العاصمة المغربية تستضيف جولة جديدة من الحوار الليبي
٣ يونيو ٢٠٢١أعلنت وزارة الخارجية المغربية استئناف المحادثات الليبية حول التعيين في مناصب سيادية يوم غد الجمعة في العاصمة الرباط، استكمالا لجلسات التفاوض التي استضافتها المملكة وشارك فيها ممثلون عن طرفي النزاع في ليبيا.
ووصل رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (غرب) خالد المشري ورئيس البرلمان الليبي في طبرق (شرق) اليوم الخميس (الثالث من يونيو/ حزيران 2021) إلى المغرب للمشاركة في المحادثات التي لم تحدد آليتها بعد.
وتشمل المناصب السيادية مادة للمحادثات، وتشمل حاكم المصرف المركزي، المدعي العام ورؤساء هيئة الرقابة الإدارية، والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والمفوضية العليا للانتخابات والمحكمة العليا.
كما نقلت مواقع مغربية إلكترونية عن عمر أبو شاح عضو المجلس الأعلى، أن اللقاء سيبحث إلى جانب المناصب السيادية "القاعدة الدستورية للانتخابات" المزمع إجراؤها في الـ 24 من ديسمبر/ كانون الأول، وسط خلافات بين فريق يدعو إلى تأجيل المشروع الدستوري إلى ما بعد الانتخابات، وفريق آخر بقيادة المجلس الأعلى للدولة يرى ضرورة لإجراء استفتاء على تعديل دستوري قبيل الانتخابات التشريعية لتجنب مرحلة انتقالية جديدة.
وسبق أن احتضن المغرب خمس جولات من الحوار الليبي بين وفدي المجلس الأعلى للدولة ومجلس نواب. وفُتح في كانون الثاني/يناير باب الترشّح للمناصب السيادية التي لطالما انقسمت بشأنها السلطتان المتنافستان.
مؤتمر برلين 2
وتأتي الجولة الجديدة من المباحثات الليبية -الليبية، بعد ثلاثة أيام من إعلان الخارجية الألمانية على تنظيم مؤتمر برلين 2 حول السلام في ليبيا. وذلك في يومي الـ23 والـ24 من الشهر الجاري برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة الحكومة الانتقالية التي تشكّلت مطلع العام.
ويهدف المؤتمر إلى دعم العملية الانتقالية في ليبيا، وخصوصا التحضيرات للانتخابات التشريعية القادمة وانسحاب كل القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، وفق ما نصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت نجوى وهاب، المتحدثة باسم رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي أمس الأربعاء، عن تلقي المجلس الرئاسي لدعوة ألمانيا للمشاركة في المؤتمر. وفي ذات السياق كشفت مواقع مغربية الأربعاء أن المغرب تلقى دعوة مماثلة في برلين، لم يتم "رسميا الحسم فيها"، حسب هذه المواقع.
كما أنه لم يصدر أي تعليق رسمي في ألمانيا حول هذه الدعوة حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
استئناف الرحلات
ومنذ الإطاحة بنظام العقيد معمّر القذافي في العام 2011 غرقت ليبيا في فوضى عارمة فاقمها في السنوات الأخيرة وجود سلطتين متنازعتين في شرق البلاد وغربها.
لكن اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في تشرين الأول/أكتوبر الماضي وتشكيل حكومة موحدة يرأسها عبد الحميد الدبيبة، عززت الآمال في العودة إلى حلٍّ سياسي. وكانت الحكومة الجديدة ثمرة لعملية سياسية برعاية الأمم المتحدة، انتهت بمصادقة البرلمان على الحكومة الجديدة في آذار/مارس. وأصبحت مهمتها الأساسية مواصلة الجهود الرامية لإخراج البلاد من الأزمة عبر إجراء انتخابات عامة.
ومن مظاهر حالة التعافي السياسي، استئناف الرحلات الجوية أولا بين مدن بنغازي وطرابلس ومصراتة، والتي بقيت متوقفة لسنوات بسبب التصعيد العسكري بين شرق وغرب ليبيا. ليكتمل الأمر أمس الأربعاء باستئناف الرحلات الجوية بين مدينتي طرابلس (غرب) حيث مقر السلطة السياسية الجديدة، وطبرق (شرق) حيث المقر المؤقت لمجلس النواب بعد انقطاع لسنوات.
ومن المقرر تسيير رحلتين أسبوعياً، حسبما أعلنت سلطات المطار المحلية، التي رحبت بهذا الاستئناف بعد "انقطاع طويل". فيما لا تزال المناقشات جارية لإعادة فتح الطريق البري الذي يربط الغرب بالشرق عبر مصراتة - سرت والجفرة.
و.ب/أ.ح (أ ف ب، رويترز)