الدراسة في ألمانيا بالنسبة للطلاب العرب
١٨ مارس ٢٠١١"تتمتع ألمانيا بسمعة جيدة في مجال البيولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية والاختصاصات العلمية المشابهة، وهذا ما شجعني على لقدوم إليها من أجل التعلم من الخبرات الموجودة في هذا المجال". هذه هي العوامل التي دفعت بالطالب المصري محمد مختار إلى القدوم إلى ألمانيا من أجل إتمام دراسته والحصول على شهادة الدكتوراه. محمد مختار، البالغ من العمر تسعة وعشرين عاما، درس الصيدلة في جامعة القاهرة قبل أن يحصل على منحة من الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي ويلتحق بجامعة برلين الحرة. من خلال تجربته أدرك أن هناك فوارق كبيرة في طرق التعليم بين ألمانيا ومصر.
"الدراسة في ألمانيا متخصصة أكثر"
فحسب وصفه تبقى "الدراسة في مصر أعم إلى حد ما. إذ نجد باحثين كثيرين يدرسون تخصصات عامة. في حين يتم التركيز في ألمانيا على فيروس واحد مثلا. حيث يمكن أن يجد المرء معهدا كاملا يتخصص في دراسة فيروس واحد فقط."، كما يقول.
ويبقى محمد مختار واحدا من الطلاب المصريين العديدين الذين يستفيدون من منح هيئة التبادل الأكاديمي. فالطالبة نرمين عزام قدمت هي الأخرى قبل سنة إلى العاصمة الألمانية لتلتحق بجامعة الفنون هناك. وكما تروي الطالبة الشابة فإن عملية القبول في برامج منح الهيئة صعبة للغاية. لكنها تضيف أنه في حال القبول، فلإن الهيئة تتكلف بإعداد كل التدابير الضرورية من أجل السفر أو السكن أو الحصول على تأشيرة الفيزا إلى ألمانيا، بالإضافة إلى دروس اللغة الألمانية. وهنا تكمن الصعوبة الكبرى كما توضح نرمين.
عائق اللغة
فاللغة تبقى حاجزا خاصة في مراحل الإقامة الأولى، حسب قولها. نرمين تأخذ دروسا للغة الألمانية ورغم ذلك يتملكها الشعور أنها لم تتعلم الكثير. "طبعا يمكنني قضاء أغراضي اليومية أو الشراء في السوبر ماركت دون مشاكل. لكن أثناء المحاضرات ينتابني الشعور أني لم أفهم كل شيء. في الوقت ذاته لا أطرح أسئلة لخوفي أن يكون الموضوع قد تم التطرق إليه."
مشكلة اللغة لم يسلم منها محمد مختار هو الآخر والذي يعتبرها عائقا للدراسة أيضا لكونه يحتاج لأن يعمل على أجهزة المختبر باللغة الألمانية، كما يقول. ويضيف: "أنا لم أدرس اللغة المتخصصة في المجال الذي أبحث فيه وهو مجال الفيروسات. فأنا لا أعرف المصطلحات الطبية الخاصة باللغة الألمانية"
دروس لغة مثل هذه لا تمنحها الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي. لذا يضطر أغلب الطلاب إلى تعلم المصطلحات العلمية الألمانية بأنفسهم أو الاستعانة بالزملاء الألمان الذين لا يترددون عادة في تقديم المساعدة كما يقول محمد مختار. وهو ينصح الطلاب العرب بعدم فقدان الأمل في تعلم هذه اللغة الصعبة. فحسب قوله تتميز الدراسة في ألمانيا بالعمل الكثير، فهنا "لا مكان للمرح مثلا. صحيح أن الألمان يرحبون بالشخص بسعة صدر، لكنهم لا يسمحون أن لا يعمل المرء بجدية."
الكاتب: خالد الكوطيط
مراجعة: عبد الرحمن عثمان