إدانة أممية وأمريكية لمشاركة "مقاتلين أجانب" في معارك سوريا
٢٩ مايو ٢٠١٣أدان مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء (29 مايو/آيار) النظام السوري لقتله المدنيين في بلدة القصير المحاصرة في قرار جرى تمريره بأغلبية كبيرة في جنيف. كما شدد القرار على " الحاجة لضمان محاسبة المسؤولين على المجزرة التي وقعت في القصير". وقد تم تبني هذا القرار الذي أعدته الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وقطر من قبل المجلس بـ36 صوتا مقابل معارضة صوت واحد (فنزويلا). فيما امتنعت ثماني دول عن التصويت في حين لم تصوت دولتان. ويذكر أن روسيا والصين ليستا حاليا من الدول الـ47 الأعضاء في المجلس، وبالتالي لم تتمكنا سوى في المشاركة في النقاشات من دون التمكن من التصويت.
إمكانية تأثير القرار على مؤتمر جنيف
وانتقد قرار مجلس حقوق الإنسان النظام السوري لسماحه بدخول مقاتلين أجانب من شأنهم زعزعة استقرار المنطقة أكثر، في إشارة إلى المسلحين من حزب الله اللبناني، لكنه ذكره بالاسم. وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة وبريطانيا اعترضتا على إدراج إشارة مباشرة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في النص الذي صاغته الولايات المتحدة وتركيا وقطر. وحذر مبعوث سوريا من أن القرار يمكن أن يعرض للخطر مؤتمر جنيف للسلام المنتظر عقده لأنه (القرار) سوف يساهم في "وقف الاستعدادات لهذا المؤتمر".
وبعد أن دان "المجازر الأخيرة المرتكبة في القصير"، طلب القرار من لجنة التحقيق المستقلة حول سوريا (التي تعمل بتفويض من مجلس حقوق الإنسان) فتح تحقيق خاص حول أحداث القصير" ورفع تقرير في أيلول/ سبتمبر. كما دان القرار كافة أعمال العنف في سوريا من كافة أطراف النزاع وطلب من السلطات السورية السماح للعاملين في المجال الإنساني المكلفين بإغاثة المدنيين خصوصا في القصير "بالوصول إليها بحرية ودون قيود".
الدعوة إلى وقف تدفق السلاح والمقاتلين
ومن جهتها، حثت نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الأربعاء الدول على عدم إمداد سوريا بالأسلحة والضغط على طرفي الحرب الأهلية للتوصل إلى حل سياسي تفاديا لمزيد من المذابح والتهديدات لأمن المنطقة. وقالت بيلاي في مناقشة بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "إذا استمر الوضع الراهن أو زاد تدهورا فستكون زيادة المذابح الطائفية أمرا مؤكدا وليس احتمالا". وفي إشارة إلى الجهود الرامية لعقد مؤتمر للسلام في جنيف في الأسابيع القادمة قالت "هذه فرصة جيدة للغاية للدول التي تتمتع بنفوذ لإبعاد الطرفين عن شفا الكارثة ... يجب أن يتوقف تدفق السلاح ويجب أن تبدأ عملية الحوار الوطني الآن".
دعوة لإنسحاب مقاتلي حزب الله من سوريا
وقالت المسئولة الأممية إن الزيادة الكبيرة في مشاركة مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية الداعمين للقوات الحكومية السورية تؤجج التوتر في المنطقة وتثير الاضطراب في لبنان.
وفي هذا السياق طالبت الولايات المتحدة من جانبها بانسحاب حزب الله الشيعي اللبناني "فورا" من لنزاع في سوريا وخصوصا من جبهة مدينة القصير الإستراتيجية. وقالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في مستهل تصريحها الصحافي اليومي الأربعاء "إننا ندين بأشد العبارات تصريحات (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله الذي أكد الدور النشط لمقاتليه في المعارك بالقصير وفي أماكن أخرى من سوريا. هذا تصعيد غير مقبول وبالغ الخطورة. نطالب حزب الله بسحب مقاتليه فورا من سوريا".
وذكرت فرنسا الأربعاء أن أجهزة المخابرات الفرنسية تعتقد أن قرابة أربعة آلاف من مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية يقاتلون في سوريا مع قوات الرئيس بشار الأسد. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمام البرلمان "فيما يتعلق بمتشددي حزب الله الموجودين في ساحة المعركة فتتراوح أعدادهم بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف أما تقديراتنا فهي بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف".
ع.ش/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)