الجيش السوري يبدأ هجوما في حلب ودعوات دولية لإيقافه
٢٨ يوليو ٢٠١٢ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش السوري بدأ، السبت (28 يوليو/ تموز 2012)، شن هجومه المضاد لاستعادة مناطق يسيطر عليها مقاتلو الجيش الحر في حلب. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة أحياء" من المدينة. وأشار إلى "تعزيزات عسكرية (للجيش السوري) قادمة إلى حي صلاح الدين"، الذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين. وأضاف أن هذا الحي "يتعرض للقصف وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار". وتحدث عن "طائرات حوامة تشارك في الاشتباكات الدائرة على مداخله وقصف يتعرض له الحي"، مشيرا إلى "عناصر قافلة عسكرية متجهة إلى حي صلاح الدين". وتابع المرصد الحقوقي المعارض الذي يتخذ من لندن مقرا له، أنه "شوهدت الدبابات في حي سيف الدولة بينما تدور اشتباكات عنيفة على مداخل حي الصاخور وعدة أحياء أخرى في المدينة". وأشار إلى "سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الأهالي بعد سقوط قذائف (...) واشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية صباح اليوم، استمرت لنحو ساعتين".
وبعد أسبوع من احتدام المواجهات على جبهة حلب، قال مصدر أمني سوري أمس إن "المسلحين المعارضين ينتشرون من جهتهم في الأزقة الصغيرة، ما سيجعل المعركة صعبة جدا". من جهته، رأى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن "المسألة المطروحة تكمن في معرفة إلى أي حد ستلجأ قوات النظام إلى القوة المفرطة، لأن حصول ذلك فعلا يعني سقوط مئات القتلى".
وأفادت معلومات جمعها مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية أن المعارضين المسلحين لم يشنوا أي هجوم كبير منذ يومين بهدف الإبقاء على بعض ذخائرهم من القذائف المضادة للدروع (آربي جي).
من جهة أخرى، تحدث المرصد عن سقوط ثمانية قتلى في ريف دمشق وعن استمرار القصف على عدة مناطق في محافظات سورية مختلفة.
ومن الصعب التحقق من صحة المعلومات حول الأحداث في سوريا من مصادر مستقلة.
تحذيرات دولية من "المجزرة"
في غضون ذلك توالت المطالبات الدولية الداعية لوقف ما يحدث على أبواب حلب، خشية وقوع "مجزرة". فقد عبرت واشنطن، الجمعة، عن قلقها إزاء الوضع في حلب لكنها رفضت مقارنتها ببنغازي التي استدعت تدخلا دوليا في ليبيا في 2011. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض "نحن قلقون للغاية بشأن الوضع في حلب"، وأدان "الهجوم البشع الذي تنفذه قوات (الرئيس) الأسد على المدنيين". وقال إن "الأسلحة التي يستخدمونها ضد المدنيين العزل تظهر مدى الانحطاط الذي انزلق إليه الأسد".
لكن واشنطن استبعدت مجددا التدخل العسكري على غرار ما حدث في ليبيا. موقف البيت الأبيض هذا كان محل انتقاد وجهه ثلاثة من أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، هما الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام وزميلهما المستقل جو ليبرلمان. إذ لم يتردد النواب الثلاثة في مقارنة الوضع في حلب بنظيره في بنغازي. وذكر الثلاثة في بيان بأنه في بنغازي "تدخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها تجنبا لمجزرة ولمساعدة الليبيين في نيل حريتهم". وأضافوا "لم يفت الأوان بعد لتقوم الولايات المتحدة بالمطلوب منها" في سوريا. وذكر النواب بأن على الولايات المتحدة وحلفائها أن يساعدوا المعارضة السورية، عبر تزويدها بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية وعبر إنشاء منطقة حظر جوي.
من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، إنه يجب اتخاذ خطوات دولية للتعامل مع الحشد العسكري لقوات الرئيس بشار الأسد حول مدينة حلب وتهديدات حكومته باستخدام الأسلحة الكيماوية، وذلك في مؤتمر صحفي في لندن جمع أردوغان بنظيره البريطاني ديفيد كاميرون.
فيما ناشدت نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، كلا من قوات الحكومة والمعارضة السورية حقن دماء المدنيين في حلب، معربة عن بالغ قلقها من "احتمال حدوث مواجهة كبيرة وشيكة" في المدينة.
تحرير خبيرين إيطاليين
من جانب آخر، أكدت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، السبت، أن القوات السورية "حررت" خبيرين إيطاليين خطفا من قبل "مجموعة إرهابية مسلحة"، بينما كانت روما أعلنت عن توقيفهما من قبل الشرطة السورية. وذكرت سانا أن القوات السورية تمكنت "في إطار تطهيرها لبعض المناطق في ريف دمشق من تحرير خبيرين ايطاليين اختطفتهما مجموعة إرهابية مسلحة في وقت سابق". وأوضحت الوكالة أن الخبيرين يعملان في محطة توليد كهرباء دير علي. ونقلت عن الخبيرين "بعد تحريرهما أن مجموعة إرهابية مسلحة تتألف من خمسة عشر عنصرا قامت باختطافهما وأساءت معاملتهما وأن قواتنا المسلحة حررتهما من تلك المجموعة".
وكانت الخارجية الإيطالية أعلنت الاثنين لوكالة فرانس برس أن إيطاليا لم يعد لديها أنباء عن اثنين من رعاياها يعملان لحساب مجموعة أنسالدو الإيطالية أوقفتهما السلطات المحلية الجمعة على الطريق بين دمشق والمطار عندما كانا يستعدان لمغاردة البلاد.
(ف ي/ أ ف ب، رويترز، د ب ا)
مراجعة: عبده جميل المخلافي