الرئيس الفرنسي يدعو مجلس الأمن إلى التدخل السريع في سوريا
٢٨ يوليو ٢٠١٢قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في تصريح صحافي خلال زيارة له إلى مدينة مونلوزان في جنوب غرب فرنسا اليوم السبت (28 يوليو/ تموز) "إن دور دول مجلس الأمن هو التدخل في أسرع وقت ممكن" لوقف إراقة الدماء في سوريا. وأضاف الرئيس الفرنسي "أتوجه مرة أخرى إلى روسيا والصين لكي تأخذا في الاعتبار أن سوريا ستكون عرضة للفوضى والحرب الأهلية في حال لم يتم وقف بشار الأسد في أسرع وقت". وتتزامن تصريحات أولاند مع بدء هجوم للجيش السوري النظامي على مدينة حلب التي كانت المعارضة السورية المسلحة سيطرت على بعض أحيائها قبل أيام.
وتابع الرئيس الفرنسي "إن نظام بشار الأسد يدرك انه في حكم المقضي عليه، لذلك سيستخدم القوة حتى النهاية"، مضيفا "أن الحل الوحيد الذي سيتيح إعادة جمع السوريين ومصالحتهم مع بعضهم البعض، يكمن في رحيل بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية". وتابع أولاند قائلا: "الوقت لم يفت بعد، إلا أن كل يوم يمر يحدث فيه قمع واحتجاجات وبالتالي مجازر". وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت أن عدد القتلى في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في آذار/مارس 2011 تجاوز العشرين ألفا.
روسيا: لا نفكر في منح الأسد اللجوء
واستخدمت روسيا والصين الفيتو ثلاث مرات في مجلس الأمن لمنع صدور قرار يدين النظام السوري لقمعه الحركة الاحتجاجية المناهضة له. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند اليوم السبت انه سيحاول مرة أخرى إقناع روسيا والصين بتأييد عقوبات مشددة ضد الرئيس السوري بشار الأسد من أجل تجاوز مأزق دبلوماسي ومنع المزيد من إراقة الدماء.
من جانب آخر قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم السبت إن روسيا لم تبرم اتفاقا لمنح الرئيس السوري بشار الأسد اللجوء "ولا تفكر حتى في القيام بذلك." ولم تصل تصريحات لافروف إلى حد اعتبارها بيانا بأن روسيا لن تبحث استقبال الأسد، لكنها من أقوى المؤشرات حتى الآن على أن موسكو لا تخطط لعمل ذلك. وعندما سئل بشأن تقارير إعلامية بأن روسيا مستعدة لمنح الأسد حق اللجوء قال لافرف للصحفيين "قلنا علنا أكثر من مرة إننا حتى لا نفكر في ذلك."
وأمام استمرار المواجهات بين الوحدات العسكرية للنظام السوري ومقاتلي الجيش السوري الحر يتوافد سوريون هاربون من حلب بسبب القصف الجوي. وعلى مدخل مدينة الاتارب التي غمرها الغبار على مسافة ثلاثين كلم غرب حلب، يصل النازحون بدون انقطاع منذ الجمعة مرعوبين من هجوم شنه الجيش السوري صباح السبت.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد المقاتلين، وهو يتحقق من هوية الوافدين بحثا عن شرطيين محتملين أو عسكريين أو عناصر "الشبيحة" أن "أكثر من ثلاثة ألف لاجئ عبروا أمس" الجمعة، "لكن النزوح لم ينقطع منذ هذا الصباح، فر أكثر من ألف مدني من هذا الطريق".
ودفعت شدة القصف بالآلاف من سكان حلب، المركز الاقتصادي للبلاد، إلى الطرقات هربا من المعارك إلى القرى التي يسيطر عليها المتمردون أو إلى الجانب الآخر من الحدود في تركيا. ونقلت الوكالة الفرنسية شهادات بعض الفارين من القصف الجوي وتساقط القذائف، مثل رجل في الستين من عمره قال إن "القذائف تسقط في كل مكان من حي الفردوس، بعض المباني انهارت، هناك قتلى وجرحى تحت الأنقاض"، مضيفا وهو يمد يديه مشيرا إلى العجز "ماذا نستطيع أن نفعل سوى الفرار؟". وتحدث اللاجئون عن القصف أيضا في حي صلاح الدين الذي يعتبر من معاقل المتمردين في حلب، وفي أحياء المشهد والسكري والفردوس.
دعوة في ألمانيا لمساعدة اللاجئين السوريين
وفي ألمانيا حذر روبرت تسوليتش رئيس مؤتمر الأساقفة الألمان من حدوث كارثة إنسانية في سوريا ودعا إلى تقديم تبرعات للاجئين السوريين. وأشار الأسقف الكاثوليكي اليوم السبت في مدينة بون غرب ألمانيا إلى أن أعداد الفارين من الاشتباكات الدامية في سوريا آخذة في الزيادة. وأضاف تسوليتش أن عدد اللاجئين السوريين إلى الدول المجاورة يرتفع بشكل مأساوي، كما أن كثيرا منهم أصيب بصدمة نفسية، وقال إن "اللاجئين يحتاجون بشكل ملح إلى تعزيز مساعدتنا ومساندتنا".
وذكر تسوليتش أن منظمات كنسية خيرية مثل كاريتاس تعاونت مع منظمات شريكة في سوريا وبلدان مجاورة وقدمت دعما لضحايا الحرب الأهلية، كما أنها أمدت اللاجئين ببرامج مساعدة لكنه طالب بتعزيز هذه الجهود نظرا لتفاقم مأساة اللاجئين. وتشير أحدث بيانات المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن عدد اللاجئين السوريين الذين فروا إلى دول مجاورة هربا من العنف وصل إلى أكثر من 120 ألف شخص. غير أن هناك أعدادا أخرى من اللاجئين الذين لم يتم تسجيلهم.
( م أ م/ أ ف ب/ رويترز/ د ب أ)
مراجعة: طارق أنكاي