الأردن – ورشات لتأهيل الشباب السوري في مخيم الزعتري
٢٦ ديسمبر ٢٠١٢يشهد مخيم الزعتري للاجئين السوريين بمحافظة المفرق بشمال شرق الأردن ورشات تأهيلية للفئة الشبابية. وتشمل هذه الدورات تدريبات على مهارات الاتصال ومهارات فاعلة من شأنها حل المشكلات وفض النزاعات وتعريفهم بطرق تعليمية ومفيدة يمكن القيام بها للتأقلم على العيش والإنتاج داخل المخيم.
وتؤكد اللاجئة السورية بسمة ذات الـ 18 ربيعا لـ DW عربية أنها اكتسبت من خلال مشاركتها بالورشات "خبرة جديدة وطريقة سلسة للتعلم" لم تتعرض لها من قبل وأنها أخبرت أهلها وبنات جيرانها عن الموضوعات التي تتعلمها. وتضيف بسمة قائلة: "أنا سعيدة جداً وصرت أسأل عن معاني الكلمات التي لا أفهمها على عكس الأيام السابقة عندما كنت أسمع كلامأً لا أعرف معناه ولا اسأل".
"نقل المعلومة ومراعاة الحساسية الموجودة"
ولكن الشباب السوريين المشاركين في الدورات ينتابهم "شعور بالقلق والخوف من إمكانية تقبل باقي سكان المخيم لهم عند تطبيق ما تعلموه". وتقول نور 18 سنة أيضا لـ DW عربية إنها تعلمت كيفية التعامل مع الآخرين وأصبحت "أكثر جرأة" وتضيف أن المشاركين أصبح لهم آراء بكل شيء، وتعلموا "الروح الرياضية" من خلال التعامل مع بعضهم البعض.
وتتساءل نور"هل من الممكن أن يسمعني سكان المخيم فأنا لاجئة مثلهم؟!" وتضيف أنها أخبرت عدة نساء وفتيات داخل المخيم عن هذه الورشات وعبروا عن الرغبة بالمشاركة ولكن ظروف زواجهن يحول دون ذلك.
ويحرص المدربون من الشباب الأردنيين على تعليم المشاركين السوريين من المخيم كيفية نقل المعلومة ومراعاة الحساسية الموجودة. وتقول منسقة شبكة تثقيف الأقران في مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان دارين أبو ليل في حوار مع DW عربية إنه ليس من السهل أن تأتي لأشخاص يعيشون في مثل هذه الظروف وتقول لهم سنعقد لكم دورات "هذا يعتبر تحديا بالنسبة للمدربين".
بيد أن أبو ليل تستدرك وتقول إنها: "فوجئت بمدى التزام المشاركين الذين تفاعلوا وناقشوا قضاياهم و"هذا دليل على إحساسهم بالأمان" رغم "الظروف التي يعيشونها وحالتهم النفسية".
"الفكرة جاءت من شباب أردنيين"
وتضيف أبو ليل أنه مع نهاية كل يوم تدريب يعبر المشاركون عن حاجتهم للتعلم أكثر وعن الرغبة لأن يصبحوا مدربين لأقرانهم عند عودتهم لسوريا. وتقول المدربة الأردنية إن فكرة عقد ورشات تدريبية في مخيم الزعتري جاءت من مجموعة من الشباب الأردنيين في شبكة تثقيف الأقران الذين قرروا نقل منهجية تثقيف الأقران والعمل الشبابي والتطوعي والروح الشبابية للاجئين في المخيم على أساس بناء قدراتهم ليستطيعوا عمل هذه الأنشطة حسب الاحتياجات التي يرونها في المخيم.
وتضيف أنه تم الإعلان داخل المخيم عن هذه الورشات من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان (فرع المخيم)وشركاء شبكة تثقيف الأقران داخل المخيم فالتحق 30 صبية و10 شباب في هذه الدورات وتبين أبو ليل أن المرحلة الأولى من المشروع كانت تأهيل 20 شابا وشابة لعمل مثقفي الأقران في أوضاع إنسانية وأن 7 من هؤلاء عقدوا تدريبات في مخيم الزعتري لتمكين الشباب على استعمال تقنيات تثقيف الأقران في توصيل معلومات صحية أو معلومات عن قضايا تهمهم داخل المخيم.
"مناقشة التحرش الجنسي في المخيم والزواج المبكر"
وتوضح منسقة شبكة تثقيف الأقران أن المرحلة التي يتم التحضير لها حاليا هي تأهيل الشباب الذين أخذوا دورات لعمل مبادرات أو أنشطة داخل المخيم بحيث خضعوا لأكثر من جلسة للخروج بأفكار بشأن المبادرات التي يرغبون بعملها. وبالفعل خرج الشباب بفكرتين رئيسيتين هما عمل جلسات توعية للطلاب من عمر 6 سنوات إلى 14 سنة حول السرقة ونظافة الأماكن العامة بالإضافة إلى أهمية الدراسة عن طريق الأدوات التفاعلية والألعاب التفاعلية وقراءة القصة.
أما الفكرة الثانية فكانت جمع 30 صبية من الفئة العمرية بين 17 و 24 سنة والحديث معهن حول التحرش الجنسي في المخيم والزواج المبكر وتنظيم الأسرة وكيفية التعامل مع الأهل ومقدمي الخدمة في المخيم (القيم والمبادئ).
"تعلمت أشياء ما كانت تخطر على بالي"
وتقول اللاجئة دعاء 19 سنة إنها تعلمت "الصراحة والأريحية في التعامل والجرأة الصحية" وأنها استفادت من الدورات عندما تقدمت للعمل في روضة موجودة داخل المخيم وتضيف "تعلمت أشياء جديدة ما كانت تخطر على بالي".
وينظم هذه الدورات شبكة تثقيف الأقران في الأردن (Y-PEER، وهي مبادرة من الشباب أطلقها صندوق الأمم المتحدة للسكان. وتضم الشبكة عددا من المنظمات والمؤسسات العاملة مع الشباب وأعضاؤها هم شباب وشابات في المدارس والجامعات و مؤسسات ومنظمات مختلفة في الأردن. وتعتبر الشبكة جزءا من الشبكة العالمية المنتشرة في أكثر من 50 دولة في العالم وهدفها الترويج لأنماط حياة صحية بين الشباب وزيادة الوعي بمواضيع تخصهم بطرق تفاعلية غير تقليدية.