البرلمان العراقي يفشل في انتخاب رئيس له
١ يوليو ٢٠١٤فشل البرلمان العراقي في جلسته الأولى اليوم الثلاثاء (01 تموز / يوليو) في انتخاب رئيس له، وسط فوضى دستورية عارمة وتراشق كلامي حاد، في وقت تقاتل البلاد لوقف زحف مسلحين جهاديين باتوا يحتلون اجزاء واسعة منها. ورغم أن مسالة تشكيل حكومة جديدة وإمكانية بقاء نوري المالكي على رأسها لولاية ثالثة بدت في الأسابيع الماضية وكأنها اكبر تحديات البرلمان الجديد، إلا أن فشل الالتزام بالدستور اليوم والتفسيرات المتناقضة له اظهرت أن الخلاف السياسي أعمق من ذلك.
وينص الدستور العراقي على أن "ينتخب مجلس النواب في أول جلسة له رئيسا، ثم نائبا أول ونائبا ثانيا، بالأغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس, بالانتخاب السري المباشر"، من دون ان يوضح كيفية التعامل مع فشل انتخاب هؤلاء في الجلسة الأولى. ورغم انه ليس مذكورا في الدستور، إلا أن العرف السياسي السائد في العراق ينص على أن يكون رئيس الوزراء شيعيا، ورئيس البرلمان سنيا، ورئيس الجمهورية كرديا.
وقال النائب مهدي الحافظ الذي تراس الجلسة لكونه اكبر الأعضاء سنا بعد تشاوره بشكل علني مع نواب قدموا تفسيرات متناقضة للدستور "تعقد جلسة الأسبوع القادم إذا ما توفرت إمكانية للاتفاق"، مضيفا أن موعد الجلسة المقبلة سيكون الثامن من تموز/يوليو الحالي.
فوضى ومشادة كلامية
وكانت الجلسة التي حضرها المالكي وقياديون آخرون بينهم رئيس "الائتلاف الوطني" إبراهيم الجعفري ورئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي، بدات باداء اليمين الدستورية التي تلاها الحافظ على النواب، ورددها هؤلاء من بعده. ثم تلت النائب الكردية الا طالباني اليمين الدستورية باللغة الكردية ليرددها من بعدها النواب الأكراد في البرلمان.
وقال الحافظ ان 255 نائبا حضروا الجلسة من بين 328 نائبا، معلنا بذلك تحقق النصاب القانوني وبدء عملية اختيار رئيس المجلس النيابي الجديد. وطلبت النائب الكردية نجيبة نجيب التحدث، فدعت رئيس الوزراء الى "فك الحصار" عن اقليم كردستان الشمالي الذي يتمتع بحكم ذاتي عبر دفع المستحقات المالية للاقليم من الموازنة العامة والمجمدة منذ أشهر. وما أن تدخل الحافظ ليبلغ النائب الكردية بأن هذه الجلسة مخصصة لموضوع انتخاب رئيس المجلس ونائبيه فقط، حتى صرخ النائب محمد ناجي المنتمي إلى منظمة "بدر" الشيعية "تريدون أن نفك الحصار عن داعش؟"، في إشارة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية". وذكر مراسل وكالة فرانس برس في القاعة ان نوابا سنة انسحبوا من الجلسة بعد عبارة ناجي.
ثم تدخل النائب كاظم الصيادي المنتمي الى "دولة القانون" بزعامة المالكي ليقول ان رئيس اقليم كردستان "مسعود بارزاني اكبر عميل وخائن. تصدرون النفط الى إسرائيل وتنزلون العلم العراقي. سنسحق رؤوسكم وسنريكم ماذا نفعل بعد انتهاء الأزمة". وأعلن بعدها الحافظ عن استراحة لمدة نصف ساعة.
وعاد الى القاعة بعد انتهاء الاستراحة 175 نائبا، لتعصف بها فوضى عارمة، حيث قال نواب إن النصاب لم يتحقق إذ أن عدد النواب الحاضرين اقل من الثلثين، بينما قال نواب آخرون إن النصاب متوفر لان الجلسة بدأت صباحا بحضور 255 نائبا.
ي ب/ ع ج (ا ف ب، د ب أ)