معلمات ومعلمون مثليون يجاهرون بميولهم الجنسية
٢٥ سبتمبر ٢٠١٣يقول مدرس مادتي الكيمياء والأحياء، ألكسندر لوتز، في ثانوية غوته بمدينة فرانكفورت: "نستمع إلى إساءات لفظية بشكل مستمر". لذلك صارح لوتز تلاميذه بحقيقة ميوله الجنسية بعد استماعه بشكل متكرر لجمل يطلقها الأولاد مثل:"هل الجميع هنا مثليون؟،"والتي يقصد بها عادة نوع من الإساءة. فكلمة المثلي أو "شفول" بالألمانية تعني بحد ذاتها إساءة وهي مرادفة لمعنى "سيء" أو "مقزز". ويقول ألكسندر لوتز، الذي تحدث بصراحة إلى تلاميذه، بأنه لا يحبذ مثل هذه الكلمات أو الجُمل لأنها تمسه شخصياً أيضاً.
هذا المعلم ليس وحده. فهناك كثير من المُدرسات والمدرسين في ألمانيا ممن لا يظهرون ميولهم الجنسية المثلية. وتشير التقديرات إلى أن 90 في المئة من المثليين جنسياً ممن يعملون في سلك التعليم قد خرجوا إلى العلن في حياتهم الخاصة، إلا أن 10 في المئة فقط عبروا عن ذلك بصراحة في المدارس التي يعملون بها. كما أن كثيراً منهم لا يريد الخلط بين حياته الخاصة وحياته العملية، فيما يخشى بعضهم من ردود فعل تلاميذهم.
بالإضافة إلى ذلك، لا يتلقى المثليون جنسياً الدعم دائماً من قبل زملائهم، الذين يقولون أحياناً: "لو أنك لم تعلن ذلك صراحة، لما واجهت مثل هذه المشاكل"، حسبما يقول المدرس لوتز، رغم أنه يؤكد أن بعض زملاءه يدعمونه بقوة. لكن موضوع المثلية الجنسية في ألمانيا موضوع محرم الحديث عنه في المدارس، سواء بالنسبة للتلاميذ أو الأساتذة أنفسهم.
ويحاول المثليون جنسياً منذ عقود في ألمانيا الحصول على حقوقهم، خاصة من يعملون في مجال التعليم. ففي عام 1974 "تم تسريح مدرس من العمل بسبب إعلانه الصريح عن ميوله الجنسية"، بحسب المدرس المتقاعد ديتلف موكه، الذي خرج للتظاهر مع زملاء آخرين له وذوي التلاميذ مطالبين بعودة المدرس. وقد أعيد ذلك المعلم بالفعل إلى موقعه. يذكر أنه في ألمانيا وحتى عام 1969 كان ممنوعاً رسمياً على المدرسين الإعلان عن ميولهم الجنسية المثلية.
رغم الوعي هناك فوارق
لكن خلال الأعوام الماضية تغيرت أمور كثيرة قانونياً. حتى وعي الناس بالنسبة لمسألة المثلية الجنسية قد تغير بشكل كبير. إلا أنه حتى في مدينة مثل كولونيا، التي تعتبر عاصمة المثليين جنسياً في ألمانيا، تصطدم حرية هؤلاء المعلمين والمعلمات ببعض العقبات أحياناً.
الحال في أوروبا مشابه تقريباً. ففي هولندا، التي تعتبر أكثر البلدان الأوروبية تحرراً تجاه هذا الموضوع، يتقبل خمسة في المئة فقط من التلاميذ المثلية الجنسية لمدرسيهم أو زملائهم، حسب دراسة حديثة. وفي هذا الصدد، تقول المفوضة الأوروبية فيفيانا ريدنغ:"خاصة في المدرسة، تبدأ حياة الخوف بالنسبة للبعض، فهم لا يظهرون ميولهم. هذه هي استراتيجيهم في الحياة".
يخضع النظام التعليمي في ألمانيا لإشراف الولايات الستة عشرة بشكل مباشر، بدلاً من الحكومة الاتحادية. ويقول ألكسندر لوتز في حديثه لـDW: "على المدرسين والمدرسات المثليين جنسياً من مختلف الولايات الاجتماع بين الحين والآخر لتبادل خبراتهم وتجاربهم في مدارسهم".
لكن المهم، حسب خبرات بعض المثليين جنسياً من المدرسين، هو الحديث عن موضوع المثلية الجنسية داخل الصف مع التلاميذ. فالمناهج التعليمية لا تذكر أي شيء عن هذا الموضوع. ويطالب لوتز بتغيير المناهج التعليمية، ذلك أن منهج الأحياء لا يتطرق أبداً لمسألة المثلية الجنسية، وكأن العلاقة الجنسية الطبيعية بين الرجل والمرأة هي الأساس فقط، حسب زعمه.
كما يطالب مدرس الكيمياء والأحياء بتوعية المدرسين أنفسهم بأن المثلية الجنسية مسألة طبيعية، مضيفاً أن الضغط الأكبر ربما يسلط على التلاميذ المثليين جنسياً، لا على المدرسين. فحتى الآن يعبر المدرسون فقط عن ميولهم الجنسية المثلية أمام التلاميذ وليس العكس.