ابهود اولمرت مستعد لتقديم تنازلات والتخلي عن حلم إسرائيل الكبرى
٢٨ مارس ٢٠٠٦أعلن أيهود أولمرت زعيم حزب كاديما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة أنه مستعد لتقديم تنازلات عن أراض وإجراء مفاوضات لإتاحة إقامة دولة فلسطينية. وقال متوجها إلى رئيس السلطة الفلسطينية "إنني مستعد للتخلي عن حلم إسرائيل الكبرى وعلى استعداد لإجلاء يهود يعيشون في مستوطنات كي نتيح لكم حلمكم بدولة فلسطينية". وجاءت تصريحات اولمرت بعدما أفادت اللجنة الانتخابية المركزية في إسرائيل أن حزبه فاز بشكل محدود في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس، مما يحتم عليه تشكيل حكومة ائتلافية يتوقع المراقبون أن تكون هشة. غير أنه أكد مجددا على على تمسكه بالأفكار المتعلقة بخطة فصل مع الفلسطينيين دون إغلاق الباب أمام المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق سلام معهم. وحذر من أنه سيعمل في غياب شريك للسلام على رسم حدود إسرائيل من جانب واحد. ويعني ذلك حسب اولمرت تفكيك مستوطنات في الضفة الغربية وضم التجمعات الاستيطانية الكبرى.
وتفيد نتائج فرز 99 بالمئة من الأصوات أن كاديما الذي يتزعمه رئيس الوزراء أيهود ألمرت حصل على 21.8 بالمئة من الأصوات مقابل 15.1 بالمئة لحزب العمل و 8.9 بالمئة فقط لحزب الليكود الذي سجل أسوأ نتيجة في تاريخه. على صعيد المقاعد فاز كاديما بـ 28 مقعدا من أصل 120 من مقاعد البرلمان/ الكنيست البالغة 120 مقعدا. وفاز حزب العمل بزعامة عمير بيرتيس بعشرين مقعدا. أما حزب ليكود بزعامة بنيامين نتيناهو فمنى بهزيمة تاريخية كبيرة، إذ لم ينل سوى 11 مقعدا. وفاز حرب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف الذي يمثل الناطقين باللغة الروسية بـ 12 مقعدا. أما حزب شاس الديني فحصل على 13 مقعدا. وحصلت اللوائح العربية الثلاثة مجتمعة على عشرة مقاعد. الجدير ذكره أن نسبة المشاركة في الانتخابات كانت ضعيفة إذ بلغت 63.2 وهي الأدنى في تاريخ إسرائيل.
خطة أولمرت للانفصال الأحادي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة إيهود أولمرت أعلن في مقالة نشرتها صحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم الثلاثاء أن إسرائيل ستزيل كل المستوطنات الواقعة وراء الجدار الفاصل الذي تبنيه في الضفة الغربية في حال فوز حزبه كاديما في الانتخابات، وأضافت أن هذا الإعلان لم يكن شارون ليقوم به عشية الانتخابات. وجاء في الصحيفة على لسان أولمرت: "لن نتمكن من تحقيق كل أحلامنا، لكننا سنتمكن من الاحتفاظ بالكتل الكبرى من البلدات اليهودية في الضفة الغربية وسنحدد مسار الحاجز الأمني بحيث لا يبقى هناك بلدات خلفه". ويهدف رئيس الوزراء المؤقت ايهود اولمرت إلى تفكيك المستوطنات النائية في خطوات من جانب واحد بحلول عام 2010 ونقل المستوطنين الذين يتم إجلاؤهم إلى الكتل الاستيطانية الأكبر في أراض محتلة يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم، وقد يتأثر نحو 60 ألف مستوطن بالضفة الغربية بخطة اولمرت مقارنة بنحو 8500 مستوطن تم إجلاؤهم من القطاع. ويعيش قرابة 240 ألف إسرائيلي في الضفة الغربية بين نحو 2.4 مليون فلسطيني. لكن هذه الخطة تتعارض مع خطة خارطة الطريق الدولية التي تهدف إلى وقف العنف وبدء خطوات متبادلة تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيلية آمنة. لكن أي من الجانبين لم يحقق التزاماته بموجب برنامج العمل الذي أعدته اللجنة الرباعية الدولية الراعية للسلام في الشرق الأوسط والمكونة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا.
تباين في الآراء حول خطة أولمرت
لكن مشير المصري المتحدث الرسمي لحركة حماس يرى أن الفلسطينيين وحماس لا يعطون الانتخابات الإسرائيلية إهتماما كبيراً وقال في هذا السياق: "إنها لن تنتج إلا محتل جديد لدولة فلسطين"، خاصة بعد أن رفضت واشنطن دعوة إسماعيل هنية إلى الحوار قبل أن تقبل حماس الشروط الدولية. ومن جانبه دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإسرائيليين إلى التصويت من أجل السلام مؤكداً أن خطة أولمرت لن تؤدي إلى تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويقول دانيال هاسين، أحد الناخبين الإسرائيليين: "في الماضي كان الأمر مقتصراً على الاختيار بين اليمين أو اليسار، أما اليوم فأغلب الناس يقبلون الواقع ويعترفون بحقيقة أننا لن نبقي على الأراضي المحتلة إلى الأبد ولكن السؤال الآن هو كيف الخروج منها؟". وبينما يستنكر الفلسطينيون خطوات أولمرت الأحادية ويعتبرون أنها ستقوض أي آمال للسلام وستحرمهم من إقامة دولة قادرة على البقاء، يروق نهج كديما لكثير من الإسرائيليين الذين أرهقتهم الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ نحو خمس سنوات والذين أصابهم القلق بعد صعود حماس إلى السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت توفاه ويس، إحدى الناخبات من كبار السن إنها صوتت لكديما: "إنني أويد بعض الانسحابات، وآمل ألا تكون هناك المزيد من الحروب". أما اليمينيون الإسرائيليون فيعتبرون إزالة المزيد من المستوطنات بمثابة مكافأة للعنف الفلسطيني.
دويتشه فيله + وكالات