا قد بدأنا بالفعل في هذا المجال". كما أضاف أن السلوك الجنسي عند البشر معقد جداً هناك مؤثرات كثيرة عليه، بحيث لا يمكن ربطه بالجينات فقط.
وأوضح موقع مجلة ساينس، أن الجانب الآخر الغريب في الدراسة أن الغالبية من الناس الذين لهم سلوك جنسي مغاير وليس مثلي، الذين كشفت عنهم الدراسة ولديهم متغيرات في الجينات الأربع المتعلقة بالصلع والشم وحاسة السمع والمزاج، يميلون إلى أن لهم شركاء جنس أكثر من المعتاد. ورغم ذلك يرى العلماء أن الدراسة الحذرة تشكل بداية لفهم علاقة الميول الجنسية بالجينات.
ع.خ/ ه.د (DW)