كنائس أوروبية تشن هجوما مضادا ل"حملة إساءة" تستهدف بابا الفاتيكان
٢٦ مارس ٢٠١٠انتقدت هيئات كنسية في ايطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا اليوم الجمعة (26 مارس/آذار) ما وصفته ب"حملة إعلامية للإساءة الى سمعة" بابا الفاتيكان بينيدوكتس السادس عشر وذلك ردا على اتهامات له ب"التستر" على فضائح تتعلق بإعتداءات جنسية ضد أطفال في الولايات المتحدة الأميركية من قبل القس الأميركي لورنس ميرفي بالإضافة الى قضايا أخرى في بلدان أوروبية ضمنها ألمانيا.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد أوردت في عددها ليوم أمس ان الكاردينال رايتسينغر عندما كان عضوا في مجمع عقيدة الإيمان في الفاتيكان في التسعينات(أي قبل أن يصبح بابا الفاتيكان) "يكون قد امتنع عن إطلاق ملاحقات بحق قس أميركي يشتبه في إرتكابه إعتداءات جنسية على حوالي 200 طفل اصم في ويسكونس شمال الولايات المتحدة خلال الفترة ما بين 1950 و1974. كما طالت الاتهامات رايتسينغر في موطنه ألمانيا عندما كان أسقفا في بداية الثمانينات حيث اتهم عالم الدين السويسري الألماني هانز كونغ بإنه تكتم قبل توليه منصب بابا الفاتيكان على معلومات هامة بشأن اعتداء رجال الكنيسة جنسيا على الأطفال.
هجوم مضاد من الكنيسة
شنت هيئات كنسية في عدد من الدول الأوروبية حملة مضادة لما تصفه ب"حملة إساءة لبابا الفاتيكان" في إشارة لموجة من الفضائح حول اعتداءات جنسية ارتكبها رجال دين كاثوليك وبرتستانت بحق اطفال في عدد من الدول ومن بينها ايرلندا والنمسا وهولندا وسويسرا وألمانيا، ولمحت وسائل إعلام الى ان هذه الفضائح تقترت من البابا نفسه متهمة إياه ب"التستر". وفي ردها قالت صحيفة الفاتيكان في عددها اليوم الجمعة ان "تلك الإتهامات تشكل هجوما وضيعا على البابا" ونفت ان يكون هنالك تستر. وكان المتحدث الرسمي بإسم الفاتيكان فريدريكو لومباردي قد أكد ان قضية القس لورنس ميرفي وصلت الى الفاتيكان بعد مرور أكثر من عقدين على كشف هذه المعلومات للكنيسة والشرطة.
وفي السياق نفسه أعلن أساقفة فرنسا أنهم "يشعرون بالعار والأسف حيال الأعمال الشائنة التي ارتكبها بعض الكهنة ورجال الدين" وأكد أساقفة فرنسا في رسالة وجهوها الى بابا الفاتيكان في ختام مؤتمرهم العام في لورد(جنوب فرنسا) "دعمهم للبابا بينديكتوس السادس عشر" ولاظوا ان" هذه الافعال غير المقبولة تستخدم في حملة للتهجم على شخصكم ورسالتكم في خدمة الجسم الكهنوتي. نتألم جميعا لهذه التصرفات الشائنة .. ونجدد لكم التعبير عن تضامننا ودعمنا".ومن جهته أعرب رئيس أساقفة انجلترا وويلز فينسن نيكولس عن دعمه لبابا الفاتيكان وقال نيكولس في مقال له نشرته صحيفة "ذي تايمز" البريطانية في عددها اليوم الجمعة ان الكاردينال راتزينغر لم يكن إبان ذاك "مجرد مراقب سلبي" لقضية الإعتداءات الجنسية على الأطفال بل اتخذ تدابير لحمايتهم من خلال إدخاله تغييرات على قانون الكنيسة لحماية الأطفال.
بابا الفاتيكان في مرمى الإتهامات
وتتعرض الكنيسة الكاثوليكية والانجيلية في الآونة الأخيرة الى موجة من الاتهامات ورغم إعراب الفاتيكان عن "أسفه للضحايا" فإن تفاعلات هذه القضية لم تتوقف بل طالت بابا الفاتيكان نفسه، وجاءت أحدث فصولها من صحيفة "نيويورك تايمز". فقد ذكرت الصحيفة في تقريرلها امس الخميس معتمدة على مستندات لمحامين مثلوا أصحاب دعوات ضد أسقفية مدينة ميلواكي بولاية ويسكنسن والتي يتهم فيها المحامون القس الأميركي لورينس مورفي الذي توفي عام 1998 والذي عمل في الفترة من عام 1950- 1974 في مدرسة شهيرة للتلاميذ الصم بالاعتداء جنسيا على الأطفال.
وكان عالم الدين السويسري الألماني هانز كونغ قد وجه بدوره في الفترة الأخيرة اتهامات شديدة ضد البابا بنديكتوس السادس عشر قائلا إنه تكتم قبل توليه منصب بابا الفاتيكان على معلومات هامة بشأن اعتداء رجال الكنيسة جنسيا على الأطفال وأنه تعرض أثناء عمله السابق في أبرشية ميونيخ للضغوط بسبب إحدى حالات الاعتداء الجنسي على أطفال.
وكانت هذه الأبرشية قد أكدت الأسبوع الماضي أن كبير الأساقفة راتستنجر، قد وافق على نقل قس متهم بالميول الجنسية الشاذة تجاه الأطفال عام 1980 من مدينة ايسن إلى مدينة ميونيخ حيث كلف بعمل يستوجب الاحتكاك بالأطفال ثم أدين هذا القس بعد ثمان سنوات في قضية تعدي جنسي على أحداث.
(م.س/ د.ب.أ/ أ.ف.ب/ وكالة الأنباء الكاثوليكية(ك.ان.أ)
مراجعة: حسن زنيند