استطلاع: غالبية الألمان يؤيدون إقرار أهمية اللغة الألمانية في دستور بلادهم
٨ ديسمبر ٢٠٠٨أظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد "إمنيد" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من صحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية والتي نشرتها في عددها أمس الأحد (7 ديسمبر/كانون الأول) أن 73بالمائة من الألمان يؤيدون إضافة مادة جديدة لدستور بلادهم يكون نصها: "اللغة الألمانية هي لغة ألمانيا الاتحادية"، في حين يعارض ذلك نسبة 24 بالمائة فقط من الذين شملهم السؤال.
وأشار الاستطلاع إلى أن أكثر مؤيدي هذا الاقتراح كانوا من مواطني ولايات شرق ألمانيا بالإضافة إلى أنصار التحالف المسيحي، الذي يضم الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وشقيقه الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري.
ميركل تعارض إدراج اللغة الألمانية في الدستور
وكان مندوبو الحزب المسيحي الديمقراطي صوتوا خلال المؤتمر السنوي للحزب الثلاثاء الماضي في مدينة شتوتجارت جنوبي البلاد على قرار يدعو لإضافة هذه المادة إلى الدستور. بينما قوبل القرار بمعارضة ميركل التي تواجه انتخابات عامة شديدة الندية العام المقبل رافضة الدعوات لإضفاء قداسة دستورية على كل شيء "من الأسرة" إلى الرياضة وحتى الثقافة الرفيعة.
وكانت المستشارة صرحت في وقت سابق لشبكة "آر.تي.إل" التليفزيونية قائلة: " لا أرى أنه من المفيد إدراج كل شيء في الدستور". ومن ناحية أخرى ذكرت "بيلد آم زونتاج" أن 17 من 27 دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف في دستورها بلغتها الرسمية بينها فرنسا والنمسا.
وأوضحت الصحيفة أن إدراج هذا النص في الدستور الألماني يستلزم موافقة ثلثي أعضاء البرلمان (بوندستاج) ومجلس الولايات (بوندسرات)، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن غالبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم تعارض هذا الاقتراح فضلا عن معارضة المستشارة ميركل.
تأييد من قبل مسؤولين بارزين
وفي الوقت نفسه يلقى الاقتراح الجديد تأييدا من قبل بعض المسئولين البارزين مثلوزير الاقتصاد الألماني ميشائيل جلوز الذي ينتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري. وقال جلوز، الذي كان يحصل أثناء المرحلة المدرسية على تقييم "جيد" و"جيد جدا" في مادة اللغة الألمانية ، في تصريحات لنفس الصحيفة إنه يغضب كثيرا من التحريف المستمر الذي تشهده اللغة الألمانية خاصة حينما يجد كلمات ومصطلحات أجنبية مستخدمة في أوراق خاصة بوزارته ، وأضاف: "لو سمع جوته وشيلر (من كبار شعراء ألمانيا الذين عاشوا في القرن الـ18 و19) كيف يتحدث ويكتب الناس الألمانية اليوم ، لفضلوا العودة إلى قبورهم".
ومن جانبه قال فولكر كاودر رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي في تصريحات للصحيفة "وافقت في اجتماع الحزب على هذا الاقتراح لأن الأمر بالنسبة لي يتعلق بوعينا لأنفسنا وثقافتنا في أوروبا. ونحن ندعم بذلك المطالب التي تنادي بأن تكون اللغة الألمانية، وهي اللغة الأوروبية الأولى من ناحية عدد الناطقين بها، اللغة الرسمية ولغة العمل في منظمات ومؤسسات الاتحاد الأوروبي".
تجدر الإشارة إلى أن اللغة الألمانية هي اللغة السائدة في ألمانيا والنمسا وإمارة ليختنشتاين وسويسرا (بجانب الفرنسية والإيطالية والرومانشية) ولوكسمبورج (بجانب الفرنسية). واللغة الألمانية هي اللغة الأم لحوالي 100 مليون شخص كما يجيدها نحو 20 مليون آخرين في أنحاء العالم كلغة أجنبية.