Bush/ Nahost-Mission
١٥ مايو ٢٠٠٨في إطار زيارته إلى إسرائيل، التي تستمر يومين، أجرى الرئيس الأمريكي جورج بوش اليوم الأربعاء 14 مايو/آيار، محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. ومن بين القضايا التي تناولها اللقاء - حسب وسائل إعلام إسرائيلية- موضوع إيران والشراكة الإستراتيجية بين البلدين. وشارك في هذا اللقاء كل من وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليسا رايس ونظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس قيادة الأركان غابي أشكينازي.
من ناحية أخرى، شدد بوش أثناء لقائه مع نظيره الإسرائيلي شيمون بيريز على تحالف الولايات المتحدة الدائم مع إسرائيل في مواجهة الإرهاب والتسلط، مبدياً تصميمه على مواصلة الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
لكن أغلبية الخبراء في شؤون الشرق الأوسط تجد في زيارة بوش إلى المنطقة تحركاً رمزياً. وفي هذا الإطار، أكد خبير شؤون الشرق الأوسط الألماني شتيفان فوبل من فرع مؤسسة برتلسمان الألمانية في تل أبيب في حديث لدويتشه فيله أن الزعماء السياسيين الثلاثة بوش وأولمرت وعباس غير قادرين في الوقت الراهن على تغيير شيء، لأنه ينقصهم التأييد داخل معسكراتهم.
روح أنابوليس ضعفت مع مرور الزمن
واعتبر شتيفان فوبل في السياق نفسه أن مسار المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية تعقد منذ مؤتمر أنابوليس بولاية ماريلاند الأمريكية في نوفمبر / تشرين الثاني، موضحا أن الرئيس الأمريكي بوش لن يحقق أي تقدم يذكر في الأشهر الأخيرة من فترة رئاسته، ليصبح السؤال المطروح منذ الآن من سيصبح الرئيس الأمريكي الجديد؟ ". وتجدر الإشارة إلى أن التحدي الآخر أمام الأمريكيين في المنطقة هو ملف العراق، لأنهم يريدون التوصل إلى حل، يخلصهم من متاعب الحرب المستمرة هناك منذ سنوات.
من ناحية أخرى، أشار الخبير الألماني فوبل إلى أن الإدارة الأمريكية عليها أن تجابه الدور الإيراني المتنامي في المنطقة لبلوغ هذا الهدف، وقال في هذا السياق: "يجب على الأمريكيين معالجة بؤر توتر مختلفة في آن واحد، مما يعني التعامل في الوقت نفسه مع سوريا وإيران وميليشيا حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة " .
وفيما يخص التعاطي مع الملف السوري، استبعد فوبل إزاحة دمشق عن المحور الإيراني كليا حتى في حال التوصل إلى صيغة تفاهم بين السوريين وإسرائيل، غير أنه رجح أن يساهم ذلك على الأقل في إضعاف تأثير إيران على سوريا وميليشيا حزب الله في لبنان وداخل قطاع غزة.
شكوك تخيم على مصير مفاوضات السلام
وفي الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت تهمة التورط في قضية فساد قد تجبره على التنحي، فإن البعض لا يستبعد تنظيم انتخابات جديدة في إسرائيل. لكن شتيفان فوبل من فرع مؤسسة برتلسمان الألمانية في تل أبيب يثير فرضية أن تكمل وزيرة الخارجية الحالية، تسيبي ليفني مسيرة المفاوضات مع الفلسطينيين، وإن كانت التساؤلات تحيط بمدى قدرة الائتلاف الحكومي بزعامة ليفني على الاستمرار. وفي حال التوجه إلى صناديق الاقتراع، فإن زعيم حزب الليكود اليميني بنيامين نتانياهو يملك فرصا حقيقية لإعادة انتخابه كرئيس وزراء، حسب توقعات الخبير الألماني فوبل.