1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشباب العربي: كيف يثبت نفسه على الساحة السياسية؟

١٤ أبريل ٢٠١١

اختلفت آراء الشباب حول أهمية الاستفادة من تجربة العالم الغربي المتعلقة بتشكيل الأحزاب السياسة وطريقة تعاملها مع بعضها. فبينما يرى البعض أنها ضرورة لضمان نجاح عمل الأحزاب في المستقبل، يرفض آخرون التطبع بالفكر الغربي.

https://p.dw.com/p/10rOK
الشباب التونسي يطمح إلى دور فاعل في الحياة السياسةصورة من: Khedhir / DW

على مدار 7 أيام أمضت مجموعة من الشباب التونسي جولة مميزة جمعت بين المتعة والإفادة في بعض المدن الألمانية كبرلين وميونخ وريغنسبورغ. وجاءت هذه الرحلة بدعوة من مؤسسة "فريدريش ايبرت" الألمانية غير الحكومية والمقربة من الحزب الديمقراطي الاشتراكي.

"دعم الديمقراطية والسلام" هو أهم ما تهدف إليه هذه المؤسسة، إضافة إلى دعم الشباب الأكاديمين المتميزين والقادمين من طبقات فقيرة من أجل متابعة دراستهم، وذلك من خلال تقديم العديد من المنح الدراسية داخل ألمانيا وخارجها.

"النظام الديمقراطي وكيف يتم تأسيس الأحزاب" كان الهدف من دعوة الشباب التونسي إلى ألمانيا، كما يؤكد رولاند شميدت مدير مؤسسة "فريدريش ايبرت" في حديثه مع دويتشه فيله، ويضيف "قد يفتقد الشباب العربي بعض الخبرات المتعلقة بتشكيل الأحزاب السياسية في ظل الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة، وأتمنى أن تكون هذه اللقاءات بمثابة حجر أساس لهم يساعدهم على تحقيق أهدافهم المستقبلية وتطلعاتهم."

نجاح أي حزب مرهون بصلاحية النظام

Ralf Melzer Leiter der Friedrich Ebert Stiftüng in Tunis
رالف مليتزر مدير مؤسسة فريدريش ايبرت في تونسصورة من: Privat

وهو ما يأمله الشاب التونسي سامي رزق الله، فهو ينتمي إلى حزب التكتل الديمقراطي التونسي الحر، وهو أحد الأحزاب التي حرمت من ممارسة نشاطاتها وتحقيق أهدافها أثناء فترة حكم الديكتاتور بن علي. ويؤكد سامي في حديثه مع دويتشه فيله على أن مشاركته في هذه الرحلة قد أغنت معلوماته وتجاربه " كالشروط التي لابد من توفرها لنجاح أي حزب، والطرق المناسبة لإثبات أنفسنا على الساحة السياسة".

ويتذكر سامي الأوقات الممتعة والمفيدة التي أمضاها في ألمانيا، مشيرا إلى أن أكثر ما أثار إعجابه هو الاهتمام الذي توليه الأحزاب الألمانية إلى جيل الشباب "تعرفنا على أعضاء في المنظمة الشبابية التابعة للحزب الديمقراطي الاشتراكي، وأعجبت بأفكارهم التي تنم عن وعيهم السياسي العميق"

ويمكن مقارنة وضع الشباب التونسي في مسرح الحياة السياسة وضعف خبرته في إنشاء أحزاب خاصة به، بوضع الشباب المصري، حسبما أكدت الشابة المصرية إيناس التي تدرس العلوم السياسة في ألمانيا. فهي ترى أن جميع الأحزاب التي كانت موجودة قبل الثورة هي أحزاب تواقة إلى تحقيق أحلام الشباب المتمثلة بالعدالة والديمقراطية، إلا أنها لم تكن فعّالة، وتستطرد قائلة " أما أحزاب ما بعد الثورة فعنصرها الأساسي الشباب، لكن الشباب ما يزال بحاجة إلى وقت طويل، كي يتمكن من تكوين رؤيته السياسية والفكرية بشكل سليم".

"لانريد أفكارا منسوخة عن الفكر الغربي"

Friedrich Ebert Stiftung Konferenz in Tunis
منظمة فريدريش إيبرت خلال أحد نشاطاتها في تونسصورة من: Moncef Slimi

أما الشاب اليمني صلاح فيرى الأمر بطريقة مختلفة، فبالنسبة إليه لا يتعلق نجاح أي حزب بخبرة أعضائه في العمل السياسي فحسب، بل هو مرهون بإصلاح الأنظمة الفاسدة "لابد من تغير الأنظمة والاستفادة من خبرة الدول الغربية في إنشاء الأحزاب لنضمن نجاح عمل أي حزب".

وهو ما يراه أيضاً الشاب التونسي سامي، فسامي يؤكد أن الشعب التونسي لم يعش الحرية منذ زمن بعيد، وتونس تشهد حاليا نشوء أعداد كبيرة من الأحزاب، الأمر الذي قد يتسبب في خلق الكثير من المشاكل فيما بينهم، وهو يرى أن الاستفادة من الخبرة التي مرت بها ألمانيا سيكون له تأثير ايجابي على مستقبل بلاده "عاشت ألمانيا الشرقية عندما كانت ألمانيا مقسمة في ظل أوضاع شبيهة بما نعيشه في تونس حاليا، فهي كانت تخضع لحكم الحزب الواحد، وبعد إعادة الوحدة الألمانية دخلت التجربة الديمقراطية. وقد حاولنا خلال هذه الرحلة أن نتعلم من خبرة الأحزاب الألمانية في طريقة تشكيلها وتعاملها مع بعضها البعض".

أما الشابة المصرية إيناس فتخالف سامي وصلاح رأيهما، وتؤكد أن الشباب المصري منفتح على العالم، ويعرف تماما مبادئ وأفكار أغلب الأحزاب الأوروبية، إلا أنه "يريد أن تكون أفكاره نابعة من صميم الواقع المصري وألا تكون منسوخة عن الفكر الغربي".

دالين صلاحية

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد