"الإرهاب يدق أبواب أوروبا عبر نافذة المغرب العربي"
٥ مارس ٢٠٠٧يتابع خبراء الأمن ومكافحة الإرهاب في أوروبا بقلق شديد تنامي نشاط وتأثير الحركات الإسلامية المتطرفة في منطقة المغرب العربي المحاذي جغرافيا للقارة الأوروبية وسط مخاوف حقيقية من خطر عبور "الإرهاب الإسلاموي" من شمال افريقيا الى القارة الأوروبية. ويعزز هذه المخاوف تعاظم نفوذ الحركات الإسلاموية المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب العربي وتغلغلها في المجتمعات المحلية، خاصة في أوساط الفئات الفقيرة هناك. ووفقا لآراء الخبراء يقوي هذا التطور قدرة منظمة القاعدة على تجنيد الشباب للعمل في صفوفها والذين قد يصبحون بمثابة "قنابل موقوتة" على أبواب أوروبا، مع احتمال كبير لإرسالهم إلى بعض الدول الأوروبية للقيام بعمليات إرهابية بدعم لوجستي من بعض "الخلايا النائمة" في هذه البلدان.
"تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الخطر القادم"
في هذا السياق أفادت دراسة أجرتها مؤسسة العلوم والسياسة الألمانية ونشرت نتائجها مجلة (فوكوس) الألمانية أن نحو 20 بالمائة من المقاتلين الأجانب في العراق ينتمون للجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر. وحذرت الدراسة أنفة الذكر من النمو السريع للجماعة السلفية الجزائرية، التي ورغبتها في الوصول الى أوروبا لتعزيز صفوفها مما قد يشكل تهديدا للقارة وفرنسا في المقام الأول. ويعتقد بعض الخبراء أن جزء من مقاتلي هذه المنظمة في العراق سوف يغيرون بوصلة "الجهاد" ويتجهون عاجلا أو آجلا نحو أوربا لتقوية هذه "الجبهة" وهو ما يعني ـ حسب خبير الحركات الإسلاموية جويدو شتاينبرج ـ أن "تزايد حالة الخطر على أوروبا".
الجدير بالذكر أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية قامت مؤخرا بتغيير اسمها الى "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" معلنة ولاءها لتنظيم القاعدة وزعيمة أسامة بن لادن. كما أعلنت عزمها على ما أسمته "تحرير الوطن من كل الصليبيين والكفار وعملائهم"، كما جاء في بيان للجماعة التي ذكرت فرنسا بالاسم. كما أكدت تقارير الخبراء أن الأجهزة الأمنية في فرنسا تعيش حالة من القلق إزاء قرب موعد انتخابات الرئاسة وازدياد احتمالات وقوع هجمات من عناصر متطرفة وخاصة من جانب السلفيين الجزائريين. يشار هنا الى ان مايسمى بـ" تنظيم الجهاد في المغرب الإسلامي" تبنى مؤخرا عدة تفجيرات استهدفت أجانبا في الجزائر ولاسيما عمالا في قطاعي الغاز والنفط.
"800 من اعضاء القاعدة على ابواب أوروبا"
وفي السياق ذاته أشار شتاينبرج، خبير شئون الإرهاب الإسلامي بمؤسسة العلوم والسياسة، إلى أن التقارير المتزايدة الواردة من المغرب حول الخلايا الإرهابية والاعتقالات تثير القلق بشدة في ظل نجاح تنظيم القاعدة في توسيع مجاله بالاندماج مع السلفيين الجزائريين وتوفر معسكرات تدريب جديدة في شمال أفريقيا. ولم يستبعد الخبير الألماني وجود عناصر في الوقت الحالي من تنظيم القاعدة داخل أوروبا قادمة من شمال أفريقيا وسط تقديرات بوجود نحو 800 من أعضاء القاعدة على أبواب أوروبا، حسب تعبيره.
ومن ناحية أخرى أشار رولف توفهوفن، رئيس مؤسسة أبحاث الإرهاب والسياسة الأمنية في ألمانيا، في مقابلة مع موقع مجلة (فوكس) الإلكتروني إلى استفادة تنظيم القاعدة من إمكانيات تجنيد العناصر في المغرب العربي، بالإضافة الى امتلاكه مخازن أسلحة هناك "بشكل يمثل تهديدا لأوروبا".
هذا وتشير التقديرات الى ان نحو 4000 جهادي جزائري حاربوا في الفترة بين 1979 إلى 1989 ضد الجيش الأحمر السوفيتي في أفغانستان وعادوا في التسعينات إلى الجزائر ليضعوا خبراتهم العسكرية في خدمة جهاديين أخريين خلال الحرب الأهلية الجزائرية.