منافسة شديدة بين جامعات الولايات الشرقية والغربية في ألمانيا
٢٦ فبراير ٢٠١١ريم عبد اللـه طالبة من أصل عراقي أتت مع عائلتها إلى ألمانيا قبل عشر سنوات. أول محطة لها كانت مدينة دريسدن الواقعة في ولاية ساكسونيا الشرقية. وبدأت ريم دراستها في مدينة بايرويت، الواقعة في ولاية بفاريا جنوب ألمانيا، لكنها ما فتئت أن انتقلت ثانية إلى شرق ألمانيا لدراسة الترجمة الفورية في جامعة لايبزغ.
حملات دعائية ضخمة
وتبرر الطالبة ريم قرارها بالعودة إلى شرق ألمانيا بحبها لمدن هذه المنطقة، والتي تتميز بعراقتها. كما أنها قدمت إلى مدينة لايبزغ من أجل الدراسة، "لكون معهد الدراسات الإستشراقية هناك له تاريخ طويل لا يماثله معهد آخر في ألمانيا. ولكون جامعة لايبزغ هي الجامعة الوحيدة التي يمكن للمرء فيها دراسة الترجمة الفورية من العربية إلى الألمانية."
لكن ريم تبقى واحدة من عدد قليل من الطلاب، الذين انتقلوا من غرب ألمانيا إلى شرقها. وذلك رغم الحملات الدعائية الضخمة، التي تقوم بها جامعات الولايات الشرقية من أجل استقطاب الطلاب، والتي لم تنجح حتى الآن في التقليص من التفاوت الكبير في عدد الطلاب بين غربي ألمانيا وشرقها، كما يقول البروفسور فولفغانغ فاخ، نائب رئيس جامعة لايبزغ في حديثه ل دويتشه فيله. وهو يرجع هذا التباين إلى عدد من العوامل، أهمها تراجع النمو الديموغرافي في الولايات الشرقية والهجرة المكثفة من الشرق نحو الغرب خاصة بعد إعادة توحيد شطري ألمانيا عام 1990.
ففي بعض "الولايات الغربية، كولاية شمال الراين وستفاليا مثلا، هناك فائض في عدد الطلاب. في حين يؤدي التحول الديموغرافي في الولايات الشرقية إلى فقدان أكثر من خمسة عشر بالمائة من الطلاب، لذا نحاول الآن تعويض هذا النقص في الطلاب من خلال جلب طلاب من الولايات الغربية. وهذه المهمة ليست بالسهلة تماما"، كما يوضح البروفيسور فولفغانغ فاخ.
"منافسة غير صحية"
المنافسة بين جامعات شرق ألمانيا وغربها لا تقتصر فقط على عدد الطلاب وإنما تمتد أيضا إلى جودة التعليم والبحث العلمي، حسب قول البروفيسور فاخ الذي يعتبر هذه "المنافسة مصطنعة ومقحمة من طرف الدولة كما أنها غير صحية، لأنها فرضت بسرعة على الجامعات، خاصة بالنسبة لتلك الواقعة في الولايات الشرقية لألمانيا، والتي كانت في حالة سيئة للغاية لدى انطلاق هذه المنافسة، مقارنة بالجامعات الواقعة في الولايات الغربية." لذا لم يكن في استطاعة الجامعات الشرقية الصمود أمام هذه المنافسة" حسب قوله. وكانت الأوضاع في جامعات الولايات الغربية أفضل، لأن الجامعات الشرقية كانت تحتاج إلى وقت أطول للتأقلم مع النظام التعليمي السائد في ألمانيا الغربية بعد إعادة الوحدة قبل عشرين عاما.
أما المنافسة على الطلاب فلا تقتصر على الطلاب الألمان فقط. فحسب البروفيسور فولفغانغ فاخ تحاول جامعة لايبزغ "جلب أكبر قدر ممكن من الطلاب الأجانب، من خلال مشاركتنا المكثفة في برامج الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي. يمكن أن أقول إننا نحقق نجاحا في هذا المجال." لكن تبقى مشكلة الجامعات الشرقية هي أن العديد من الطلاب الأجانب يأتون من أوروبا الشرقية أو فيتنام، أو باقي المناطق الأخرى التي كانت تتمتع بعلاقة جيدة مع ألمانيا الشرقية سابقا، في حين يبقى عدد الطلاب القادمين من دول العالم الأخرى، كالمنطقة العربية، ضئيل للغاية، كما يقول البروفيسور فولفغانغ فاخ.
خالد الكوطيط
مراجعة: منى صالح