ألمانيا والإمارات تؤكدان تعزيز الشراكة الاستراتيجية وتشجيع الاستثمارات

التقت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، اليوم في برلين رئيس مجلس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث تركز اللقاء حول العلاقات الاقتصادية بين البلدين وخاصة في مجالات موارد الطاقة، بالإضافة إلى القضايا الدولية وعلى رأسها الصراع الشرق أوسطي. كما ناقش الطرفان عملية "الحرية الدائمة" في أفغانستان، لاسيما وأن الإمارات تشارك رسميا في هذه العملية.

وقالت ميركل عقب اجتماعها مع الشيخ ابن راشد: "ربما يكون من المفيد أن نؤسس في وقت ما غرفة تجارة ألمانية إماراتية". كما أعربت عن رغبة ألمانيا في مساعدة الإمارات، التي تشهد نهضة اقتصادية متسارعة، في بناء المطارات. وفي السياق ذاته التقى وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، في وقت سابق اليوم المسؤول الإماراتي واستعرض معه مجمل العلاقات الثنائية وقضايا الشرق الأوسط. وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، قد وصل إلى برلين يوم أمس في زيارة تستغرق يومين، بصحبة وفد رسمي رفيع المستوى، يضم عددا من كبار الشخصيات الاقتصادية والإعلامية والصحفية، وعلى رأسهم وزيرا الخارجية والاقتصاد ووزير شئون مجلس الوزراء.

وعلى هامش أعمال هذه الزيارة وعقب لقاءاته الرسمية سيزور الشيخ محمد بن راشد متحف الفن الإسلامي وجامعة برلين الحرة التي سيمنح فيها الميدالية الذهبية الشرفية للجامعة؛ تقديرا له على خدماته لتشجيع التعليم والعلوم في دولة الإمارات وباقي دول العالم العربي.

" شراكة إستراتيجية"

وكان الشيخ ابن راشد قد التقى يوم أمس كبار ممثلي الشركات والفعاليات الاقتصادية الألمانية، وخاصة تلك الناشطة في الإمارات وذلك في لقاء نظمه اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية ومنظمين آخرين. وحول أهم محاور هذا اللقاء قال الزميل إبراهيم محمد، رئيس الموقع العربي في دويتشه فيله، الذي حضر هذا اللقاء بأنه تركز حول سبل تعزيز التعاون التجاري بين ألمانيا والإمارات العربية المتحدة؛ خاصة في مجالات تطوير البنى التحتية والإنشاءات وسائل المواصلات والطاقات المتجددة.

وأضاف الإعلامي محمد أنه من اللافت للنظر أن الإماراتيين أخذوا يتحدثون عن "شراكة إستراتيجية" مع ألمانيا وأن هناك رغبة كبيرة في استقطاب "الاستثمارات الألمانية" إلى دولة الإمارات. من ناحيتها قالت شركة صناعات الدفاع والطيران الأوروبية (إيدس) والتي شاركت في هذا اللقاء إن الإمارات تعد من أكبر شركاء الشركة التجاريين وذلك من خلال عروض شراء طائرات إيرباص تقدمت بها الإمارات. يشار هنا إلى أن الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك تجاري لألمانيا في منطقة الخليج، حيث تبلغ صادرات ألمانيا إليها ما يقرب من ستة مليارات يورو سنويا.

سوق واعدة أمام تكنولوجيا التعليم الألمانية

كما تطرق اللقاء إلى مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الرامية إلى النهوض بالعالم العربي علميا وثقافيا عبر برامج تقوم على دعم العقول والقدرات العربية الشابة وتأسيس مراكز الأبحاث العلمية، حيث خصص لهذه المشاريع حوالي 10 مليارات دولار. وقال رئيس الموقع العربي في دويتشه فيله إن مثل هذه المشاريع والأفكار أثارت "شهية المؤسسات الأكاديمية والبحثية الألمانية" للمشاركة في هذا المشروع الطموح والاستفادة منه وخاصة في إطار التعليم المهني.

وفي سياق ذي صلة شارك عدد كبير من سيدات الأعمال الإماراتيات في هذا اللقاء وتحدثن عن فرص تعزيز التعاون بين القطاعات الاقتصادية المختلفة بين البلدين. ولاحظ الإعلامي والخبير الاقتصادي محمد أن هؤلاء السيدات ناشطات في قطاع أعمال كانت إلى حد قريب تعد حكرا على الرجال مثل قطاعات الإنشاء والتعمير والفنادق.

وعلى الصعيد الألماني قال رئيس اتحاد غرف الصناعة والتجارة الألمانية، يورجين تومان، إن هناك فرصا هائلة أمام الصادرات الألمانية لمنطقة الخليج. كما دعا تومان في بيان له الشركات الألمانية لاستغلال هذه الفرص السانحة أمامهم.

تقنية قطار "ترانسرابيد" للإمارات

وبدوره عرض وزير المواصلات الألماني، فولفجانج تيفينزيه، على دولة الإمارات تبني تقنية قطار "ترانسرابيد" فائق السرعة الذي تصنعه ألمانيا، معربا في الوقت نفسه عن أمله في استمرار توسيع علاقات بلاده مع الإمارات. وقال الوزير الألماني مخاطبا الشيخ الإماراتي:"الأبواب مفتوحة، فلتستغلوها". يشار هنا إلى أن إمارة دبي قد أبدت من قبل اهتمامها بتقنية القطار المغناطيسي "ترانسرابيد".

وفي الإطار ذاته أكد تيفينزيه أن الحكومة الألمانية ستنظر في توفير ملاحة جوية حرة بين ألمانيا والإمارات. وأعلن وزير المواصلات الألماني عن إجراء محادثات أولية بهذا الشأن في آذار/مارس المقبل. يذكر أن هذه النشاطات والفعاليات تأتي قبيل انعقاد المنتدى الاقتصادي بين ألمانيا والإمارات والذي من المنتظر أن يحضره أكثر من 300 من الشخصيات السياسة البارزة ورجال الأعمال من البلدين.