احتجاجات السعودية: هل هي نتاج إخواني؟
١٩ مارس ٢٠١٣في القطيف تظاهرات واحتجاجات لم تهدأ، منظمات حقوقية تقول إن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 600 شخص في القطيف منذ ربيع العام 2011 لكنها أطلقت سراح غالبيتهم.
في الجانب الآخر تطالب القوى السلفية في السعودية بإطلاق سراح عناصرها الذين اعتقلتهم السلطات، ويتحدث بعض المراقبين عن نشاط سياسي للإخوان المسلمين في المملكة الغنية بالنفط والتي تحكمها أسرة آل سعود منذ عقود من الزمن.
"الحكومة السعودية هي التي فتحت معركة ضد الأخوان"
الاعتقالات الأخيرة تزامنت مع تحذير رجل الدين الشيخ سلمان العودة للحكومة بالقول "الثورات إن قمعت تتحول إلى عمل مسلح وإن تم تجاهلها تتسع وتمتد، والحل في قرارات حكيمة وفي وقتها تسبق أي شرارة عنف."
كيف ستتعامل السلطات مع هذه الدعوة؟
من لندن تحدث د. حمزة الحسن الباحث والمعارض السياسي السعودي إلى DW عربية مشيرا إلى أن حملات الاعتقال التي تمارسها السلطات السعودية مستمرة منذ سنتين في المنطقة الشرقية من المملكة ، " والحملة تؤكد أن خيار النظام هو خيار أمني وليس خيارا إصلاحيا"، داعيا إلى ضرورة الحذر بشأن مطالب الداعية سلمان العودة ، ومعتبرا أن" العودة ليس جديدا في المعترك السياسي ، فقد دخل السجون وكان من دعاة التغيير وفق نظرية السلفيين منذ تسعينات القرن الماضي".
وفضّل الشيخ العودة الاحتكام للصمت منذ مدة طويلة، لكن أجواء الربيع العربي " ربما فتحت شهيته للعودة بحذر إلى الميدان السياسي" ، كما ذهب المعارض السعودي الحسن مشيرا إلى أن مطالبه ليست إلى حد المطالبة بإسقاط النظام بل هي مطالب لإجراء اصلاحات.
وفي معرض تعليقه على من يقول برغبة العودة في أن يقود معركة "اخوانية" ضد الحكومة، يرى الحسن أن " الحكومة السعودية هي التي فتحت معركة ضد الأخوان".
"الشيخ العودة والتيار الذي يمثله هم أعداء الإصلاح"
العاهل السعودي الملك عبد الله كان قد وعد قبل سنتين بتقديم إنفاق اجتماعي بقيمة 110 مليارات دولار ، وهو ما عد في حينه استباقا تتلقى به المملكة أي صدمة محتملة عن اهتزازات الربيع العربي، لكن المراقبين يتوقعون في الظرف الراهن أن تستمر السلطات السعودية بمنهج الحزم مع الاحتجاجات والتظاهرات.
من جانبه اعتبر د. محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى السعودي السابق في حوار عبر الهاتف من مكتبه بالرياض مع DW عربية أن الشيخ العودة والتيار الذي يمثله هم " أعداء الإصلاح، وهم يدعون الحكومة إلى عدم إشراك المواطنين في إدارة شؤون البلاد" ، وأشار النائب السابق إلى أن التيار السلفي عنده موقف من مشاركة المرأة في السياسة، كما أنهم ضد إصلاح التعليم، وهم معترضون على إصلاح القضاء لأنهم الفئة المسيطرة عليه في الوقت الراهن .
و في خطاب مفتوح على موقع التواصل الاجتماعي عبّر الشيخ سلمان العودة وهو رجل دين محافظ يتابعه حوالي 2.4 مليون على خدمة تويتر عن مخاوفه من قيام ثورة بسبب الاستياء السائد في البلاد. في المقابل حذرت وزارة الداخلية السعودية قبل يومين من استخدام نشطاء الإنترنت للتحريض على احتجاجات بنشرهم "معلومات كاذبة".
" الشيخ العودة يريد أن يقدم خدمة للإخوان المسلمين في مصر"
وفي معرض تعليقه على تصريحات الشيخ العودة، قال النائب السابق في مجلس الشورى السعودي د. محمد آل زلفة " هو سريع التقلب وهو مع اتجاه الريح، فقد كان كبير المحرضين في الجناح المتخلف من السلفيين "، ومضى آل زلفة إلى القول" لقد تحول ( العودة) من سلفي متشدد متزمت إلى محاولة تغيير الصورة حين تصدت الدولة للارهابيين".
وأدى صعود نجم الإخوان المسلمين بعد نجاح ما بات يعرف بثورات الربيع العربي، لاسيما في مصر إلى إن تتجه أنظار كثير من السياسيين لهم باعتبارهم أبطال المرحلة المقبلة، وهذا دفع بالبعض إلى "التشبث بأذيالهم" كما قال النائب السعودي السابق آل زلفة مشيرا إلى أن العودة ظهر بمظهر" الاخونجي المحرض على خلق حراك في المجتمع السعودي على نهج الإخوان".
وأشار آل زلفة إلى أن المجتمع السعودي يرفض تنامي سلطة الإخوان في المملكة، " وأغلبية المجتمع الساحقة هي من الإصلاحيين ومن المدنيين الداعين إلى دولة مدنية حديثة، وسلمان العودة أراد في بيانه الأخير أن يقدم خدمة للإخوان المسلمين في مصر ، لاسيما وأنهم في مأزق".