US- Präsident in Nahost
١٣ مايو ٢٠٠٨تتجه كل الأنظار إلى الجولة التي يبدؤها الرئيس الأمريكي جورج بوش الأربعاء 14 مايو/آيار في الشرق الأوسط، بزيارة إسرائيل للمشاركة في احتفالات الذكرى الستين لقيام الدولة العبرية. وتمثل تصريحات بوش عشية هذه الجولة، التي تستمر خمسة أيام، خير مؤشر على ضعف فرص تحقيق أي تقدم على المسار الإسرائيلي الفلسطيني، إذ أوضح بوش لإحدى الصحف الإسرائيلية اليوم الثلاثاء أنه " لا يحمل مطالب بل تشجيع للطرفين"، مؤكداً أن " الرؤية بإقامة دولة فلسطينية هي رؤية قوية وهامة للغاية بالنسبة لوجود إسرائيل " وأن " هناك فرصة للتوصل إلى تقدم ما". لكن الكثير من المراقبين الدوليين لا يشاركون بوش تفاؤله، ويقيمون الوضع السياسي على أرض الواقع في المنطقة بأنه جد مأساوي.
ولن يزور الرئيس الأمريكي المناطق الفلسطينية، كما أنه لا يعتزم عقد اجتماع مشترك بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، نظراً لأن الهوة في مواقف الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ما تزال جد واسعة. ورغم اتفاق الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، خلال مؤتمر أنابوليس بولاية ماريلاند الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني، على العمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، بما يشمل الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية قبل نهاية عام 2008 ، إلا أن المعطيات السياسية تقوي معسكر المشككين في جهود بوش لإحلال السلام بالمنطقة. ويعتبر هؤلاء أن جهود بوش قد جاءت متأخرة، بعد أعوام من إهمال هذا الملف الساخن.
تعثر أمريكي على المسار اللبناني
ومن جهته، أبدى هايكو فيمين، مدير برامج الشرق الأوسط في فرع بيروت من مؤسسة هاينريش بول الألمانية، المقربة من حزب الخضر الألماني، تشاؤما تجاه مستقبل لبنان وقال في حديث لإذاعة دويتشه فيله إنه " لا يرى وسيلة سحرية ولا حلا مشتركا في الأفق " معتبرا في الوقت نفسه أن المبادرة العربية يمكن أن تطرح مقترحات حلول وسط فقط "لأن المواقف السياسية داخل لبنان جد متباينة ومتصلبة" على حد قوله. وفيما يخص التخوف من سقوط لبنان وسط تجاذب مصالح القوى الخارجية، قال الخبير الألماني هايكو فيمين إن المشهد اللبناني يتحكم فيه " معسكران سياسيان يحملان مشاريع سياسية مختلفة. أحدهما يريد المواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة والآخر يرفض هذا التوجه ويستند إلى الغرب ودول عربية معتدلة، وقلما يوجد أي حل وسط بين الطرفين، اللذين يتلقيان الدعم من الخارج".
وخلص الخبير الألماني إلى أن هذا لا يعني أن القوى الخارجية هي التي تملك السيطرة في لبنان، حيث تختلف التصورات بشأن السياسة الخارجية للبلاد في الأوساط السياسية اللبنانية.
بوش والتساؤلات حول مصير مفاوضات السلام
من ناحية أخرى، جدد الرئيس الأمريكي جورج بوش دعمه لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، موضحا أن التحقيق الذي يخضع له في اتهامه بتلقي رشاوى من رجل أعمال أمريكي، لن يعيق محادثات السلام. الجدير بالذكر أن هناك مخاوف من أن تؤدي تلك التحقيقات إلى استقالة أولمرت وإجراء انتخابات إسرائيلية جديدة، مما قد يعلق جهود السلام، التي استؤنفت في مؤتمر أنابوليس . غير أن الرئيس بوش شدد على أن ما أعلن في أنابوليس " ليس خطة أولمرت، بل هي خطة الحكومة " باعتبار أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني تقود تلك المفاوضات التي يشارك فيها وزير الدفاع إيهود باراك .