الشباب والكنيسة وتحديات عصر الإنترنت
١٦ أغسطس ٢٠١١في اليوم العالمي للشباب الكاثوليك الذي سيقام في الفترة 16 و21 من آب/ أغسطس 2011، سيلتقي البابا بينديكت السادس عشر مع جيل كامل من الشباب، الذي أصبح استخدام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياته اليومية. واستعداداً لهذه الفعالية، بدأت المنظمات المسيحية والأبرشيات في وقت مبكر، بمخاطبة الشباب باللغة التي يفهمونها من خلال المدونات والمواقع التابعة للأبرشيات المختلفة وغيرها من المنظمات الكاثوليكية. كما أن بعض قنوات تلفزيونية وإذاعية تبث عبر الإنترنت بدأت بتسليط الضوء على الحدث.
وبهذا أصبح متاحاً لمعتنقي الكاثوليكية من الشباب أن يحصلوا على كل المعلومات بسهولة ويسر. ومن هؤلاء جوزيف رويمل وريغينا فري من مدينة ميونيخ الألمانية. ويدرس جوزيف علم الاجتماع، بينما تدرس ريغينا علم اللاهوت. ولا يتخيل الاثنان أن تسير الأمور على ما يرام بدون الإنترنت، سواء في مجال الدراسة أو بالنسبة للحياة الشخصية. ويمضي جوزيف من ساعتين إلى ثلاثة يومياً على الإنترنت، وفي فترة العطلة يمتد ذلك إلى أربع أو خمس ساعات.
الكنيسة والويب 2.0
ويمثل الدين والجانب الروحي أمراً هاماً حتى بالنسبة لجيل الإنترنت. وتزخر الشبكة العنكبوتية بالكثير من المواقع المتعلقة بهذا الجانب، من منتديات وشبكات اجتماعية ومواقع إخبارية، ومواقع المعلومات المعروفة بـ"ويكي" والتي يمكن لأي مستخدم أن يشارك فيها، حالها كحال المدونات، التي تعتبر بمثابة مذكرات يومية على الشبكة.
ويمارس شتيفان ليستنغ كتابة مثل هذه المذكرات اليومية، وينحدر المدون الكاثوليكي من مدينة راينه في ولاية شمال الراين وفيستفاليا ويكتب تدويناته على موقع (فرشفشن.دي). ويرى ليستنغ أن "الكنيسة والإنترنت مرتبطان بشكل كبير، لأن الإنترنت يعد جزءا طبيعياً من أجزاء الحياة." ويرى المدون الشاب بأن أفضل شيء في الإنترنت هو أنه يتيح المشاركة الجماعية، والتفكير الجماعي.
ويتبادل الشباب الكاثوليك تجاربهم ومعلوماتهم حول الدين والرب والأخلاق من جهة، وحول أمور تنظيمية متعلقة بحدثهم المنتظر (اليوم العالمي للشباب الكاثوليك)، مثل بطاقات رخيصة للهاتف المحمول في إسبانيا. ومن لن تتاح له الفرصة للحضور الشخصي إلى إسبانيا، فأمامه فرصة المشاركة المباشرة عبر شبكة فيسبوك.
لكن شتيفان ليستنغ يرغب في المشاركة الشخصية، لأنه مقتنع بأن بعض الأمور يجب متابعتها في عين المكان، مثل القداس النهائي. "فعندما يتم فيه إخراج الشموع، تنتاب المرء قشعريرة لايمكن وصفها"، ويضيف المدون بحماس قائلاً: "مثل ذلك لا يمكن أن تعيشه عن طريق الإنترنت."
آراء مهمة
وتتميز المجموعات الشابة من قبيل "الشباب الكاثوليك" و"شباب كلوبينغ" و"الكشافة الكاثوليك"، بأنها جميعاً إما تملك موقعاً خاصاً على الإنترنت أو بأن لها حساب خاص على الشبكات الاجتماعية. وأكثر المجموعات نشاطاً على الشبكة هي تلك التي تركز على التبشير بجماعات روحية جديدة. فعلى سبيل المثال تمكنت إحدى الجماعات الجديدة وتدعى "شباب 2000" من حجز الدومين الخاص بالحدث (فيلتيوغندتاغ.دي) لتسبق بذلك جهات أعرق وأقدم منها، وحتى جهات رسمية كمجمع القساوسة الألماني، على سبيل المثال.
ويبرز من أوساط مجموعة "شباب 2000" الشاب غيورغ فيسلماير، الذي يقيم بالقرب من مدينة ريغينسبيرغ الألمانية. ويتولى فيلسماير مهمة تصميم الموقع، ويرى أن "القدماء قبل 2000 عام كانوا سيكونون أيضا سعداء، لو كان لديهم إنترنت، لأن عملية التواصل مع الشباب أصبحت أسهل."
الكنيسة مطالبة بالمشاركة
ويعتبر الإنترنت مسرحاً لعرض الرؤى الدينية، ويحاول الجميع استغلال ذلك لإبراز رسالته. وحتى الفاتيكان بدأ يهتم أكثر بهذا الأمر، فقبل فترة بادر الكرسي الرسولي بدعوة مدونين من كافة أنحاء العالم إلى روما، وقام بعقد أول مؤتمر للمدونين الكاثوليك. "لقد لاحظ الفاتيكان بأن للمدونين تأثير كبير"، كما يتوقع شتيفان ليستنغ، وبالتالي "فإن ما يكتبونه، يتمتع بثقل كبير".
ويجمع مستخدمو العالم الافتراضي على أن الكنيسة مضطرة على تجاوز توجسها من الإنترنت، وستجد نفسها بعد فترة أمام خيارين، إما المشاركة الكاملة في الدعوة عبر الإنترنت، وإما خسارة الكثيرين من الجيل الشاب.
فلاح الياس/ فريدريكه فييده
مراجعة: عماد غانم