اشتباكات عنيفة في حلب وتحذير أمريكي من "سيناريو عراقي"
٢٩ يوليو ٢٠١٢تدور اشتباكات عنيفة الأحد في عدد من أحياء حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي بدأت أمس السبت هجوما لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة بدون أن تحقق أي تقدم، غداة يوم شهد مقتل 168 شخصا، هم 94 مدنيا و33 من المقاتلين المعارضين بالإضافة إلى ما لا يقل عن 41 من القوات النظامي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار المرصد في بيان إلى أن أحياء باب الحديد والزهراء والعرقوب ومخيم الحندرات في مدينة حلب تشهد اشتباكات عنيفة، بينما تسمع أصوات انفجارت في عدة أحياء أخرى وشوهدت المروحيات في سماء حيي صلاح الدين وسيف الدولة.
وتدور اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة منذ صباح أمس السبت في عدة أحياء من مدينة حلب شمالي البلاد بين الكتائب الثائرة المقاتلة وقوات الرئيس السوري بشار الأسد.
من جانبه أفاد تقرير سوري اليوم الأحد بأن الجيش السوري الحق خسائر في صفوف المسلحين في حلب وريف اللاذقية. وقال الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري، إن القوات المسلحة تطهر كرناز في ريف حماه من المسلحين.
المبعوث ألأممي "قلق"
ومن جهته عبر موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة لسوريا كوفي عنان عن قلقه من "معركة وشيكة" في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد، وذلك في بيان نشر مساء السبت في جنيف. وقال عنان "إني قلق من معلومات حول حشد القوات والأسلحة الثقيلة حول حلب، استعدادا لمعركة وشيكة في اكبر مدينة في سوريا". ودعا عنان مجددا الأطراف المعنية للعمل على حل سياسي.
وخلص إلى القول "إن التصعيد العسكري في حلب وجوارها يظهر ضرورة اتحاد المجتمع الدولي لإقناع الأطراف (المعنية) بأن وحده الانتقال السياسي الذي يقود إلى تسوية سياسية سيحل هذه الأزمة وسيحمل السلام إلى الشعب السوري".
من ناحية أخرى دعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا في مؤتمر صحافي في أبوظبي الدول "الأشقاء" و"الأصدقاء" لعدم مقاتلي المعارضة بسلاح "نستطيع به إيقاف الدبابات وإيقاف الطائرات" التي يستخدمها النظام السوري في المواجهات.
تحذير أمريكي من سيناريو العراق
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأحد أن إدارة الرئيس باراك أوباما حذرت المعارضة السورية ودعتها إلى عدم تفكيك الأجهزة الأمنية والحكومية التابعة للأسد في حال قتل أو أجبر على التخلي عن السلطة، لأن المسؤولين الأمريكيين يريدون تفادي وضعاً مشابهاً للوضع في العراق الذي أعقب الغزو الأمريكي عام 2003.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين، وفي جلسات إستراتيجية مفصلة خلال الأسابيع الماضية، حثوا المتمردين والمعارضة السياسية السورية على رفض أعمال الانتقام ذات الطابع الطائفي في حال سقوط حكومة الأسد.
وفي طهران، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيصل اليوم الأحد إلى طهران لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين.
قتال على جميع الجبهات
وفي مدينة حمص وسط سوريا لفت المرصد إلى أن اشتباكات تدور بالقرب من قيادة الشرطة في بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، أسفرت عن سقوط مقاتل معارض.
وفي محافظة ريف دمشق، استمرت الحملة على بلدة معضمية الشام التي شهدت أمس مقتل 29 شخصا. وقد واصلت القوات النظامية اليوم حملات الدهم والاعتقال، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل مدني برصاص قناص في بلدة عربين. وجنوبا، تعرضت بلدات الحراك والغريا الغربية والكرك الشرقي في درعا للقصف من قبل القوات النظامية.
وقال المرصد إن "اشتباكات عنيفة تدور قرب مقر الجيش الشعبي في مدينة ادلب، بينما قتل مدنيان بعد منتصف ليل السبت الأحد اثر القصف الذي تعرضت له بلدة حيش في ريف ادلب.
من جهتها ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن القوات النظامية في حماه، اقتحمت العوينة وحيالين والشيخ حديد وبريديج في سهل الغاب "وسط إطلاق نار كثيف ومحاصرة كفر نبودة من كل المداخل وقصفها بالرشاشات الثقيلة واقتحام قرية المغير وهدم العديد من المنازل".
(ع.ع./ ا ف ب، د ب ا)
مراجعة: عبده جميل المخلافي