مشروع ألماني لنشر اللغة الألمانية واستقطاب الكفاءات الأجنبية المؤهلة
١٠ يونيو ٢٠٠٨تسعى الحكومة الألمانية إلى تعزيز اللغة الألمانية في العالم وإلى استقطاب عدد من الطلاب الأجانب إلى ألمانيا وبالتالي استقطاب الكفاءات العلمية والتقنية المؤهلة إلى البلاد في ظل التطورات الديمغرافية التي يشهدها المجتمع الألماني وتراجع نسبة اليد العاملة المؤهلة في عدد من القطاعات الإقتصادية الهامة.
في هذا الإطار أطلق وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في بداية هذه السنة مبادرة عالمية "المدارس: شركاء المستقبل". وتكمن هذه المبادرة، التي خصص مبلغ 45 مليون يورو لتمويلها، في إنشاء شبكة عالمية تضم ألف مدرسة شريكة. وتتولى الإدارة المركزية للمدارس الألمانية بالخارج ومعهد غوته وهيئة التبادل التربوي التابعة لمؤتمر الثقافة والهيئة الألمانية للتبادل العملي تنفيذ هذه المبادرة.
نشر اللغة والثقافة الألمانيتين في أنحاء العالم
ويهدف المشروع إلى دعم وتوسيع دائرة عمل شبكة المدارس الألمانية في الخارج وكذلك المدارس المحلية، التي يتم فيها تدريس اللغة الألمانية كمادة تعليمية أساسية وتمنح شهادة في تعلم اللغة الألمانية. كما يسعى المشرفون على هذا المشروع إلى إدخال اللغة الألمانية كمادة تدريسية في المدارس المحلية.
ويدعم معهد جوته المدارس التي يشرف عليها من خلال إدخال اللغة الألمانية كمادة دراسية أو التوسع في تدريسها. كما يقدم للمعلمين دورات تدريبية في طرق التدريس ودورات في اللغة. كما يقوم معهد غوته بتنظيم دورات صيفية في عدد من المدن الألمانية للتلاميذ والطلاب في اللغة الألمانية وذلك بهدف مساعدتهم على تحسين مستواهم اللغوي وتمكنيهم من معايشة الثقافة الألمانية عن كثب. هذا، ومن المنتظر أن تضاعف الهيئة الألمانية للتبادل العلمي المنح للدراسة في ألمانيا خلال السنة الجارية من 60 إلى 120 منحة .
المنطقة العربية محطة اهتمام المشروع
وتقول زوزانه باومغارت المكلفة بالإشراف على تنفيذ مشروع "المدارس: شركاء المستقبل" في معهد غوته الألماني إن هذه المبادرة الجديدة تهدف إلى تقديم دروس إضافية وذات نوعية أفضل وإلى كسب طلبة أجانب جدد للجامعات الألمانية. وتضيف باومغارت أن هذه المبادرة مفتوحة لكل البلدان ولكنها تركز على بلدان أوروبا الشرقية والبلدان الآسياوية، خاصة الصين والهند ودول الإتحاد السوفياتي السابق ودول الشرق الأوسط والخليج والمغرب العربي، أي الدول ذات الاقتصاديات النامية والتي تسعى ألمانيا إلى الحضور فيها بشكل مكثف.
وتشير زوزانه باومغارت إلى أن تنفيذ برامج الشراكة الألمانية مع المدارس العربية في إطار هذا المشروع الحكومي يختلف من بلد عربي إلى آخر، حيث أن هناك بعض الدول العربية التي رحبت بالفكرة وقامت بخطوات ملموسة في هذا الإطار على غرار اليمن والمغرب، في حين مازالت في بعض البلدان العربية الأخرى متحفظة إزاء المشاركة في هذا المشروع.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن معهد غوته قد وقع اتفاقية شراكة مع وزارة التربية والتعليم اليمنية في نهاية شهر مايو/أيار الماضي بهدف إدراج اللغة الألمانية كمادة دراسية في خمسة وعشرين مدرسة ثانوية في مختلف أنحاء البلاد، كما أن هذا المعهد بصدد توسيع نشاطاته مع المدارس المحلية في كل من شمال العراق ومصر والمغرب. كما يقوم معهد غوته بحملات دعائية للتعريف بالمشروع في كل من سوريا ولبنان والأردن. أما في تونس فمن المقرر تنفيذ برامج المشروع خلال السنة القادمة.
وتقول زوزانه باومغارت إن مشروع "مدارس: شركاء المستقبل" يهدف إلى التعريف وتعزيز مكانة ألمانيا على المستوى العالمي ودفع الحوار بين الثقافات والأديان، فضلا على أن الجامعات الألمانية تسعى إلى استقطاب الطلبة الأجانب والكفاءات العلمية، في حين تأمل الشركات وسوق العمل الألمانية في استقطاب اليد العاملة المؤهلة والمساهمة في دفع عجلة النمو الاقتصادي في البلاد.